PART ⁶

476 37 36
                                    

دفعُ خطَواَتِك نحويِ قاَتل.
_______________

حملت تلك الليلة بعض المشاهد من ماضيه لم يكن لأحد علم به غير أسرته.
و الآن هي، لو لم يكشفه الوقت لكانت جاهلة به للأبد! حسناً يستطيع التحدث عن عمله أيضاً و من أين تأتيه تلك العملات، لكنه جبان.

تفحم ذالك الشعور بالخزي بداخله، هل يصرخ؟ لينعم بحياة أفضل أم يستمر بالغرق داخل قذارة اللعبة التي إقتحمها فحسب

لكن كل صرخاته ستكون مكتومة و صامتة، تؤخد على أطراف قنينة زجاجية نحو من جعلوا الرحمة مجرد حروف على الألسنة!

منذ زمن كان يحاول جعل نفسه كالأثل! إنها شجرة ذات خشب صلب، لكنها مهما بلغت من قوة تأتي العواصف لتهوي بها و تقتلع جذورها. و هو ضمن نفس المعادلة، مهما قاوم سينهار يوماً ما.

أوليست هذه طبيعة البشر؟ في كل ما تحدثه الحياة من قساوة يظل صامدا في وجهها إلى أن تأتيه سهام لتفتك به من كل جهة.

وجد نفسه باليوم التالي، فوق الأريكة أمام المدفأة التي أخمدت نارها من قبل! بدى المنزل هادئاً.

السيدة إميونغ قد غادرت باكراً، و جونغ وو أيضا.

ساعد نفسه على الإستقامة فغزى الألم ذراعه من جديد، فحاول التنفس قدر المستطاع ليرفع نفسه

خطى بخطواته في أنحاء المنزل، ليلتقط أي حركة لكنه لم يفعل. حتى هناين التي كانت نائمة قربه قد إختفت

دفع خطواته نحو السلالم ليصل للدور العلوي فتوجه نحو دورة المياه! أزال قميصه و بلل وجهه إلى خصلات شعره
بينما يتأمل نذبات ذراعه و قدمه.

كان ينظر لما تسببوا به له في وقت وجيز! بينما هو ينفذ الأسوء في أجساد طاهرة كل ذنبها أنها وثقت في وجوه تحمل الجمال رداءا لتوقعك في المصيدة.

لديه مبادئ و أولويات لو لم يطرد من منزل أبيه و لو لم تكن تلك العثرات تواجهه لما زحف بنفسه نحو الجحيم

حلمه كان بسيطاً ببساطة أن يصبح كاتب روايات من الخيال العلمي، أو حتى راودته الأحلام البريئة ليصل إلى حلم أن يصبح رجل آيس كريم يبث السعادة في قلوب الأصغر..

كانت أحلام يقظة فحسب! تأكد من ذالك عندما قابل الواقع بحدقتيه، بدل أن يصبح فتى الآيس كريم أصبح فتى الموت.

أخرج نفسه للرواق، مبعثرا خصلاته المبللة .. نظراته إستقرت على ما حوله بتعب!! يكاد يصبح جسدا دون روح

إلتقطت مسامعه تحركات أحد من الغرفة المقابلة، تابع خطواته فتجاوز الردهة ونبس فور وقوفه أمام باب الغرفة " هناين؟ "

توقفت عن التحرك و الأنين لتردف " حمداً للرب أنك هنا، أنا أحتضر! "

قلب عيناه لثانية قبل أن يردف " ما الذي يحدث لك! "

هـذَيـان _Deliriumحيث تعيش القصص. اكتشف الآن