السابعة

13.7K 386 3
                                    

الأسمراني
الحلقه ( 7)

لا تدري بسمة كيف سارت ووصلت إلى منزلها بعد إن سمعت ذلك الكلام من ذاك الشاب الذي يعتقد بذلك أنه رجل ! يتحدث معها ومع غيرها ويوعدهن بالزواج ثم يقول لهن كُل شئ قد إنتهي ثم بعد ذلك يبحث عن من تكون صالحة لا يسبق لها تجارب ، فتعتقد أن الله سيعطيك ما تمنته ! بعد أن حطمت كثير من الفتيات ؟!

ما إن صعدت بسمة توجهت إلي غرفتها وهي تبكي بهستيريه تشعر وكأنه طعنها بسكين في قلبها ليتمزق وينزف دماء فمن قال لكي عزيزتي أن تثقي فيه وتعطيه كل الثقة فإذا قال لكي كلمات عاشقه سيقولها لغيرك لطالما لم يأتي إلي منزلكِ ليطلبك رسمياً ......

وفي المساء

آدت دعــاء فريضة العشاء ثم بعد ذلك قامت بصلاة الإستخارة ، كي تستخير الخالق في ذاك الشاب محمود المُتقدم لخطبتها ، وبعد أن آتمت الصلاة ظلت تدعي وتدعي وتسبح حتي شعرت براحةٍ تجتاح قلبها وصدرها ينشرح ، وما إن إنتهت نهضت ثم توجهت إلي فراشها ، وإبتسمت حين تذكرت محمود ، تعلم أنه شاب يتقي الله ويخشاه وقلبه مُعلق بالمساجد وتري دائما زينب تمدح فيه وعن بره لها ، كما تعلم سيرتهُ الطيبه وأنه علي قدر كاف من الإلتزام وهذا الاهم بالنسبة لـدعاء التي صانت وعفت نفسها من أجل أن يعطيها الله زوجاً صالحا ً يأخذ بأيديها ......

وجدت نفسها في مكان كحديقة تهب فيه نسمات الهواء النقي من جميع الٱتجهات وتري الزهور تتمايل مع بعضها البعض وكأنها تتراقص مع نسمات الهواء التي تداعبها ، ثم فجأة ظهر لها من وسط هذه الزهور وهو يمد يده لها ووجهه مُبتسم سعيد فرحّ ، نظرت إليه ثم بادلته الإبتسامة ومدت يدها له ليأخذها ويسير بها إلي طريق ملئ بالأنوار ، شعرت بأن قلبها يتراقص فرحا و....

هكذا كانت رؤية دعاء في منامها لتفيق بعد ذلك علي صوت آذان الفجر يعلو ليعلن عن بدء يوم جديد ، نهضت بنشاط وكأنها إستمدت طاقة حيويه وتشعر براحة نفسية لأول مرة تشعر بها .. توجهت إلي المرحاض لتتوضئ ثم وقفت تصلي بخشوع تام إلي إن ٱنتهت وجلست بعد ذلك تتلو بعض من آيات الذكر الحكيم...

خرج محمود من المسجد بصحبة الشيخ سعيد فتردد محمود أن يسأله عن رأي دعاء ولكنه حسم قرارهُ وقال متساءلا بهدوء: حضرتك يا شيخ سعيد مقولتليش إيه الأخبار ؟
سعيد مبتسماً: أخبار إيه ؟
محمود بحرج: أخبار الموضوع الي كلمتك فيه بخصوص دعاء
حك الشيخ سعيد ذقنه وهو يقول بمراوغة: مش عارف يابني أقولك ايه كان نفسي أفرحك
صُدم محمود وتحولت ملامحهُ سريعاً إلي الحزن وقال : يعني إيه ؟
سعيد ضاحكا : يعني لسه مردتش عليا والله يابني
تنهد محمود بإرتياح وهو يقول: ياه خضتني جدآ ياشيخ سعيد
سعيد بإهتمام: لدرجة يعني ؟ ماهي وارد جدا إنها ترفض أو تقبل يا محمود
محمود متنهدا بعمق: أيوه وارد جداً بس أنا بتمني توافق يعني كتير عليا أتمني يا شيخ سعيد
إبتسم سعيد وربت علي كتفهُ قائلاً: لا يابني مش كتير هو أنا ألاقي عريس زيك دلوقتي أنا والله بتمني تقولي موافقه عشان أفرحك
محمود بهدوء: ربنا يخليك يا شيخ سعيد، أنا منتظر الرد إن شاء الله
سعيد: إن شاء الله
صعدا الإثنان وكل منهما دلف إلي منزله وما إن دلف الشيخ سعيد أقبلت عليه دعاء وهي تقول: حرما يا شيخنا آآ قصدي تقبل الله نسيت
ضحك سعيد وقال: ايوه كده ، تقبل الله منا ومنكم يا بنتي
دعاء بسعادة: أمين يارب
لاحظ الشيخ سعيد التغير الملحوظ علي وجه إبنته وشعر براحتها النفسية والسعادة المنبعثة من وجهها فقال بتساؤل: ده ايه الروقان ده بقا ؟
دعاء بخجل : روقان ايه يا بابا
جلس سعيد وجلست دعاء إلي جواره فقال مبتسماً: قوليلي صحيح صليتي إستخارة وإيه رأيك النهائي
فركت دعاء كلتي يديها في بعضهما بخجل شديد وهزت رأسها وهي تقول: أيوه صليت يا بابا الحمدلله
سعيد مراقبا لخجلها وقد علم بموافقتها دون التحدث ولكنه قال هادئاً: ها ورأيك إيه ؟
إزدردت دعاء ريقها وحدقت بالأرضية غير قادرة علي التفوه أو رفع وجهها في وجهه أبيها ، فتحدث سعيد محاولا تخفيف الأمر عليها : يابنتي ده أمر طبيعي مش عايزك تتكسفي أبدا لو مرتاحة عرفيني ده أنا أبوكي
أومأت دعاء برأسها ولا زالت ناظرة إلي الأرض وخرج صوتها كمن يخرج من تحت صخرة: موافقة
سٙعد والدها ، وقال بمزاح: ألف مبارك يا بنتي ربنا يسعدك كان نفسي توافقي لأن محمود كويس وإبن حلال وهيحافظ عليكي
نهضت دعاء وقبلت كف والدها ثم عانقته وهي تقول: الله يباركلي فيك يا بابا وميحرمنيش منك
بادلها والدها العناق وهو يقول: ولا يحرمني منك يا حبيبة بابا
..................

أشرقت الشمس ونشرت دفئها في كل مكان ، إستيقظت ميار علي رنين هاتفها فأجابت عليه بكسل وهي تقول: أيوه يا محمد
محمد بحماس: صباح الي بتغني
ضحكت ميار قائله: يا رايق أنت
محمد ضاحكا: مفيش أروق مني مش خلاص بقيتي ليا يا حبيبتي
نهضت ميار جالسة علي الفراش وهي تقول بجدية: يا محمد قولتلك حرام حرام أغنيهالك عشان تفهم خليها لما نتجوز أحسن عشان ربنا يباركلنا في حياتنا
تنحنح محمد بإحراج وقال: إحم أه عندك حق يا مرموتي خلاص ربنا يصبرني وبعدين صحصحيلي كده ده النهارده هلبسك الدبلة بقي و....
قاطعته بجدية وهي تقول؛ لا أكيد مش أنت الي هتلبسني الدبلة
محمود بذهول: أومال مين ؟
ميار بهدوء: مامتك الي هتلبسني ، دعاء قالتلي إن ده الصح
محمد بنفاذ صبر: مممم الصح هي دعاء عايزه مننا ايه شكلي هقتلها قريب
ميار بحدة: لو سمحت يا محمد متقولش علي دعاء كده
محمد ضاحكا: بهزر يا ميار بهزر وربنا بهزر تصدقي أنا زهقت منك إقفلي بقا بدل ما أنتحر وأرمي نفسي من فوق الكنبة وذنبي في رقبتك
قهقهت ميار ثم قالت من بين ضحكاتها: لا وعلي ايه سلام يا عم أشوفك في المساء
محمد هامساً؛ سلام يا .... يا ميار
أغلقت ميار الخط وهي تبتسم بسعادة فتفاجئت بدعاء تفتح باب الغرفة وتدلف إلي الداخل وهي تقول بمرح: بتعمل ايه يا كبير
ميار بإبتسامة: ايه ده أنتي جيتي أمتي
دعاء بمزاح: لسه واصلة حالا
ميار بتساؤل فضولي: أنتِ مالك مبسوطة كده ؟
دعاء بإرتياح: أصلي ياستي خلاص وافقت علي محمود
صفقت ميار بيديها وهي تقول: يا سيدي يا سيدي أيوه بقي
ضيقت دعاء عينيها وهي تقول: أنا حلمت حلم حلو أوي بيه وصاحية مبسوطه وحاسة بإرتياح
إبتسمت ميار بإتساع وقالت : مبروك مقدما يا حبيبتي ربنا يسعدك يارب.. ده محمود كويس أوي تعرفي يا دودو ؟؟
دعاء بمزاح: لا معرفش
ضحكت ميار قائله: لا بجد عارفة هو الي خلي محمد يجي يتقدملي وأقنعه بكده
دعاء بإندهاش : بجد إزاي ؟
قصت ميار عليها ما حدث وما قاله لـ صديقه محمد حتي إتسعت إبتسامة ميار وقد زاد إشتياقها للتحدث مع ذاك الأسمراني صاحب القيم والمبادئ .......

يتبع .....

الأسمــراني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن