مرت عدة ساعات وهي في الطائرة...حيث أتى العديد من الناس إليها لينالوا توقيعها و لإلتقاط بعض الصور بعض الصور معها...لقد شعرت بالسعادة تغمرها لأنها لم نتعب وتعود بدون فائدة تذكر...بل بذلت مجهودا لتجعل الناس يقدرونها و يقدرون قيمة أعمالها...و هاهي الآن تحصد ثمن ما قدمت من أعمال...بدأت بالعمل منذ كانت في 19 عشر...و عرضت أعمالها في صالة كانت غير مشهورة حينها...و لاكن صدمت عندما أتآها المسؤول عن تلك الصالة و قدم لها المبلغ الذي جائها من بيع لوحاتها...كانت وقتها في قمة فرحها و لم تسعها الدنيا من شدة الحماس الذي كانت تشعر به...و فورا إشترت اول كميرا لها...و بهاذا بدأت لوحاتها تجول جميع الصالات المشهورة و غير المشهورة...و هي بدأت خطواتها تستقر نحو سلم النجاح...و بالفعل تلقت الدعم من والدها و الذي كان فخورا بها و يرفع دوما رأسه بكبرياء على النجاح الذي حققته إبنته في عمر صغير..و كالعادة تلقت الإحباط و التجريح من والدها...مما جعلها تشتغل اكتر و أكثر و تطور أسلوبها الحرفي....و بعدها ظهرت لأول مرة على التلفاز لأن لوحاتها إستطاعت تحقيق شهرة واسعة...أفاقت من ذكرياتها على صوت وقوف الطائرة لتعلم أنها وصلت والدها الذي إشتاقت إليه...و عند خروجها من باب المطار و جدت الصحافة تلاحقها كالعادة...و بالطبع بدأت الأسئلة تنهمر عليها...أحد الصحفين:" آنسة سنايا...بعد نجاح عرضك في فرنسا هل تنوين إقامة لوحاتك هنا؟"
سنايا بجدية:" في الحقيقة لست أدري بعد..و لاكن كل ما أستطع قوله الآن أنني لابد أن أقيم معرضا في بلدي بكل تأكيد..."
صحفي آخر:" هل لديكي شيء لتقوليه للفرنسين الذين رحبوا بك هناك..."
سنايا بإبتسامة
"Je voudrais dire à tous les français merci pour vôtre acceuil qui m'a touchée beaucoup..."
"أريد القول لكل الفرنسيه شكرا على ضيافتكم التي أثرت فيا جدا..."ردت سنايا على إثنين من أسئلتهم بسرعة...فهي مرهقة وتريد أن ترتاح...و ليست حمل أي أسئلة أخرى...و جدت والدها ينتظرها و على ثغره ابتسامته المحبة الدافئة التي إفتقدتها طويلا...جرت لأحضانه مثلما كانت تفعل وهي صغيرة...و من قال أنها ليست صغيرة...فكلما رئت والدها تشعر في قرارة نفسها أنها تعود لطفولتها التي إفتقدتها منذ دخلت عالم الشهرة...
"أرى أن الصحافين لا يتركونك و شأنك ابدا...و معهم حق في ذالك..فمن يستطيع الإبتعاد عنكي...إبداع فوق جمال...و أجد أن ندوة صحفية واحدة لا تكفيهم..." دوما ما يشاكس راجنات إبنته حتى يزيد من معناوياتها و يحاول التخفيف عنها من الغضة التي تشعر بها إتجاه عدم مبالاة والدتها...إبتسمت له و هي تستشعر مدى صدقه و رغبته في إبعادها عن كل شيء يعكر صفوها...لتعاود إحتضانه قائلة:" أبي أنت الوحيد الذي يرفع من معنوياتي ولا يجعلني أشعر بالإحباط و لذا فأنا أحبك..."
ربت عليها بحنو و هو يشدد من احتضانها...و بعدما إبتعد عنها حمل أمتعتها و توجهوا نحو السيارة منطلقين لقصرهم...حالما وصلوا انتابها شعور بالفقدان...تريد فقط الإرتماء في أحضان والدتها التي إشتاقت لها طويلا...و لاكنها تعلم علم اليقين بأن هذا مستحيل في حالتها...دخلت و هي تتفقد كل ركن و زاوية موجودة هنا...إلتقت بوالدتها التي عاملتها ببرود دون أي مشاعر...و أخبرتها فقط أن هناك عريس سيأتي إليها غدا...اومات برأسها فقط و توجهت نحو غرفتها المليئة بالداباديب و نامت و هي تطلق العنان لدموعها التي لن يراها احد...
