* أمام متجر المجوهرات الكبير *
توزع أفراد العصابة في الأرجاء يتقدمهم كولن و فينسينت و يد أولهما تقبض على مخطط تفصيلي للمكان منبهاً " علينا دفع الموظفين و الزبائن على المغادرة من مخرجي الأمان ... و لا بد أن الشرطة ستضع سلامتهم أولاً و تقوم بإخلائهم ، و هو ما نريده بالفعل ... هذا سيفسح لنا المجال و الحرية فلا نريد اصابات أو ضحايا من المدنيين "
رفع فينسينت عسليتيه الصافية عن المخطط يقرأ السطور الزرقاء الداكنة الماكثة في محجري الآخر ... هي شبه ممحية لكن الآثار الباهتة لا يمكنها أن تختبأ عن كاشفاتها العسلية .
******************** في مكان قريب *
" قطعة ثانية من فضلك يا عم ! "
استلف عدة قطع نقدية من جيبه يقدمها لبائع الحلوى مستلماً حلواه بابتسامة يظن أن ما من أحد يستحقها سواها .شطر سعادته إلى نصفين رئيس الوحدة يجره من قميصه الأبيض " أنت تعلم أهمية القبض على العصابة اليوم فبالكاد استطعنا الحصول على المعلومات بعد جهد كثير ... و الآن تتسكع في الأرجاء روبرت ؟! "
تجاهل كلام رئيسه يمد ناحيته قطعة الحلوى " جربها سيد جورج ... في الغالب ستروقك ! "
بعثر جورج شعره الرمادي بانزعاج يليه ابتسامة صغيرة " فهمت ... هذه طريقتك لإخباري أنك ستفعل ما تشاء فقط و كلامي كله عديم النفع "
اجتمع جورج مع عدد من فريقه و محققيه يناقشون الخطة المتوقع أن يسير حسبها أفراد العصابة و كيفية الرد عليها ...
لم تلبث المخططات أن تأخذ وقتها لنضج أو اكتمال صائب حتى تزامن صوت الرصاص القوي مع توزيعٍ قاسٍ يخترق متجر المجوهرات الراقي الجديد باثاً الرعب في الجميع ! فلم يتم ابلاغهم سابقاً لئلا يثيروا ذعرهم و بالتالي يقدمون على تصرفات واضحة الخوف تكشف للعصابة قرب الشرطة ...
رصاصات مبعثرة في الأرجاء لم يتم فهم معناها ... أحدها أُخمدت في السقف و أُخرى في الأرضية ... و لم تصب أي شخص و لا حتى بخدش واحد ! ... كل من يراها سيعزو الأمر لسوء الرامي ، دون تفكير أن ذاك التوزيع السيء للرصاص متعمد من أصحابه ! .
كان لتلك الرصاصات وقع قوي في نفوس جميع عناصر الشرطة و صرخات متداخلة " لقد بدأ الأمر ! قوموا بإخلاء المدنيين حالاً و بأي طريقة ! "
لم يكترث أي منهم وسط الفوضى للتهديف الخاطئ ... سوى عينين حالكة احتدت الثقوب السوداء في أعماقها و دواماتها ... انسحب من وسط الاشتباك و التخبط لايجاد خطة تضمن خروج المدنيين و عدم استخدامهم كرهائن ... انسل نحو أبواب الأمان الاثنين يغلقهما بإحكام من الخارج فلا يستطيع المتواجدون في الداخل أن يخرجوا ! و حتى تكتشف الشرطة أن الأبواب مقفلة سيكون الأمر قد انتهى بالفعل ! ... هو كان يحاول إفساد الإخلاء و يضمن بقاء المدنيين في الداخل عوضاً عن اخراجهم ! ...
أنت تقرأ
رنين القدر ( متوقفة مؤقتاً)
Misterio / Suspensoحين يكون للماضي صدى مسموع ... عالق في متاهة الحاضر ... دائم التكرار كالنظام الأزلي لارتفاع الشمس و نبضاتها لكن نقيض لضوءها ... معزوفة سوداء حالكة تترنم في فضاء مندثر ... نقوش ضبابية لا يمكن فهمها بل يد ترتعش خوفاً من تلاشيها عند لمسها ، حين يتداخل...