[Bonus Chapter | شابتر إضافي♡]

252 24 30
                                    

الليلُ أسدلَ ستائرهُ علي المدينة، وتناثرَت النجومُ علي البِساط المُنير في السماء، ومع أن الجو قاسٍ لم تهدأ السيارات وأخذت تُكمِلُ مسيرتها في الشوارع المُزدحِمة، وقلّت حركة المارة نسبياً.

كان تنفُّسها مُتقطِّعاً وقصيراً، تَئِنُّ أنيناً يتقطَّعُ لَهُ القلب، ويذوبُ لَهُ الصَّخر، أما عيناها فكانتا تَعِبَتان، منهوكتان لشدّة الألَم، وكان وجهها شاحِباً وكأنها في نزاعها الأخير مع الحياة، كانت تعُضُ شفتيها كاتِمة لصرخاتها وتحتبِسُ دموعها في مُقلتيها.. كان مشهداً يُثيرُ مشاعر الأسي والألم في أنفسنا جميعاً.

"نأسَفُ لَكَ سيّدي لا يمكنك الدخول! تفضّل وإنتظرها هُنا.." أوقفتهُ إحدي المُمرِّضات بعد أن كان يركُضُ بِمُحاذاة سريرِ زوجتهُ المُتحرِّك حتي أدخلوها غُرفة العمليّات، إستجاب زين لدعوتها له بالجلوس علي أحد المقاعد، وإنحني برأسه للأمام ليُسنِدها علي يديه في توتُّرٍ بالِغ.

إلتقطتُ أنفاسي لأجلِس بجواره، وشاهدتُ الجميع يتّخذ أماكنه مثلنا، وضعتُ حقيبتي فوق قدماي وإعتدلتُ في جلستي بينما أدعو لتلك المسكينة بالداخل.

 نظرتُ إلي كارا الجالِسة في المقعد المُقابِلُ لي، وجدتها تُحدِّقُ في الأرضية، حتي وقتنا الحالي لم تتخلَّ عني وظلّت تعملُ معي في الشركة ورأيتُ معها جميع معاني الوفاء، تُشارِكُني أحزاني قبل أن تُشارِكني أفراحي، وتُسانِدُني في جميع قراراتي.

إنتقلت عيناي لـ إيفا التي زفرت الهواء بملل، يجلِسُ بجوارها شخصٌ ذو إبتسامةٍ جذّابة قد خطف قلبها مُنذُ فترة قصيرة.. إنهُ مارتِن الشاب الذي صدمتهُ بسيارتها ذات مرّة.. إنهُما الآن حبيبان جيِّدان للغاية.

رأيتها تسترِقُ النظر إلي سام فوجدتهُ يُحدِّقُ بها كذلك، هربَت عيناها بِسُرعة البَرق لتهز قدميها بإنزعاج، سام لم يتخطاها بَعد.. إرتبط مرّة وإثنتان.. بحث عن إيفا في كُل فتاة قابلها، وحصد من رحلة بحثهُ الفشل والندم الشديدَين.

"ما خَطبُكِ، إيفي؟" سألها مارتِن هامساً بحيرة حين لاحظ حركاتها التي توحي بعدم الإرتياح، إبتسمت لَهُ لتُطمئنه فَقَبَّل يدها لتتسع إبتسامتها أكثر، تحت أنظارِ سام المُشتعِلة.. زفر الهواء من بين شفتيه بضيق لاعناً تحت أنفاسِه.

سُرعان ما أطلقتُ العنان لبصري لأسترق النظر إلي نايل القابِعُ أمامي، لم يُلاحِظ نظراتي حيثُ كان يستند برأسه علي الحائط وينظُرُ للأعلي مُترقِّباً، وكأن المشهد يُعاد أمامهُ حين كان يترقّبُ طفلهُ الأوَّل.. رأيتُ دمعةً تترقرقُ في عينيه لتذكُّرهُ لهذا الموقف الأليم، نايل أصلح علاقته مع البعض مِنّا، زين وإيفا وأماندا.. أما أنا وجاك فتجمعنا أحاديث قصيرة وبسيطة مع نايل للضرورة.

