الحلقه الثانيه

18.1K 426 10
                                    

الأسمراني
الحلقه (2)

دلف ذلك الرجل الذي يتخطي عمره الخمسون عاماً إلي منزله ، بعد أن أغلق الباب خلفه بينما أقبلت عليه دعــاء وهي تقول بصوت مُهذب:
- حمدلله علي السلامه يا بابا
الشيخ سعيد بابتسامه حانيه :
- الله يسلمك يا حبيبة بابا ، قوليلي أخبارك ايه ؟؛
أومأت دعــاء برأسها وهي تقول مبتسمه:
- الحمدلله يابابا بخير أنا لسه جايه من المقرأه دلوقتي كان عندي تسميع
سعيد بتساؤل: سمعتي كويس ؟
أومأت برأسها مجدداً ، ثم قالت بارتياح:
- الحمدلله يا بابا أنا كده فاضلي ، خمس أجزاء بس وأختم القرآن كاملاً
إقترب والدها ليعانقها بحنان أبوي بالغ ، ليعطيها جرعه مكثفه ، تعوضها عن حنان الأم الذي حُرمت منه منذ صغرها ، فهي نشأت ولم يكن لها أحد سوي والدها بعد خالقها ، بادلت دعــاء العناق لوالدها ، بينما قال سعيد بفرحه عارمه ؛
- أنا فخور بيكي جدا يا حبيبتي ، أنتي أحلي بنوته في الدنيا ، ربنا يحميكي ويباركلي فيكي
إنحنت دعاء بجسدها لتقبل كف والدها ، ثم إستقامت وقالت بصوتها العذب:
- ويباركلي فيك يا بابا ياحبيبي ويحميك ليا ... ثم تابعت بمزاح : أنا هحضر الأكل ونتغدي بس من غير تريقه علي أكلي ماشي ؟
ضحك سعيد لإبنته ليقول مبتسما: أمري لله ما قدميش حل غير اني أكل من سُكات
ضحكت دعــاء وهي تسير متجهه إلي المطبخ لتعد الطعام لها ولوالدها ، الذي لطالما رباها وأحسن التربيه وجعل منها فتاه تخشي خالقها تجعل كل من يراها يدعوا لمن رباها ، دائماً ما يشعر بالفخر وأن رأسه عالياً في السماء ، ها هي إبنته ترفع رأسه بأخلاقها التي يتحاكي عنها الجميع ، تقدم لها الكثير والكثير ولكنها لم تقبل هؤولاء ، لأنها لم تري فيهم فتي أحلامها ، الذي تمنته متدين علي قدر كاف من الإيمان فقررت أن تصبر وتصبر حتي يأتي من يتواجد فيه هذه الصفات ، ويأخذ بأيديها إلي طريق الله ، طريق الهدايه والصلاح فهي تكن علي قدر كاف من الإلتزام فلما تقبل بمن لا يعرف شيئاً عن دينه ؟!
تكون دعاء فتاه بسيطه ، ليست فاتنه بجمالها إلي حد كبير فقط هي متوسطه الجمال ، ذات بشره خمريه وعينان واسعه سمراء وشعر أسمر ناعم ، متوسطه الطول ونحيفه الجسد ، تتميز بالطباع الهادئه والكلمه الطيبه ، والقلب الطيب أيضاً ، توفت أمها منذ أن كان عمرها ثلاث أعوام وهي الآن تبلغ من العمر ثلاث وعشرون عاماً ، قام والدها في هذه السنين بتربيتها وأحسن إليها وقام بدور الأب والأم في آن واحد فزرع فيها القرآن وذكر الله وعلمها أن يكون هما أولي أولويتها وأهم إهتمامتها ، وها هو الآن يحصد ما زرعه بكل فخرٍ

- جلس أحمد جوار بسمه في المدرج ملتصقاً بها ، ليهمس في آذنيها ، بكلمات معسوله تجعلها ترتجف خجلا وترضي أنوثتها ، لطالما لم تجد إرضاء أنوثتها ، في محمود الذي يسير علي الضوابط الشرعيه في فترة الخطبة ويتقي الله دائما ولم يلمس يدها أو ينظر في عينيها نظرة واحده ولم يتفوه فمه بهذه الكلمات نظراً لأنه يخشي الله ويتقيه ولأن ديننا له أصول فلنسير عليه جميعاً حتي نجد البركه في حياتنا......

الأسمــراني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن