مشهد البداية

150 8 0
                                    

اخذ يجري، ينهج بقوة، لا يستطيع اخذ نفسه.
يجري، دون ان ندري مما يخاف.
                         **********

مجموعة من الاصدقاء، مجتمعون حول اثنين منهم، يمسك كل منهم بالآخر، يكاد شجار ان يحدث

-انت السبب في كل اللي حصل ده!
-انا السبب يابن ال.. ؟!
-ايوة لولا اننا سمعنا كلامك مكانش ده كله حصل
             **********************

  سمع الصوت يقترب منه أكثر فأكثر، أخذ يجري بسرعة اكبر، الظلام حوله من كل اتجاه، الضوء ضعيف جدا، يرى فقط ما يضيئه ضوء هاتفه.

فجأة تعثر و سقط على الأرض بقوة.
لكنه لم يتوقف عن الركض، او الزحف بسبب أذى قدمه من السقطة. تاركا هاتفه المحمول ملقى علي الارض.

أرتكز الى ركن قريب من الباب و جلس مختبئا ضاما ركبتيه الى صدره، محاولا التقاط انفاسه.

ثم بدأت الاضواء بالارتعاش.

*****************

-كل اللي ماتوا دول في رقبتك انت يابن ال...

لكمه بشدة فوقع على الأرض، أجتمع الكل حوله بينما نزف انفه بغزارة.

صرخت الفتاة من شدة فزعها و بكت بحرقة
***********

اسند رأسه بين ساقيه، أمل في ان لا يرى ما سيحدث، انطفأ النور.

سمع صوت خطوات بطيئة لكن ثقيلة.

تقترب منه شيئا فشيئا.

انفاسه متلاحقة، قلبه يدق بقوة.

*************

وضع احد الاصدقاء يده على رقبة من وقع مغشيا عليه من اللكمة، ثم اخذت عيناه تتسع.

-يا جماعة...انا مش حاسس بنبض...

نظر الكل اليه برهبة

-....ده مات

*******

عادت الانوار، و ما ان رفع رأسه ليرى من هناك، اذ برجل ملثم يرتدي عبائة سوداء يقف امام وجهه مباشرة، في يده سكين ملطخ بالدماء.

و كان يطفو في الهواء.

و قبل ان يصرخ، قام الرجل بوضع اصبعه امام فمه: ششششششششش

ثم انطفأت الانوار من جديد.

أنتم لستم وحدكمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن