أن أتخطى فكرة عدم عودتنا سويًا لم يكُن بالأمر الهيّن أبدًا؛ كنت مُتيقنة بأنني سأظل مُتيمة به و لكن حدث عكس تكهُناتي تمامًا..
بدأ الأمر منذ حوالي سنة عندما علمت بأنه تم إستبدالي، أتذكر تلك اللحظة القميئة التي بدت حياتي بها بلا معنى و بلا روح، بدت لي و كأنها إنتهت، ظننت أن حياتي توقفت بالفعل و كنت أرتجف و أبكي بحُرقة شديدة؛ فبعد الكثير من الوعود قد بحث عن أخرى ليجد بها ما لم يجده بي.
أنا لا ألومه، كانت علاقتنا مُعقدة جدًا، تارة نتشاجر و تارة أخرى نتبادل كلمات الحب. أعرف أن أي علاقة يجب أن تشوبها بعض الخلافات و الجدالات و لكن لكُل شيء حد.
لا ألومه، فربما بعد سنتين من بداية حكايتنا لم يجد بي الشيء المميز الذي يبحث عنه، و لربما أصبحت بالنسبة إليه كتاب مفتوح فمّلَّ منّي .. لا أعرف السبب القاطع؛ و لكن ما أعرفه أحق المعرفة هو أنه لم يكن مُقدَّر لنا أن نبقى سويًا.
بمرور الأيام أصبحت أعتاد عدم وجوده، أصبحت أتقبل أكثر عدم عودتنا.
كان حياتي، و لكن كان هناك دومًا شيء خاطيء أشعر به بكُل مرة أراه يبتسم لي و يُحدِّق بي، لكنني كنت أتجاهل التفكير بتلك الأشياء عمومًا، فبتلك الفترة كنت بحاجة ماسّة للإهتمام و الشعور بالدفيء .. أيقنت أنني كنت أوهم نفسي، أنا لم أكن أحبه هو و لكنني أحببت وجوده بجانبي و لربما هذا سبب فشل الأمر.
بمرور الوقت أدركت بأن الحب هبة، هو فقط يأتي بأكثر أوقات حياتنا بعثرةً فتعتدل من جديد.
الحب لا يأتي بالوقت الخاطيء أبدًا، و لكن الخاطيء هنا هو الشخص بذاته..هو فقط غير مناسب؛ و لكن عندما يأتي الأمر للشخص الصحيح فستجد أنه أتى بتوقيت غير متوقَّع، نعم، أتى فجأةً أو صدفة.
و عندما يكون الشخص المناسب قد أتى، فأكاد أجزم بأن لا شيء يُمكنه التفريق بين الحبيبين سواهما، الأمر برُمَّته يكون بين أيديهما.
كانت من أفضل و أصعب التجارب؛ لأنني تعلمت الكثير و غدوت أشعر أنني مستعدة لخوض أي تجربة جديدة.
بدايةً من فترة ليست بقصيرة فائتة؛ أصبحت لا أشعر بأي شيء عندما أراه أو أتحدث إليه، مشاعري تجاهه قد ماتت فأنا لم أعد أشعر بالحُب أو الحنين أو حتى الكُره! لا أشعر بأي شيء أبدًا أبدًا ..
و بتلك اللحظة، عَلِمت أنني بالفعل لم أعد تحت تأثير الماضي.
الخلاصة: أيًا كانت صعوبة الموقف، يجب أن تتمسك بفكرة أن الحياة بالفعل لا تتوقف على رحيل أحد أو شيء .. بل هذه بداية فترة جديدة من حياتك لتتعرف بها على نفسك أكثر و تصبح أكثر تفتُحًا. كل ما يحدث لنا لا يحدث عبثًا، كل شيء يحدث لسبب.
أنت تقرأ
بثِنايا عَقلي (الجزء الأول: زُرقة)
Phi Hư Cấuسأرمى بكل الكلمات التي تقبع بثنايا عقلي بهذا الكتاب. النشر: ٢٦ أغسطس ٢٠١٦ الإنتهاء: ٧ سبتمبر ٢٠١٧ الغلاف: من صُنعي.