عند بارون كان هو من ربح المناقصة ضد والده و بعض الشركات الأخرى...فرح دايال بشدة و هو فخور بولده الذي بدأ من الصفر بدون الإعتماد عليه بأي شكل من الأشكال...كان هذا يثير غيرة بعض الآباء الذين أنجبوا أولادهم ولاكنهم لم و لن يصلوا حتى لضفره...أثناء وصولهم للقصر...جلس بارون بجانب والده في المكتب ليحدث له بجدبة:" في الواقع والدتك دبرت لك زواجا...و لذا هي تريد أن تذهب لرؤية الفتاة غدا...هل يناسبك الصباح..."
لم يجد بارون ما يقوله هم في القرن 21 و مع ذالك لا تزال هذه المهزلة قائمة...لم يرد الرفض حتى لا يحرج والدته التي أعطت كلمتها لهم...رد عليه بثقة:" لا بأس أبي...ليس لدي شيء غدا صباحا...ولاكن أخبرني أولا هل هي فتاة تقليدية كما العادة ام غدا شيء جديد..."
رفع دايال بصره عن بعض الأوراق التي كان يراجعها...إنه يعذره على سؤاله...هو يعلم جيدا أنه لا يحب أبدا هذه الطرق التقليدية للزواج...أجابه بصوته الواثق:" بحسب معلوماتي فهي فتاة عصرية...أظن أني سمعت والدتك تقول أنها رسامة و مصورة و تنتقل كثيرا..."
حسانا هذه معلومات كافية يستطيع بها تحديد شخصيتها...لابد و أنها فتاة مستقلة جريئة لا تخاف من نظرات الناس التي تحبطها...و لاكن هل هي جميلة أم لا...هذا ما سيكتشفه غدا...
لن تنكر أنها هي أيضا تفكر كيف سيكون عريسها المنتظر...ليس حبا بالزواج...إنما تريد ولو لمرة واحدة ان يكون شخصا مثيرا للإهتمام...نامت مستسلمة لتفكيرها بعد ارهاقها طوال اليوم في السفر...و هو أيضا أغمض جفنيه مستسلما لاحلامه و متمنيا ان تكون فتاة الغد مختلفة...
حل الصباح حيث جاء مبعدا كل سحابة حزن وغم في قلوب البشر...و هاهي تفتح عيونها الرمادية التي تلمع بفعل الشمس الساطعة داخل غرفتها...تثائبت بتكاسل لتشعر بالحيوية و النشاط يجتاحانها...إرتدت بذلتها الرياضية لتخرج للجري كما هي عادتها منذ سنوات...و بعد إفراغها لطاقتها عادت لتجد القصر مقلوبا و كل العاملين يجتهدون و يبذلون طاقتهم ليجعلوا كل شيء على قدم و ساق...لم تتحدث مع احد فقط دخلت غرفتها لتأخذ حماما و بعدها تتأنق للعريس القادم...إرتدت فستانها الأبيض البسيط بالدانتيل وفي و سطه حزام أبرز نخافة خصرها...إشترته مؤخرا من باريس...كان قصيرا يبرز جمال سيقانها...وضعت أحمر شفاه فاقع مع القليل من الماسكارا الذي جعلها تبدوا أكثر أنوثة ونضوجا...و قد إنعكس لون الفستان على بشرتها البيضاء...أما هو فقد ارتدى سروال جينز أزرق مع تيشرت رمادي و صفف شعره بطريقة عادية شعلته يبدوا و كأنه لا يزال طالبا...ولاكنه مع ذالك فرونقه و سحره لا يزولان مهما إرتدى...
بعد التقاء بارون بسنايا كيف سيرفضون عرض الزواج؟
وهل سيقبل كلا من العائلتين هذا الرفض؟
و ما سر معاملة شرميزا لإبنتها بهاذا الشكل هل يعقل أن يكون ورائها سر ما؟
أنت تقرأ
#ﺳﻠﺴﻠﻪ_ﺍﻟﻌﺸﺎﻕ_ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﻭﻥ #{ﺍﻟﺠﺰء ﺍﻷﻭﻝ} ﻟﻢ_ﺍﻓﻜﺮ_ﻓﻲ_ﻫﺬﺍ
Romanceالرواية في إيطار درامي رومانسي...تتحدث عن فتاة و شاب يلتقيان من أجل زواج مدبر رتبه أهلهم...و عندما يتحدثان يتفقون أن يرفض هو العلاقة لعدم إستعدادهم للزواج بهذه الطريقة التقليدية...و أن يصبحوا أصدقاء...و يتفقون للذهاب لرحلة يغيرون بها الجو و تتعرف هي...