173 : || لقاء غريب ! ||

792 49 57
                                    

.:: الفصل مائة و ثلاثة و سبعون ::.

لقاء غريب !

..
..

انتهت إجازة الشتاء و عاد الأصدقاء للدوام المدرسي المتعب ... و مع عودتهم عادوا ليتسكعوا في الطرقات بعد خروجهم من المدرسة.

و في أحد الأيام تسكعوا كعادتهم قبل أن يعود كل منهم إلى منزله فيما عدا تداسي الذي فضل التسكع بلا هدف معين ... و أخيرا أوصلته قدماه لإحدى الشوارع الهادئة و المهجورة دون إدراك منه.

أحس تداسي حينها بالضياع ... فكيف سيتمكن من العودة لمنزله و هو يجهل الطريق إليه ؟؟

وقف و ظل يحدق من حوله في حيرة ... مالذي عليه أن يفعله حتى يتذكر و لو قليلا من الطريق الذي سلكه و الذي أوصله إلى هنا ؟

و بعد تفكير عميق قرر أخيرا سلوك الطريق المعاكس فقد يصل إلى نتيجة ... و فور التفاته لاحظ أضواء من بعيد تقترب شيئا فشيئا منه و قد بدت لمجموعة دراجات نارية.

لحظات و وجد نفسه محاصرا من تلك الدرجات من كل الجهات ...

نظر تداسي من حوله بملل فهو لا يشعر برغبة في إقحام نفسه معهم ... كانوا مجموعة كبيرة و كلهم يرتدون ستر سوداء جلدية و خوذ معدنية تحمي رؤوسهم.

نطق أحدهم و قد كان واضحا أنه زعيمهم  بجفاء و غرور : كيف تسمح لنفسك أيها القزم بالدخول لمنطقتنا دون استئذان ؟؟!

قال تداسي مخاطبا نفسه و هو يحدق بالمتحدث : اعتقد أنهم مجموعة بوسوزكو مثيرة للمشاكل !!

( بوسوزوكو : مصطلح يطلق على عصابات راكبي الدراجات النارية ... و تعني حرفيا : القبيلة السريعة العنيفة !! )

ارتسمت على وجه تداسي ابتسامة ثقة مفاجئة لا تلائم الوضع الذي هو فيه و قال : و لم علي الاستئذان من حمقى أمثالكم ؟ ... ثم إنني حر ... اذهب المكان الذي اريده و الوقت الذي أريده و ليس لأحد الحق في التحكم على أفعالي و التدخل في شؤوني الخاصة !

نهض أحدهم من فوق دراجته النارية و نزع خوذته من على رأسه بغضب و قال : اسمع يا هذا إن كنت تجرأ على التحدث معي بهذه الطريقة الوقحة فاعلم أنك ميت لا محالة !

تحدث تداسي رادا عليه باستفزاز و ابتسامة الغرور لا تفارق محياه و هو يشعر بشيء من الإثارة : وجه هذا الكلام لنفسك !

شعر ذلك الشاب بالغيظ الشديد فنظر إلى اصدقاءه و صرخ  بغضب : عليه يا شباب !!

ترك كل واحد منهم دراجته النارية و اتجهوا نحو تداسي لضربه و تلقينه درسا لا ينساه و بالطبع تداسي لم يرفض ذلك بل على العكس قرر مواجهتهم كلهم فهو يحب أن يهزم العصابات الضعيفة و التي تحب التفاخر بنفسها وحده !

رواية || تحدي الصعاب VIP II (٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن