كانت شرميزا تغلى غضبا و غيضا...لقد حاولت طوال هذه السنوات أن تجعله ينسى تلك المرأة...فعلت المستحيل لأجل أن تكسب حبه و قلبه...ولاكن طيفها كان دوما يلاحقه فقد تجسد في ابنته سنايا...كانت دوما ترى حبها يسكن في عيونه...حاولت بكل الطرق و الوسائل أن تعجله ينسها ولاكن بدون فائدة...شعرت أنها ستخسر كل شيء لديها...المال...الثروة...الحب...كل شيء إكتسبته سينتهي...لقد أرادت التخلص من سنايا بتزويجها لأي عائلة بدون الاهتمام لأي شيء آخر...وكم كانت تتمنى أن تقبل بأحد منهم لأنهم لم يكونوا من الطبقة العليا...ولاكن يوما بعد يوم مهمتها أصبحت مستحيلة...واليوم حين أرادت ان تتزوج...تقدم لها صاحب أكبر ثروة في البلاد...بدأت بتكسير كل الاشياء المجودة في الغرفة...حتى تعبت و سقطت نائمة على الأرض...إنجلى الليل سريعا...ليأتي الصباح محملا بأشعة ضايقت عيون سنايا...أحست أن هناك ثقلا يمنعها من الحركة...إلتلتفت لتجد والدها يغط في النوم و هو يحتظنها بقوة و كأنه يخاف من أن تبتعد عنه...تململت قائلا لتفلت جسدها منه ثم طبعت قبلة حانية على جبينه و ذهبت لتستحم و هي سعيدة أنها ستقضي يوما كاملا مع والدها لآخر مرة قبل أن تتزوج غدا...ولاكنها لا تعرف أن سعادتها ستتحول لحزن و غم...هذا ما فكر به راجنات منذ إستيقاضه...خرج متوجها لغرفة الضيوف حيث إستحم هو الآخر...متجاهلا شرميزا التي عبثا حاولت الحديث معه...مما جعلها تجن أكثر و أكثر و هي تقسم أن تجعله يذوق طعم المر...بعد مدة قصيرة خرجوا متوجهين للمقهى المفضل عند سنايا...و التي كانت في أبهى حلة...فقد إرتدت فستانا أزرق سماوي قصير بدون حمالات...وتركت لشعرها العنان...و لم تظع اي مساحيق تجميلية...طوال الطريق و سنايا تحاول جاهدة لمعرفة ما الشيء الذي يحزن والدها...فقد كان صامتا و علامات الضيق و الحزن واضحة في وجهه...وحين فقدت الأمل أخبرها أنه سيخبرها كل شيء حالما يصلون...
ما إن خطوا مترجلين من السيارة جالت بعينيها في أنحاء المكان متأملة أنه حظر لها مفاجئة...ولاكنها ان أعلم أنها مفاجئة من عيار ثقيل...ربما لن تتحملها...وجدت والدها يتجه بها إلى طاولة شبه معزولة...و كانت الدهشة بالنسبة لها أنها وجدت فتاة تشبهها لحد كبير...و كأنها هي...الفرق الوحيد أنها ترتدي لباسا عصيرا...أما الفتاة الأخرى فهي ترتدي ساري...فركت عيونها عدة مرات لتتأكد من أنها لا تحلم...
"ما الذي يحدث هنا أبي...لماذا نحن في هذا المكان...ثم من هي هذه الفتاة التي تشبهني لحد كبير...هل تخفي علي شيئا ما..." تحدثت سنايا بصوت عالي و غاضب و هي تلاحظ النظرات الغربية التي يتبالانها نحوها...
ابتلع راجنات ريقه و هو يرى أنها لحظة فقط و ستنفجر في المكان إن لم يخبرها بكل الحقيقة مسرعا:" إستمعي إلي أميرتي بدون مقاطعة لأن ما سأخبرك به الآن سيغير حياتك..."
بقيت سنايا صامتة و هي تسمعه يلقي عليها المفاجئات واحدة تلو الأخرى...لم تعد تستطيع إستيعاب أيا مما يقال...لقد جعلوها تعيش في وهم طوال سنوات حياتها...و الآن و بكل بساطة يقولون لها بأن هذه السيدة أمها الحقيقية و الفتاة الواقفة خلفها تكون أختها التوأم...بعد انتهائه من سرد كل ما حدث و كل الحقيقة..وقفت أمامه بدون دمعة واحدة لتقول بصوت جامد:" ما الذي تتوقعون أن أفعله بعد هذه الحقيقة...أجيبوني...طوال عشرون سنة و انا ارى أمي شرميزا التي كانت تعاملني بجمود و كأنني سلعة إنتهت مدة صلاحيتها...و كل همها كان تزوجي لتنتهي من همي...و بعدها أجد نفسي أعيش في كذبة نسجتموها من حولي جيدا...وبعد كل هذا هل تريدونني أن آخذكم بالاحضان..."
أنت تقرأ
#ﺳﻠﺴﻠﻪ_ﺍﻟﻌﺸﺎﻕ_ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﻭﻥ #{ﺍﻟﺠﺰء ﺍﻷﻭﻝ} ﻟﻢ_ﺍﻓﻜﺮ_ﻓﻲ_ﻫﺬﺍ
Romanceالرواية في إيطار درامي رومانسي...تتحدث عن فتاة و شاب يلتقيان من أجل زواج مدبر رتبه أهلهم...و عندما يتحدثان يتفقون أن يرفض هو العلاقة لعدم إستعدادهم للزواج بهذه الطريقة التقليدية...و أن يصبحوا أصدقاء...و يتفقون للذهاب لرحلة يغيرون بها الجو و تتعرف هي...