مر شهر وأحمد في بيته لا يخرج منه سوى
للمستشفى لأخذ جرعات الكيماوي وحالته الصحية
كما هي لا تتحسن ، والأصدقاء والأقارب يزورونه
كل يوم للإطمئنان عليه ما عدا الجنية ! نعم الجنية
منذ آخر لقاء بينهما لم يرها بل يمكننا القول منذ
مرضه هذا لم يرها ، حتى عند نومه لم تعد تأتيه
وتوقظه كعادتها سابقا ، لا أخفي عنكم بالرغم مما
فعلته بأحمد منذ آخر ليلة وغضبه منها إلا أنه حتى
في مرضه ما زال يفكر بها ويشتاق لها ؛ لرائحتها
لعطرها لشعرها لمظهرها كله الفائق الجمال والذي
لطالما سحره .
كل يوم يستيقظ فيه أحمد صباحا ويستوعب
ويتذكر أنها لم تزره ليلا يشعر بحزن كبير داخل
قلبه يبكي ويبكي والجميع من حوله يخالون أنه
بسبب مرضه لكن لا أحد يعرف ما السبب الحقيقي
وراء هذا الحزن العميق .
وفي ليلة شديدة القسوة عميقة الأحاسيس ، لئيمة
حزينة ، سوداء بيضاء ، ليلة تداخلت فيها جميع
المشاعر وجميع الذكريات الحلوة والمرة بين أحمد
والجنية ، انتهت حياة أحمد لقد مات وفي قلبه
حزن ، خوف ، تعب ... ، مات ولم يأخذ من حياته إلا
الحزن والشعور الكئيب .
هذه حياتكم أنتم ، ملككم أنتم ، استغلوها بالخير
وبما يسعدكم ...
أنت تقرأ
صَرخَةُ المَوْت (عَشِقتْني جِنّيّة)
Romanceهذه القصة غريبة لكن أحداثها حقيقية ، وهي قصة حكمة فأتمنى أن لا تحكموا من الشكل بل من الجوهر . تأليف : هبة عمر العجو ?