الأسمراني
الحلقة ( 10)عندما تمر الأيام والأشهر كأنها دقائق وثواني فنريد أن تطيل من أجل المزيد من السعادة ، فدائما ما يقولون أن الأيام السعيدة تتوالي سريعاً هكذا كانت ، أيام دعاء ومحمود وكذلك محمد وميار بعد أن مرت شهور عدة تم فيها عقد قرانهم فأصبح الحب له طعم ومذاق خاص ...
وقف محمود بجانب دعاء في شرفة المنزل بعد آن تم عقد القران في المسجد ، فتركهما الشيخ سعيد علي إنفراد لينعما بالحديث سويا ...
نظر لها مبتسما بإعجاب مستمتعاً بخجلها الذي يزين وجهها حين تتورد وجنتيها ، ظل محدقاً بها لثوان بصمت حتي قطع الصمت حين مد يده يلتقط كف يدها بين راحة يده ويضغط عليها برفق ، مما جعلها تنتفض أثر هذه اللمسة فـ لأول مرة يلمس فتاة وكذلك هي !
همس لها قائلاً بنبرة عاشقة: مبسوطة يا دعاء ؟ مبسوطة إنك خلاص بقيتي علي ذمتي ؟
إزدردت ريقها بخجل شديد ، ثم ألقت نظرة سريعة إليه وعاودت النظر إلي الأرض مرة ثانية ، فقال هو هامساً مرة أخرى: عاوز أسمع صوتك يا دُعائي
رفعت بصرها إليه بتلقائية وقالت متسائلة بتوتر : د د.. دعائي ، آآ أول مرة حد يقولي كده
إبتسم لها بحنان ينبع من عينيه السمراء :
بس أنا مش أي حد ، وبعدين أنتي فعلا دعائي ، في كل صلاة ، كنت بدعي ليل نهار تكوني نصيبي وحلالي ، والحمدلله ربنا تقبل مني الدعاء يا .. دعائي
إبتسامة حلت علي ثغرها ، ونظرت إلي الجهة الأخري وهي تتنفس بعمق ، بينما تابع محمود وهو يقول بمرح : ها جاوبي بقي عليا ؟
مسحت دعاء وجهها بكف يدها الأخري ، وتابعت بخفوت : أجاوب علي إيه ؟
أجابها بنفس الإبتسامة: جاوبي عليا بإنك مبسوطة ؟
أومأت برأسها دون التفوه فيما قال محمود : والسؤال بتاع المرة الي فاتت؟؟
نظرت له قائلة بنفاذ صبر: سؤال ايه تاني ؟
محمود ناظراً إلي عينيها مباشرة : ليه وافقتي عليا أنا بالتحديد ؟ أنتي وعدتيني تجاوبي عليا !
أصابها الإرتباك الشديد من جديد وإزدردت ريقها ولكنها حاولت التماسك وبالفعل نجحت وتماسكت ثم أخذت نفساً عميقاً قوياً وزفرته بهدوء ومن ثم نظرت إلي عينيه المحدقة بها وقالت بهدوء وصوتها العذب الرقيق :
_ وافقت عليك لأني إرتاحت ليك وحسيت بالسعادة بعد ما صليت الإستخارة وشوفت في حلمي ، حسيت إن قلبي منشرح وإن إنت نعمة من ربنا مينفعش أضيعها من إيدي وكفاية أخلاقك وإلتزامك وحبك وبرك لوالدتك وسمعتك وسيرتك الطيبة كل ده كفيل يخليني أوافق عليك وأنا مرتاحة وكمان بابا بيحبك وبيعتبرك أبنه
كلماتها كانت كالبلسم المداوي للجروح ، ويزيد من جمال الروح فجعلته وكأنه يطير عالياً في السماء ويرفرف بأجنحته كالطائر الحر الطليق ...
همس لها بنبرة آذابتها كلياً : بحبك
أغلقت عينيها لإستشعارها بخفقان قلبها المتتالي وسرعة دقاته ، إحساس لم تذيقهُ من قبل ، ولكنه إحساس رائع ينعش قلبها وروحها ...
لم يكتفي محمود بل رفع يدها إلي فمه وقبلها برقة وتمهل ، مما زاد توترها أكثر فأكثر فكرر ثانية بهمـس : بحبك أوي
إبتسمت رغماً عنها فكيف لا تبتسم أمام ذاك الأسمراني العاشق ذو القلب الأبيض والروح الجميلة ، فبادلها الإبتسامة وهو يقول بمراوغة: مش عاوزة تقوليلي حاجة بقي ؟
تركت يده سريعاً وهي تتنحنح بخجل قائلة بتوتر: لاء بليز عن إذنك ... ثم خرجت من الشرفة راكضة تاركا له يضحك عالياً وهو يقول: كلها سواد الليل بس يا دعائي ويتقفل علينا باب واحد