4

79.6K 1.8K 34
                                    

الفصل الرابع
كانت مليكة تجلس في غرفتها بعد العودة من العمل الخاص تمسك دفتر بلون الازرق تكتب فيه كل ما
تمر به في اليوم من احداث فهذه هي عاداتها منذ ان كانت طفلة فهي لا ترف كيفية التعبير عن مشاعرها
في الواقع ولذلك تلجا الى الكتابة فهي تعتبر هذا الدفتر عالمها الخاص الذى لا يستطيع أي شخص اختراقه
عالم خاص بها وحدها تستطيع فيه ان تواجه مخاوفها واحزانها وان ترد على كل شخص اساء لها
فهي لا تستطيع ان ترد على أي شخص اذائها ابدا
بينما هي مندمجة في الكتابة في ذلك الدفتر دخلت عليها امها الغرفة
لتنظر لها بتعجب
جيهان: انتى ايه يابنتى كل ما ادخل القيكى ماسكة الدفتر ده
نظرت مليكة الى حديث امها بتعجب ايضا فهي لا تعلم ما يعنيه هذا الدفتر لمليكة ابدا ولا احد يعلم سوى مليكة
ردت مليكة على امها بهدوء: في حاجة يا ماما
تحدثت جيهان بغضب ظاهر على وجهها : اكيد فيه
توقفت جيهان فجأة لتأخذ نفس وتحاول ان تهدا من نفسها فهي لا تريد ان تتشاجر النا مع ابنتها
لتردف جيهان مرة اخرى بهدوء: يا بنتي يا حبيتى انتى كل حياتك في البيت في اوضتك يا اما في الحضانة مش بتخرجي
ليه مش بتعيشي سنك زي باقي البنات ليه حتى اصحاب ملكيش
تنهدت مليكة بحزن فان امها بحديثها تزيد من وجعها فنعم هى لا تملك اصدقاء
سواء كان اصدقاء طفولة
او اصدقاء جامعة فدائما في المدرسة وهى صغيرة كان الأولاد والبنات يخافون منها بسبب بشرتها السمراء
وعندما كبرت ودخلت الى مرحلة الجامعة وكانت بشرتها تحسنت قليلا ولم تصبح بنفس درجة ا
السمار وهى صغيرة بسبب اعتنائها بها
كانت البنات فى الجامعة يرفضون مصادقتها لانه سوف يبتعد الشباب عنهم ولن يدخلون في علاقات حب او صداقة مع الشباب لانهم يصدقون مليكة السمراء او كما يطلقون عليها
" الغراب "
او كان من يقترب لكى تصبح صديقته
فانه فقط من اجل مصلحة فكانت مليكة ترفض مصادقتهم وبذلك مرت ايام وسنين ولم يصبح لها اى
اصدقاء ابدا
حتى فى العمل فهم زملاء فقط منهم من تعتقد ان مليكة تحسدها على زوجها واطفالها
ومنهم من تخاف على خطبيها ولذلك مليكة جعلت العلاقة فقط علاقة
زمالة فقط
فاقت مليكة على صوت امها وهى تصرخ بها بغضب
جيهان : بت يا مليكة سرحتي في ايه
تحدثت مليكة بخفوت : مفيش حاجة ياماما انتى كنتي عايزة حاجة
تنهدت جيهان للتتحدث الى مليكة : انا بقالى ساعة بتكلم وانتى كالعادة مش سامعة
نظرت مليكة الى امها: خلاص ياماما انا سامعة
جيهان : طيب انا كنت بقولك بكرة فى فرح حد قريب جوز اختك
واختك وجوزها هايجوا بكرة من القاهرة علشان الفرح وانا وانتى وبابكى معزومين
قاطعت مليكة امها فى الكلام: بس انا مش هروح
وضعت جيهان يدها على خصرها لتقول بعصبية : نعم ليه بقة يابرنسييه مش هتروحى
تحدثت مليكة بهدوء لكى تحاول ان تمتص غضب امها : يا ماما انا مبحبش اروح افراح ده حتى فرح ملك اختى انا مفضلتش لأخر
جيهان : ليه بقة ما لها الافراح ده البنات مبتصدق تسمع كلمة فرح علشان تروح وانتى تقولى مش هتروحى واحدة غيرك
مفيش فرح تفوته علشان يمكن تعجب حد وتتجوز
صمتت مليكة فهى لا تستطيع ان ترد على امها ولكن بداخلها جرح يزداد يوما بعد يوما
الجميع يضغط عليها ويجرحها بدون احساس وكانها ليست انسانة تمتلك مشاعر
او يمكن من كثرة تذكيرهم بعيوبها وعدم ردها عليهم اصبحت بلا مشاعر ومتبلدة الاحساس
نظرت جيهان الى ابنتها فهى تعلم ما تعانيه تماما ولكن ليس ذنب ابنته انه لا يوجد احد يريد الزواج بها ولكن واجبها
كام يحتم عليه ان تطرق جميع الابواب لكى لاتترك ابنتها وحيدة بهذه الدنيا بعد وفاتها وفاة والدها سوف تفعل المستحيل لكى تستطيع ان تزوج مليكة حتى لو كان ذلك على حساب مشاعر مليكة وجرحها
نظرت لها جيهان بهدوء عندما رات بعض الدموع التى تتجمع فى عين ابنته لتتحدث قائلة بلهجة امارة:
اعملى حسابك هنروح بكرة الفرح وده اخر كلام
لتؤمى مليكة براسها بالموافقة دون أي كلام
لتنظر لها جيهان بحزن ثم تذهب نحو الباب لكى تخرج ولكن قبل ذلك
نظرت مرة اخرى الى مليكة لتحدثها : معاكى لبكرة ياريت تعملى فى الماسكات شوية يمكن يساعدك فى تفتيح البشرة شوية
خرجت جيهان من الغرفة وهى تغلق باب الغرفة خلفها
وتقف تتسمع الى بكاء مليكة وتبكى جيهان معها على حال ابنتها
تمنت لو تصرخ او تغضب او تلقى كلام الاذع فى وجهها او وجه
اى احد يسخر منها ولكنها لا تفعل فقط تبتسم
ثم تدخل الى مخبأها السرى تبكى وحدها
لا تعلم مليكة انها تستمع الى بكائها دائما وتبكى معها تبكى من نفسها لانها جرحتها تبكى عليها لانها لا تستطيع مساعدتها
تبكى من الدنيا التى ظلمت ابنتها فى كل شى ليس فقط سمارها ولكن ايضا جسدها معدوم الانوثة
تبكى وتبكى ولكن دون حل تحاول ان تلاقى حل ولكن دون فائدة

سارقه العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن