وصلت طائرة بارون للهند في ساعة متأخرة من الليل...ففضل الذهاب لقصره ليرتاح و حين يطل الصباح سيذهب لرؤية حبيبته...و بعدها يذهب للشركة...لقد إشتاق إليها حد الجنون...لقد حاول البحث عن أخبارها و عن أي معرض جديد يمكن أن تكون أقامته...و لاكنه لم يجد أي شيئ...و لا يدري لما قلبه يحسسه أن هناك شيئا ما قد حدث معها...حقا لقد مرت عليه أوقات عصيبة و هو يحاول التأقلم على اكسيره الجديد...الذي يبدأ و ينتهي بدون رائحة عطرها الفواحة...بدون تلك الإبتسامة التي ترى في عيونها...بدون يدها التي كانت تمررها على شعره الأسود الكثيف...كان يتعذب بدونها...و لهذا أصبح عصبيا...متعجرفا...لا شيء يهمه سوى أن يكون العمل على أكمل وجه...نام و ذهب بأحلامه بعيدا حيث رآى سنايا و تحمل بين ذراعيها طفل صغير يأخذ من ملامحها الكثير...كان يبتسم له...و ما إن حمله حتى شعر بالسعادة من رأسه حتى أخمص قدميه...لقد نام نومة هانئة و هو سعيد و لا يريد أن يأتي الصباح حتى لا ينتهي ذالك الحلم...
سنايا كانت في فراشها نائمة و على وجهها علامات الحزن...كم تريد رؤيته...سماع صوته...حقا لا يمكنها إنكار مدى إشتياقها إليه...تشتاقه في كل لحظة و كل ثانية تمر...لا يمكنها الكذب على نفسها...تريد نسيانه...و لاكن كيف السبيل وهي تحمل قطعة منه...و حتى لو لم تكن حامل...فهو يغزو أحلامها و لياليها...أنفاسه الساخنة لا تزال تشعر بها...كل شيء يؤرقها...فإلى متى سيتمر هذا العذاب...إنها في دوامة...بين مسامحته و عدمها...بين نسيانه و تذكره...بين إشتياقها و بين كبريائها...و حين يبلغ إشياقها اليه حدود السماء ترش عطره الذي إشترته حتى تشعر بأنه إلى جانبها...و ترتاح روحها الهائمة في غيابه...
بين إشتياق هذا و حنين هذه...بين كبرياء هذه و دموع هاذا...تضيع العديد من اللحظات الثمينة...فما الذي يمكن أن يحدث بين هذين القلبين...كلاهما أحبا و كلاهما تألما...فهل من بداية جديدة ينسسيا فيها الماضي بآلامه و أحزانه ليركزا فقط على مستقبلهم الذي سيكون مع طفلهم أو طفلتهم القادمة؟
و هاهو الصباح يأتي محملا معه بريد الشوق للذين لا يزالون غائبين...إستيقضت سنايا بهمة و نشاط فهي قد كانت بغيبوبة لمدة ليست بهينة...و قد إشتاقت للخروج و إستنشاق الهواء الطلق...
إستحمت لتريح أعصابها و هي ترى بطنها التي بدأت بالإنتفاخ...و على عكس جميع النساء...فهي أحبت بروز بطنها...و لن تخجل من أن تظهر بهذا الشكل أمام الناس...إنها حقا سعيدة...و لا ينغص سعادتها سوى عدم وجود بارون بجانبها...أفاقت من خيالاتها على صوت نايا التي تحثها على الإستعجال...فلديم عمل يقومون به...نايا بإستعجال: "لما كل هذا الوقت سنايا...هيا بسرعة لقد تأخرنا و العمال سيكونون على وصول..."
"قادمة...قادمة...يحب أن تفهمي أنني حامل...و لا يمكنني الإستعجال أكثر من ذالك...فالحمل يبطئ الحركة..." تحدثت سنايا و هي ترتدي ملابسها المكونة من فستان أبيض ضيق عند الصدر و الذي أظهر بطنها المتكورة...و حذائا سطحي و تركت شعرها مفرودا على كافة ضهرها...و اكتفت بقليل من ملمع الشفاه فقط بدون شيء آخر...أما نايا فقد إرتدت حلة رسمية مكونة من تنورة قصيرة سوداء اللون مع بذلة للنساء زرقاء اللون و حذاء ذو عكب عالي و تركت هي الأخرى شعرها منفردا على جنبها...بدت غاية الجمال و الروعة و الأناقة...صحيح أنها لم تكن لترتدي شيئا كهذا...لولا إصرار سنايا عليها...فهي من اشترته خصيصا لأجلها...خرجت الإثنتان معا...و كلتاهما بأروع طلة...يمكنها تسبيب أزمة قلبية لجميع الشبان الموجودين بالمدينة...
كانت ساكشي تراقبهم من شرفة غرفتها و هي تشعر بالسعادة تغمرها لرؤية بناتها متفاهمتين و متحابتين مع بعضها...لكم تمنت رؤية هذا المشهد...لكم حلمت بهذه اللحظات...و هاهي تتحقق أمام ناظريها..."آه يا إبنتي...أتمنى فقط أن تتصالحي مع بارون...أعلم جيدا أن وراء إبتسامتك تلك حزن عميق و مدفون...و لن يزول حتى تلتقي بحبيبك و أب طفلك القادم..."قالتها ساكشي بداخلها و هي تتمنى أن تعود المياه لمجاريها بينهم قبل فوات الأوان...
