الفصل الثالث عشر

430 51 14
                                    

------(وجهة نظر جيمين)------

فى يوماً ما, خرجت للفناء الخلفى لأستنشق بعض الهواء, و لفت نظرى صوت فتاة تُنادى, "آه روم!". عندما أدرت رأسى لأرى ما هو مصدر الصوت, أكتشفت أنها بارك ها, إننى أعلم فقط أسمها ليس أكثر لأنى سمعته بالأرجاء, فهى حقاً فتاة معروفة هنا. بارك ها كانت تركض ثم أحتضنت فتاة, الفتاة التى كنت سأموت لأعلم أسمها, آه روم, إن أسمها جميلاً جداً و يلائمها, الجميلة....

صرت أذهب للفناء الخلفى كثيراً, و كنت أراقبها من بعيد, أحياناً كانت تجلس مع بارك ها و يتحدثون, و أحياناً أخرى كانت تجلس بمفردها و تقرأ كتاباً.

و فى أحد الأيام, رأيتها تجلس بمفردها تحت ظلال سور المصحة الحجرى و كانت تقرأ, فأستجمعت شجاعتى و ذهبت إليها. لما أرد مقاطعتها و هى تقرأ, فجلست بهدوء بجانبها, و عندما شعرت بوجودى, نظرت إلىّ.

حدقتا عينيها أتسعتا فى دهشة و خجل, و ذلك بسبب أنى قريباً جداً منها لدرجة أن فخذى ملاصق لفخذها. "جيمين..." هَمَسَت بأسمى, و شعرتُ بشئ من السعادة فى قلبى لسماع أسمى ينزلق من على لسانها, لم أشعر بهذا الشعور منذ وقتاً طويل.

فجأة, آه روم نظرت للأسفل و كانت ستتحرك بعيداً عنى, لصنع بعض المسافة بيننا, لكنى أمسكت بيدها و أوقفتها, "ما الذى تفعله؟ ما الذى تريده؟" قالت لى و هى ما تزال تنظر للأسفل, لكنها لم تسحب يدها من قبضتى.

كل ما أستطعت فعله هو وضع يدها على صدرى, فوق قلبى تماماً, ثم أغلقت عيناي. أريدها أن تعلم بما تفعله بى, بما أشعر به عندما أكون بقربها, كيف أنها تجعل قلبي يخفق بشدة لها. ربما ستكون هى العلاج الذى سيخرجنى من الحالة التى أنا بها, و من هذا المكان أيضاً.

إن هذه الفتاة تجعلنى أشعر بأشياء لم أشعر بها منذ مدة طويلة و تجعلنى أفعل أشياءاً لم أظن أبداً أننى قادر على فعلها و حتى أن أتحلى بالشجاعة من أجل فعلها.

بعد فترة, آه روم أبعدت يدها ببطء و أنا تركتها, ثم نظرت للأسفل فى خجل مرة أخرى. إن خجلها حقاً يجذبنى إليها بطريقة ما و لما أستطع أن أمنع نفسى من مداعبة خدها بإبهامى بعد أن أَبعَدَت بعض الخصل من شعرها الناعم لخلف أذنها.

"جيمين, لا يَصِحُ ما تفعله هذا" قالت لى و عَلِمتُ حينها أنها غير مرتاحة مما أفعله فأبعدت يدى. ظللنا جالسين فى صمت لبعض الوقت إلى أن لاحظت أن الكتاب الذى كانت تقرأه سقط على الأرض, فأنحنيت لألتقطه. حدقت بالغلاف لبرهة و أدركت أنها رواية, فتحتها و بدأت بقراءة عدة صفحات لأن عنوان الرواية لفت نظرى. إنها حقاً رواية جيدة, لكن يجب أن أعيدها لآه روم. أغلقت الرواية و مددت يدى لأعطيها لها, لكنها أدهشتنى بأنها دفعت يدى ناحيتى مرة أخرى,  "إذا أعجبك, يمكنك أخذه و قرأته" قالت لى و أصرت على أن أخذه, عضضت شفتى السفلية و أنا أفكر فى سواء أن آخذه أم لا. قررت أن آخذه و وقفت لأغادر, لكنى قمت بالإنحناء لها أولاً, كتعبير عن شكرى لها.

 مضطرب عقلي صامتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن