.بعد مرورِ شهر
تَقِفُ أمام المِرآة بكامِل زينتها ، قميصها الأسود ذو الأكمام المطويّة والأزرار المفتوحة مِن الأعلي ، وبِنطالها الضيّق الأسود وحِذائِها ذو الكعب الرفيع ، تاركةً شعرها منسدلاً علي كتفيها بطريقةٍ مِثالية ، ووجهها يتحلّي بأجملِ مساحيق تجميلها ، إبتسمت بِرضا علي مظهرها وخرجت مِن المنزل لِتركب سيارتها وتقود نحو المقهي المُجاوِر لمنزلها.
حين وصلت دخلت المقهي بهدوء وكعبها أثار الضجّة بالمكان جاعلاً الجميع يلتف إليها فإبتسمت بتكلُف وبدأت تبحثُ بين الطاوِلات عن تلك الصِفات ، رجلٌ أشيَب.. يرتدي بذلةً رماديّة ويُدخِن ، شعرَت بالإحباط حين عجزت عينيها عن إيجاد ذلك الرجُل فشعرت بيد أحدهُم تُوضَع علي كتفِها مما جعلها تلتفت بتعجُب.
"أتبحثين عني؟" إبتسم الرجُل فنظرت لهُ من أسفلُه إلي أعلاه وحين تأكدت من هيأتُه إبتسمت وأومأت برأسها فأخذها نحو إحدي الطاولات ساحباً يدها خلفهُ.
طلب لها القهوة فشكرتهُ ثم بدأ يتحدثُ قائلاً "إذاً آنِسة جوميز ، لقد تحدثتُ مع جاك وزين بشأن كُل شئ ، متي سأُقابِلُ السيد هورآن لِنُحدد موعداً ونوقِّعُ علي العَقد؟"
وضعت يديها علي الطاولة لتشبُكهما ببعضهما ، وتنظُر حولها بكُل مكان باحثةً عن كلامٍ لتقولُه ، فهي لا تعرفُ كيف تشعُر حِيال الأمر.
"في الواقع سيد إكس أظُن أنهُ عليك أن تنسي كُل ما إتفقت عليهِ مع جاك وزين" إبتسمَت بخِفة فعقد حاجبيه دلالةً علي عدم فِهمه.
"ركّز معي أنا فقط! إن تحالفت مع شركة هورآن ستكون خسارةً كبيرة بالنسبةِ لك ، الشركة تواجه مشاكل عِدّة بتلك الفترة وحين تتعاقدُ معها ستُلحِقُ بنفسك الأذي وسُتكتبُ عنك الكثير من الإشاعات في الجرائِد أنت في غِنَي عنها ، ما أعنيهُ هو أنك إن تحالفتَ مع نايل لن تضُرُه بل ستضُر نفسك ، إنسي الأمر ، وحين نتحاجُك سأتصلُ بك فوراً" فسّرت كلامها بهدوء علي أملِ أن ينجح هذا فأومأ الرجُل برأسُه وأطفأ سِجارتُه مُستعِداً للحديث.
"هل تظُنين أنني آلة يا سيـليـنا؟" تهجأ إسمها ببُطئ فعقدت حاجبيها طالبةً مِنهُ التوضيح.
"هل تظُنين أنهُ بإمكانكُم أن تُهاتفونني بأي وقت ثم تُلغون الأمر بآخرِ لحظة وتُخبرونني أنكُم ستُهاتفونني مرةً أخري حين تحتاجون إليّ؟ أيُ سيكرتيرةٌ أنتِ؟ أنتِ لا تفهمين شيئاً في الرسميَات والتعامُل مع المُديرين.. لا عجب في أن والدكِ.. جوميز مات بسببِك" نظر لها بإحتقار فشعرت بلهيبٍ يتصاعدُ إلي صدرها ما إن ذكَر والدها.
"كُل ما في الأمر أنني لم أعُد أُريد فِعل هذا بِه! أجل إتفقنا معك علي التعاقُد معُه ثم أن تجعلهُ يخسر مالهُ تدريجيّاً وسُمعتُه ولكنني لم أعُد أُريد فِعل هذا بنايل! هل فَهِمت الآن؟ ولا تتحدثُ عن والدي مُجدداً لأنهُ لا يَستَحِقُ أن يتلوّث إسمُه علي لِسانِك القذر" حذرتهُ بإصبعها وحاجبيها قُطِبوا بغضب لتنهض وتنظُر إليه بدهشة قائلة "آه يا إلهي ما الذي قُلتُه! يا لِحقارتي! آسفة فكما قُلت أنت منذُ قليل.. أنا لا أفهمُ شيئاً في الرسميّات ولا أُتقِنُ التعامُل مع المُديرين" قهقهت لتأخُذ حقيبتها وتري الدهشة علي وجهُه وهو لا يستطيعُ التفوّه بكلِمة.
أنت تقرأ
Little Bad Girl 2
Fanfictionيقودَني إليكَ شوقٌ لا يَنتهي ويرُدّني عنكَ جرحٌ أنتَ صاحِبُه. •الجزء الثاني للرواية. بدأت في 19/8/2018 إنتهت في: 4/4/2018 جميـع الحقـوق محفـوظة لـي©. {أعلي تصنيف: #3} توجّهوا لقراءة Little Bad Girl 3 بعد قراءة هذا الجزء.💕