داعبت أشعة الشمس غرفة بارون...ليفتح عينيه على أمل جديد سيتمسك به للنهاية...دخل للإستحمام في حين أن كل فكره في الحلم الذي راوده...حقا لكم يتمنى لو أن سنايا حامل حقا...لأن الطفل هو الوحيد القادر على جمعهما...أنهى إستحمامه و ذهب ليرتدي بذلته الزرقاء من ماركة غيس و التي تعتبر من أغلى الماركات الموجودة بالعالم...و خرج بسيارته الرياضية يجوب الشوارع بحثا عنها...و لاكن أين سيجدها...و كيف...فجأة خطرت بباله فكره...أخرج هاتفه و إستطاع تحديد موقعها من شارة التتبع التي وضعها في هاتفها حرصا على إيجادها لو حدث لها مكروه مثلا...و كأنه يسابق الرياح...دعس على فرامل سيارته و هو يقودها بسرعة جنونيه غير عابئ بأي شيء آخر...فهو الآن بأمس الحاجة لعناقها...لحنانها...لإبتسامتها...لكل شيء فيها...مستعد أن يفعل أي شيء تريدع لأجل مسامحته إلا موضوع الطلاق...لأنه وقتها سيفقد أعصابه و قد يتهور و هو في غنى عن كل هذا..
بعد مدة قضوها بالسيارة و صلت كلا من الأختين لمقر الشركة...
وجدوا العمال يشتغلون و قد شارف كل شيء على الإنتهاء...كانت شركة كبيرة واسعة مكونة من ثلاث طوابق...و كل طابق له ميزته...
فالطابق الأول عبارة عن ساحة كبيرة تستطيع وضع اللوحات فيها...
أنا الطابق الثاني فهو مخصص للموضفين...و الطابق الأخير هو للمدراء..."لم أكن أتخيل أن الشركة ستكون بهذه الدقة و الإتقان...أنا متحمسة للبدئ بالعمل..." تحدثت نايا بحماس و هي تدور حول نفسها بسعادة...بينما سنايا إكتفت بالجلوس و مراقبتها...إتشغلتا بالحديث...حتى قاطعهم وصول شاب طويل القامة...بوجه وسيم أسمر...عيون بنية واسعة...مع شعر أسود كثيف يتدلى من على جبينه...
"سامي أهذا أنت جيد أنك لم تخذلني و أتيت...فلدي العديد من الأشياء التي أريدك أن تفعلها معي..." قالتها سنايا بسعادة و هي تنهض من الكرسي بتثاقل...فسمرات هو صديقها المقرب...تعرفت عليه بجامعة الرسم و قدمت أول معرض لها بمساعدته...و لذا حينما فكرت بإنشاء شركة اتصلت به فورا...و كان رده هو الموافقة على طلبها بدون أي تردد...
"سنايا لقد أصدق أنها أنتي...متى اصبحتي حامل...و من هذه الفتاة التي بقربك...لقد ظننت للحظة أنني أتوهم..." تحدث سمرات و هو متعجب من التشابه بينهما...
"لا تقلق لدينا وقت كافي للنتحدث عن متى أصبحت حامل...أما عن هذه الفتاة فهي أختي التوؤم نايا و ستعمل معها من الآن فصاعدا...
نايا هذا سمرات صديقي الصدوق...سيعلمك كل شيئ أولا بأول..."
هكذا عرفتهم ببعضهم ليمد لها سامرات يده...لتمد هي الأخرى يدها ليتصافحا و كلاهما يشعران بالإعجاب...لم تغفل عن سنايا نظراتهما المليئة بالإعجاب...و هي تبتسم و متفائلة بأن قصة حبهم ستبدأ عما قريب...هذا ان لم تكن بدأت...أرسلتهم للداخل حتى تتيح لهم الفرصة ليتعارفا أكثر...ما إن همت بالدخول أيضا...حتى رئته أمامها...آخر شخص توقعت رؤياه...إنه بارون...لا أحد سواه...كان يتقدم ناحيتها و عيناه تفترسان كل شبر منها حتى إستقرت على بطنعا المكورة...ما الذي سيحدث بينهما الآن؟
و كيف يستطيع بارون إقناع سنايا بالعودة إليه مرة أخرى؟
و ما تعليقه حول حملها الذي أخفته عنه؟
أنت تقرأ
#ﺳﻠﺴﻠﻪ_ﺍﻟﻌﺸﺎﻕ_ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﻭﻥ #{ﺍﻟﺠﺰء ﺍﻷﻭﻝ} ﻟﻢ_ﺍﻓﻜﺮ_ﻓﻲ_ﻫﺬﺍ
Romanceالرواية في إيطار درامي رومانسي...تتحدث عن فتاة و شاب يلتقيان من أجل زواج مدبر رتبه أهلهم...و عندما يتحدثان يتفقون أن يرفض هو العلاقة لعدم إستعدادهم للزواج بهذه الطريقة التقليدية...و أن يصبحوا أصدقاء...و يتفقون للذهاب لرحلة يغيرون بها الجو و تتعرف هي...