الصَفّحَةْ الرابِعَةْ و الثمانونْ.

96 12 2
                                    


"أريده أن يكُف. أريده أن يكُف عن مشاركة أغانيه المُفضلة معي لأتذكر أنا ما مضى. أريده أن يكُف عن التسامر معي بشكل يومي تقريبًا بالرغم من أنني لا أطيل الحديث لأجعله يشعُر بالملل بدلًا عن ذلك يبدأ بالسؤال عن أحوالي و لماذا تغيرت طريقة حديثي معه. يال السخرية! ألا تعرف ما الذي جعلني هكذا؟ جديّاً؟! إن كنت حقًا لا تعرف فلتَعلم أنني لن أُخبرك أبدًا عمّا يؤرقني يوميًا، لن أُخبرك عن أحاديثي مع صديقاتي و كيف سار يومي، لن أشاطرك الأغاني المُفضلة لدي كما كُنت أفعل عندما كُنا أحبة، لن أُخبرك بأي شيء سوى أنني بخير بدونك. نعم، أنا بخير عكس ما تتوقع، أنت تُثير إستفزازي و غضبي بالحديث عن حبيبتك الجديدة، سئمت أسلوبك الطفولي و عَلِمت أنني لا يجب أن أكون مع طفل لم ينضُج ليكون رجلًا. لا أعلم إن كنت سعيدًا معها لأنني حقًا لا أسألك عن أحوالك معها، لأنني لا أهتم -أو هذا ما أُظهِرهُ لك، لا أعلم بعد- ، فلتُشاطرها هي أغانيك و لتُغني لها و تفتح لها ثنايا ذهنك و تتراقص مع روحها كما كنت تفعل معي يومًا. فلتُجلب لها الهدايا الصغيرة البسيطة التي لم تجلبها لي أصلًا. فلتُحادثها أينما تكون مُحبطًا و أرجوك كُفّ عن التحدُث معي و كأنك لست مُرتبطًا بها و أنك لم تستبدلني بعد. أرجوك فلتكُف عن جلب الذكريات اللعينة لي، فلتكُف عن مطاردتي.
إن كنا فشلنا بالمُضيّ قُدُمًا سويًا على حد قولك، لمَ أنت مُصّر على جعلي جُزءًا من حياتك؟!
أعلم أن ما كان بيننا تعدى الحب و العشق و توأم الروح و كُل ذلك، لكن لماذا تخطيت أنت الأمر بسهولة لتستبدلني و كأنني لم أكُن و تُخبرني بأنك بصُحبتها بمنتهى الجحود و الجمود و كأنني صخرة!
إذهب فأنت الخاسر على أي حال و الحياة تسير بدونك بشكل رائع، تسير بدونك و بدون إكتئابي بسببك."

#ليست_بقصةٍ_تامة.

#من_الماضي.

بثِنايا عَقلي (الجزء الأول: زُرقة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن