صدمة شلت أطرافها..لم تعد تعي لما يحدث من حولها...هل تصدق ما سمعته منه للتو...أم أن سمعها قد خذلها هذه المرة...إنها لا تزال غير مستوعبة لما صرح به بارون قبل قليل للصحافة...بعد إنحنائه لتقبيل يدها...إنهالت عليهم الأسئلة من كل جانب...بقيت هي متشنجة و لم تعلم بما تجيبهم...فجأة شعرت بيده تحاوط خصرها و تقربها منه...وهو يرد بكل ثقة أنها خطيبته و سيقام حفل الزفاف بعد أسبوع و الجميع مدعوون لهذا الحفل الأسطوري الذي سيقام في أفخم و أغلى فندق في البلاد...وقد كانوا ينوون الإفصاح عن خطوبتهم اليوم تحديدا...لم تجد كلمات تقولها غير التأكيد عليهم و هي تبتسم إبتسامتها الفرحة التي تخفي بداخلها غضبا مستعرا...إنتهى العرض ببيع جميع لوحاتها و الجميع قبل خروجهم يباركون لها و يعدونها بالقدوم الزفاف...الآن لا مفر لديها سوى الموافقة على هذه المهزلة التي ستكون مهرجة فيها...قبل أن تنفجر به...حذرها بأن الصحافة لا تزال بالخارج...رسمت على ملامحها قناع الفتاة العاشقة السعيدة بحبيببها ثم خرجت متأبطة ذراع بارون حيث توجهوا للبحر ليتحدثوا بكل أريحية...طوال الطريق وهم صامتون و يفكرون في هذه المصيبة التي حلت عليهم...بالنسبة لبارون فهو كان يفكر مع نفسه...مالذي دهاه ليجعله يقول أنها خطيبته و سيتزوجان...ولاكن ماذا كان سيقول غير ذالك...أما سنايا فقد كانت في قمة غضبها...و مع ذالك فكرت انه ربما كان معذودا...فبعد التصرف الذي تصرف...الشائعات ستلاحقهم...و سيجعلون من الأمر متعة و هم يفصلون ما رئوه كما يحلوا لهم...
وصلوا بعد مدة للبحر...كان المكان ساحرا مليئا بالأضواء و كأنها تحتفل بهم...نزلوا من السيارة ليجدوا مقاعد موجودة هناك...جلسوا صامتين حتى قطع بارون ذالك الصمت بقوله:" أعلم جيدا أنك غاضبة مما تفوهت به...و لاكن صدقيني فعلت ذالك لمصلحتي و مصلحتك...قد تندهشين عندما أخبرك انتي إستغليت الامر لصالحنا..."
نظرت له متفاجئة لم تكبت فضولها و سألته:" كيف إستغليت الامر لصالحنا...لم أفهم..."
إلتفت إليها متحدثا بحدية:" أتدري أنا على علم تام بأن والدتك ستبحث لك عن عريس جديد...و لن تتهاون معك المرة المقبلة...و ربما والدك يوافقها الرئي...فهو أيضا يتمنى أن تتزوجي و تصبح لديك عائلة...و بما أنكي تحبين والدك كثيرا...قد ترضخين للأمر...لذا ستتزوج و تنتهي مأساتنا التي نعيشها...و أيضا زواجنا سيكون زواجا صوريا...أي أننا سنظهر كزوجين حقيقيين سعيدين و عاشقين...ما رئيك بالفكرة..."
لم تستطع كبح إعجابها بتفكيره...فهي حقا ستكون مستفيدة بدرجة كبيرة من هذا الزواج...و بالطبع والدتها ستسعى جاهدة لأجل تزويجها و والدها يمكنه الإنصياع لأبوته بأن يراها سعيدة و متزوجة...و هي بالطبع إحتراما و حبا و تقديرا لما فعله من أجلها طوال هذه السنوات...ستوافق و تقدم تضحية لن تكون سعيدة بها...و لذا بدون تردد وافقت على فكره الزواج الصوري الذي سيكون الحل الأنسب لمعضلتها مع الزواج...عادت المنزل و هي متوجسة من فكرة إنفجار أمها عليها...و بالفعل لم يخب ظنها حين وجدتها تمشي ذهابا و أبابا و الشرر يتطاير من عيونها...إنها الآن مستعدة لقتلها و دفنها بالطابق السفلي دون دراية أي أحد...
شرميرا بجنون:" هل يمكنني أن أعلم ما هذه المهزلة التي حدثت قبل قليل أمام الصحافة...كيف ترفضينه بعد قدومه لخطبتك...وبعد ذالك بأيام أجده يحيط خصرك قائلا بكل صفاقة و وقاحة عن زواجكما خلال أسبوع...و بدل إيقافه عند حده نافيه هذا الخبر...أجدك أنتي الأخرى مبتسمة و مؤيدة له..."
لم تقاطعها سنايا و لم تحاول تفهيمها...فهي تعلم جيدا أن امها لا يهمها زواجها بقدر ما تهمها شماتتها من أنبورنا والدة بارون...لو كانت شعرت فقط بذرة إهتمام حقيقي...لكانت أخبرتها الحقيقة فورا...و لاكن بعد الذي سمعته منها تأكدت بأنها إتخذت القرار الصحيح و الذي لن تندم عليه...
ردت عليها بهدوء و إختصار لا يناسب النار المتقدة بقلبها من حرقة:" لم يكن الأمر سوى شيء كان سيحدث عاجلا أم آجلا...فبعد عدم موافقتنا أصبحنا أصدقاء...و بعد عدة مقابلاة بينما...وجدنا أننا مناسبين لبعضنا و قررنا إعلان كل شيء يوم المعرض...هذا كل ما في الأمر و ليس لدي شيء أضيفه..."
إنتهت من حديثها و هي تجاهد على عدم إضهار أي دموع...ثم سارت بكل هدوء و ثبات نحو غرفتها تاركة شرميزا تحترق من برودها و عدم مبالاتها...
"هل رأيت أكثر من هذه الفضيحة في حياتك...بعد رفضها للزواج من ذالك الشاب تأتي الآن لتعلن موافقتها على الملأ و لم تفكر بإستشارتنا أبدا...هذا هو آخر دلالك لها...كم مرة أخبرتك ألا تدللها كثيرا و أن تكون حازما معها...و لاكن بالطبع لا...فهي أميرتك المبجلة..." كانت شرميزا تتحدث مع راجنات و هي تنفث الدخان من أذنها من شدة العصبية...
راجنات كان واقفا يشاهد غضب شرميزا و حرقة سنايا...لاكنه لم يتدخل...فقد كان يفكر في ما فعله منذ سنوات هو الصواب...أم انه تسرع و هاهو يدفع ثمن تسرعه...و لاكنه سيتحقق من الأمر...و إن كان ما يفكر به صحيحا...فشرميزا ستدفع الثمن غاليا جدا...بارون أيضا لم يسلم من معاتبة والدته له و إخباره بأنها لن تقبل أن تدخل تلك الفتاة القصر...ظنت أنه و بكل سذاجة سيقبل كلامها...و كانت المفاجئة الصاعقة لها بجمع أغراضه و الإنتقال إلى قصره و ديال أيد كلامه...أسبوع و الجميع يعمل بها جهد ليجعلو كل شيء على أتم إستعداد...و اليوم هو يوم الخطوبة الذي سيقام في قصر بارون...و الذي أصبح يبدوا خياليا بسبب الزينة...سنايا فضلت الذهاب لصالون التجميل فلم يكن لديها مزاج لتجهيز نفسها...فتركت لهم العنان ليفعلوا بها كما يشاؤون...في الواقع لم يجدوا شيئا كثيرا لفعله...فهي تبدوا جميلة مثلما كانت...و ضعوا لها مساحيق لتبرز جمال وجهها الأبيض...أما شعرها فقد جعلوه ينسدل كموجات في كافة ضهرها...
إرتدت من فساتينها الكثيرة فستانا أزرق قصير مكشوف من الضهر جعلها تبدوا كأميرة خيالية جائت لعصرهم...مع حذاء أبيض متلئلئ بدت به أطول قليلا...و حقيبة بيضاء صغيرة بنفس لون الحذاء وضعت فيها مستلزماتها الشخصية...وصلت القصر بسيارة إيموزين بيضاء هي و عائلتها فقد أوصى بها بارون كثيرا لإحضارهم...فهي ستكون زوجة الإيمبراطور و لا يجب أن تأتي بسيارة عادية...إلتفت الصحافة ليصوروا نزول سنايا متشبثة بيد بارون الذي كان واقفا بإنتظارها بحلته البيضاء و فيها بعض السواد...للحظات لم يستطع إبعاد عيونه عنها...كيف ذالك و هي بهذا الشكل المثير...إن كلمة الجمال إنحت أمام سحرها الفتاك...لام عيونه التي تحدق بها...و لام قلبه الذي أصبح يدق كالطبول أمامها...ليرد القلب ما أنا إلا مسكين...فلم أكن أتوقع سحرا كسحرها و حسنا كحسنها في الحقيقة...
أنت تقرأ
#ﺳﻠﺴﻠﻪ_ﺍﻟﻌﺸﺎﻕ_ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﻭﻥ #{ﺍﻟﺠﺰء ﺍﻷﻭﻝ} ﻟﻢ_ﺍﻓﻜﺮ_ﻓﻲ_ﻫﺬﺍ
Roman d'amourالرواية في إيطار درامي رومانسي...تتحدث عن فتاة و شاب يلتقيان من أجل زواج مدبر رتبه أهلهم...و عندما يتحدثان يتفقون أن يرفض هو العلاقة لعدم إستعدادهم للزواج بهذه الطريقة التقليدية...و أن يصبحوا أصدقاء...و يتفقون للذهاب لرحلة يغيرون بها الجو و تتعرف هي...