Little Bad Girl 2

Chapter 2.

عندما نفتقدُ أغلى الناس ، عندما تتركنا أرواحنا جسدٍ بلا روح ، حين يطعنك أحدهم في ظهرِك فهذا أمر طبيعيَ ، ولكن أن تلتفت وتجده أقرب الناس إليك فتلك هي الكارثة!

تمضي الليالي والأيام ، ولا تزال تخفي جروحاً دفينة تُعاني حُرقتها يوماً بعد يوم.

عندما كان لك طريق في الحياة ، شيء تسعى وتجتهد للوصول إليه ، وفجاة ودون مُقدّمات يتركك وحيداً ، تقف تائهاً ، أتبكي؟ تقف حزيناً ، حائراً ، مهموماً ، خيانتهُم كسرت ظهرك وأبقتك وحيداً تائهاً في هذهِ الدنيا.

إذا كان أقرب الناس إليك يطعنك في ظهرك بخنجرٍ مليء بالنقوشِ المُزخرفة ، والكلمات المُذهّبة ، فما عليك إلا أن تحمل جسدك المثقل بالجراحِ وتغضّ الطرف إكراماً للأسطورة الخياليّة المُسمّاة بالصّداقة.

ذكرى مؤلمة حين تعلم أن أقرب الناس إليك قام بخيانتك ، ذكرى مؤلمة حينما تجلس وتحسب كم من الوقتِ سيمضي بالتّفكير في هذا الحبيب الخائن ، لقد سمعت عنه الكثير والكثير لكنّك أغفلت قلبك وفكرك ، وأغلقت أُذنيك عن سماعِ كلمةٍ تُسيء إليه ، وكم من ندامةٍ ورثتها.

الخيانة..
الخيانة هي الجريمة التي يدفعُ ثمنها من لم يقترفونها.

قمة الخيانة عندما تصدر من قريب حملت له في قلبك الحب ، والصدق ، والأخلاص ، لكن ماذا كان المقابل؟ اتّخذك جسراً يصل بهِ إلى غايته.

 تنظر لمن حولك وتسألهم هل يوجد من جُرِحَ مثلي؟ كل الأيام تمُر مثل بعضها البعض ، ويبقى حجم الألم هو الوحيد الذي يكبر ويزداد.

لكن ..

مهما حدث لا تسقُط ضحيةً لألم الماضي ، لا تكُن أسيراً للذكريات ، ما الفائدة من البكاء والإنزواء؟ أنت تبكي لأنهُ قد تم خداعُك من أحبائك بينما هُم يضحكون ولا يكترثون ، فلِمَ تُُعذب نفسك؟

>>>>>>>

"عِدني بأنك لن تتأخر رجاءً"

قالت زوجتهُ بينما تُساعدهُ علي إرتداء سُترته الأنيقة ثم وقفت قبالتهُ مُنتظرة ردّهُ ، وضع القليل من عطرهُ المُفضل لتكتمل أناقتهُ ومظهرهُ الرجوليّ ثم إلتفت لها قائلاً.

"أعِدُكِ آش ، هلّا إبتعدتي رجاءً لأذهب لعملي؟" أدار عينيه لتشعُر هي بالقليل من الإنزعاج في نبرتهُ فحاولت تلطيف الجو قائلة: "حسناً حبيبي سأبتعد لتذهب لعملك ولكن.. ألم تنسي شيئاً؟" قالت بنبرة لعوبة بينما تضعُ يديها علي صدرُه لتضبُط ربطة عُنقه وتقضمُ شفتها السُفليه ببطئ.

"أجل" قال لتتسع إبتسامتها وأردف "نسيتُ محفظتي" وذهب ليأخذها من الخزانة وخرج ، مع العلم بأنها تُريده أن يُقبلها كأي ثُنائيّ لطيف.