أنا لا أتجنبُه، ولكن إبتعادي عنهُ هو خيرُ قرارٍ، فأنا لديّ حبيبي وحياتي وعملي ولا أبحثُ عن المتاعِب، لكننا علي الأقل لا نَكِنُّ لبعض الكراهية.

إمتدت يد چاك لتلتقط خاصتي فنظرتُ إلي الإبتسامة اللطيفة التي إحتلّت ثغره، إبتسمتُ لا إرادياً.. وكأنه شعر بتوتُّري فحاول أن يُخفِّف عني.

"أحبكِ!" همس في اذني ليرتعش بدني وابتسِم، هو يعرِفُ تماماً كيف يجعلني أهدأ.

  نظرتُ إلي زين فوجدتهُ يهزّ رجليه بسرعة شديدة دلّت علي إضطرابه وقلقه ويشد في شعره كأنما سُوّيت أعصابه من القلق.

يتفحّص الساعة، يجلس، ثم يقف، يكزّ علي اسنانه ويضغط علي قبضته، يحترق قلبه لعدم تحمّله لعقارب الساعة المُتباطئة، يتسائل متي ستخرج، كما هو حالنا جميعاً..

فُتِح باب غرفة العمليّات ليخرج منهُ الطبيب ويخلع القُفّازات، نهض زين والعرق يتصبّب من جبينه واطال النظر إليه بينما يُتابع حركاته لعلّها توحي بنتائج العملية.

"تهانينا سيّدي.. زوجتُك بأمان الآن.. وطِفلُك كذلك!" إبتسم الطبيب فأخذ زين يتنفّسُ براحة ويشكُر الله بإمتنان.

"هل يُمكنني رؤيتها الآن؟" سأله زين وإبتسامتهُ إستكانَت علي شفتيه حين سمع بُكاء الطفل الصغير.

"إنها مُخدّرة، لكن يُمكنك رؤية الطفل!" عاد الطبيب للغرفة فتبعناه جميعاً، وجدنا الطِفل يبكي دون توقُّف في سريره الصغير، توجّه زين ليحمله بيدٍ مُرتعِشة وترقرقت دمعة الفرح في عينه بينما يُطالع إبنه الصغير.

إجتمعنا حول الطفل لِنُداعبه ونُحاول إسكاته، الكثير من القُبَل طُبِعَت علي جبينه وغمرناه بالحُب، وهنّأنا زين وعمّت السعادة في المكان كما إحتلّت البَسمة وجوهنا مُتناسِيين أوجاعنا وهمومنا، كان مشهداً مليئاً بالبهجة والسعادة الصادِقة.

اليوم.. قد وُلِدَت روحٌ جديدة لتدخُل عالمنا المليء بالفساد والكذب والنفاق والخيانة والخُبث والكراهية والجرائم وكل ما هو بَشِع، أتمني أن تبقَي تلك الروح نقيّة طاهِرة.

قد وُلِدَت معها حياةٌ جديدة، ليست لها فقط، بل لنا جميعاً.

حياة جديدة أزالَت كُل ما مَضَي، لتُفرِغ المكان لكتابة فصول جديدة في حياة كُلِّ فردٍ مِنّا...

>>>>>>>>>

وحشتوني أوي، يارب تكونوا بخير كلكوا❤❤

إيه رأيكوا في الشابتر؟

مش مصدقة إني كتبت فيها تاني، حرفياً وحشتني ليتل باد جيرل أوي يارب تكون وحشتكوا انتوا كمان!❤

إيه إنطباعكوا عن مارتن حبيب إيفا الجديد؟

كان الهدف من الشابتر الإضافي إنّي أوضّحلكوا مسار باقي الشخصيات لإني في النهاية ركزت علي الشخصيات الأساسية أكتر، وكمان حبيت اشوّقكوا للمفاجأة.

عموماً هي مش هتوحشكوا كتير..

إحزروا ماذا؟

LITTLE BAD GIRL 3 IS COMING❤❤

أخدت وقت طويل جداً علي ما قررت إني هكتب جزء جديد فيها، أتمني تدعموني فيه كمان زي ما دعمتوني في الجزئين دول❤ حد متحمّس؟؟؟

متشيلوش الرواية من المكتبة عشان هقولكوا هنا أول ما أنزّل الفصل الأول.

أشوفكوا علي خير يا أحلي ريدرز!❤

Little Bad Girl 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن