III

273 29 6
                                    

لن تدرك ابدا.. لا تعلم ماقد يحدث..

ربما ستتعفن في مكان ما مملوء بالحمم..
ربما ستبعث لمكان اعتدته..

تراه..
وجوه مألوفة..
هواء مألوف..
بيئة محيطة مألوفة..

لكنك كمن استيقظ من غيبوبة لتوه..

يقول الطبيب انك على ما يرام..
بعد ان استيقظت من الفراغ الذي كنت تعيشه...

لتجد نفسك على كيان حجر..
او حديد..
او شيئ من ذلك القبيل..

ربما ستراودك ذكرى حمم كنت تتقلب فيها..
ربما ستراودك احلام يقظة كتلك الاحداث التي تتراأى امام اعينك و كانها جرت سابقا..

تقول جدتي ان العبد يرى حياته في بطن امه وكانه فلم. لكن اين جدتي.. و لا اذكر قط المقطع الذي كنت فيه حجرا في ذلك الفلم... 

ربما هي مجرد فرصة ثانية..
او ربما يأتيك شعور ان عليك القيام بشيئ معين..

تحفيز رباني يراود ذهنك للحظة يقول لك ان عليك الحراك! 
لسبب ما عليك الحراك لكنك مجرد حجر..
لسبب ما يأتيك شعور ان الوقت يداهمك..

تسأل ماذا يحدث؟..  ما هذا الهراء.. ماذا يجري؟

وكأن هذه فرصتي الاخيرة..
و كانني تحاسبت على شري في حياة أخرى..
و كانني بعثت مجددا
لكن هذا ليس جسدي..

هذه ليست انا.. و لا عائلتي.. 

لحظة.. لم الارض تدور!!
اكره حياتي لم علي ان اكون حجرا!
لقد قذف بي ذلك المغفل هناك..

انتظر لحظة؟

اليس هذا هو نفس الطفل الصغير الذي عاتبته يوما.. ذكرته بوالدته المتوفية ولم اكن على علم بذلك...

اذكر انه اكتأب لأيام و تدنت علاماته بالمدرسة...

   لا شيئ منطقي هنا....
لم هو في الثانية و الثلاثين و انا ملقاة هنا كحجر..
لا ادري لم الادوار اختلفت...
لا ادري لم لا يمككني الحراك...

لم انا خرساء...

ان حقا هذه فرصة ثانية للنجاة من الجحيم الذي كنت فيه..

فلم انا حجر؟

كيف يعقل ان اعمل خيرا الان؟
كل ما استطيع فعله هو الدحرجة من قدم لاخرى...

ايعقل ان الحجر الذي كنت اقذفه طوال حياتي الاولى حي؟ هل كان حيا طوال الوقت؟ ..... 

*صوت سيارات*

غفلة راودتني بينما اقطع الطريق..

  يوم متعب اخر...

فلتنته ارجوك.

غيمة ☁حيث تعيش القصص. اكتشف الآن