الخامسة

13.9K 404 5
                                    

الأسمراني
الحلقه (5)

عاود الشيخ سعيد إلي منزله بعد إن إنتهي من عمله ، ما ان رأته دعاء توجهت إليه لتعانقه وتقبله كعادتها كل يوم ثم قالت مازحه :
_ حمدلله علي السلامه يا أبو دعاء عندك تأخير خمس دقائق
إبتسم لها سعيد وقال: طب إلحقيني بالأكل بقا بس أوعي يكون محروق يا دودو
ضحكت دعاء قائله: كده يا بابا يعني كل يوم بأكلك أكل محروق ده أحيانا بس بتطلع معايا كده انما النهارده بقا هتاكل صوابعك ورا الأكل
قهقه والدها قائلاً من بين ضحكاته: طيب يا دعاء أما نشوف وبعدين يلا بسرعه عشان عاوزك في موضوع مهم
إنتبهت دعاء لحديث والدها ، ثم قالت بإهتمام : خير يا بابا ؟
سعيد بإبتسامه عريضه : كل خير إن شاء الله يا حبيبة بابا بس ورويني الأكل الأول الي هاكل صوابعي وراه ده
أومأت دعاء رأسها وقالت ضاحكة: حالاً .. ثم إتجهت إلي المطبخ .. وشرعت في تحضير الطعام ..

بينما عاد محمود أيضاً إلي منزله وجلس يتناول الطعام مع والدته ، فيما قالت زينب بتساؤل:
_ محمود مالك كده فيك حاجه هو حصل حاجه ؟
إبتسم محمود وقال: أه فيه يا أم محمود
بادلته الإبتسامة وهي تقول: طب خير يا حوده شكلك مبسوط
محمود مازحاً: جدا ده أنا حتي سبت بسمه النهارده وفشكلت الخطوبه !
خبطت زينب علي صدرها وهي تقول بشهقه: يالهوي !
رفع محمود حاجباه وقال بإندهاش: ليه بس كده ده أنتي تفرحيلي مش تزعلي
زينب بحزن : لا حول ولا قوه الا بالله، بس يابني برضو مهما كان ....
محمود مقاطعاً بجديه: ماما أرجوكي ده قسمه ونصيب وبعدين بقا أنا كلمت الشيخ سعيد علي بنته دعاء خلاص
رفعت زينب حاجبيها قائله: أوامك كده ؟ مستعجل ليه
محمود بتلقائيه: خايف لضيع مني وحد يتقدملها أنا بصراحة ما صدقت خلصت من بسمة
إبتسمت زينب قائله بحنان: ياه لدرجة دي ؟ ليه بتحبها يعني ولا إيه يا أبو حنفي !
أخذ محمود نفساً عميقاً قوياً ثم قال بنبرة هادئة: هي دعائي في كل صلاة
تنهدت زينب قائله: ربنا يابني يحقق ليك كل الي بتتمناه ويرضي عنك
محمود بهدوء: أمين ....

في منزل زنهم ...

صاح زنهم بصوت يكاد أن تهتز له جدران المنزل وهو يقول بعصبيه تامة:
_ بسمـــه
إنتفضت بسمه في مكانها علي أثر صوت والدها القوي ثم نهضت مهروله إلي الخارج حتي وقفت قبالة والدها قائلة بذعر :
_ ن نـ نعم يا بابا
قبض علي ذراعها وهو يجذبها نحوه بعنف: قوليلي يابت إيه الي حصل وسبتي محمود ليه ؟؟
جف حلقها وكأن الكلمات قد هربت بينما وقفت تحملق في والدها برعب شديد فيما شد زنهم علي ذراعها أكثر وهدر بها قائلاً: إنطقي يابت قبل ما أدور فيكي الضرب
بسمه بخوف ورعب شديدين: ه هو الي سابني والله يا بابا مش أنا ...
زنهم بحده : وسابك ليه عملتي ايه ؟؟
إبتلعت ريقها وأجابت عليه بخفوت: م مـ معملتش حاجه والله هو إحنا مكناش متفقين من الأول يا بابا والله صدقني وهو قالي كل واحد يروح لحاله
صر زنهم علي أسنانه وقال : مش مصدقك أكيد عملتي مصيبه علي العموم ماشي أنا هعرف بطريقتي ، إرتاحتي كده خلاص يلا شوفي مين هيعبرك بقا بعد كده غير شوية العيال الصيع والبلطجيه الي ملين الحته دول
بسمه بإرتباك: يا بابا أكيد هيجيلي الأحسن منه
زنهم ساخراً: معتقدتش هيجيلك الأحسن علي خيبة ايه ! ده أنا قولت يمكن ربنا يهديكي علي ايد محمود وتبطلي تلبسي اللبس الزفت الضيق ده لكن للأسف مفيش فايدة
تركها زنهم ودلف إلي الداخل بينما وقفت بسمه تبكي وتقف والدتها تعاتبها بشدة علي ما فعلت وأنا أضاعت من بين يديها جوهرة لا يوجد كثير منها ....

الأسمــراني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن