8

65.3K 2K 175
                                    

الفصل الثامن
تجلس والدموع تملى عيونها لا ترى اى شى لا تشعر بشى فقط تشعر بالخوف والحزن والانهيار لكل شى لقد انهارت الان مكة انهارت احلامى وطموحتى انهارت مكة ولم يعد لها وجود انهارت فقط بجرت قلم على ورقة وقعت عليها واصبحت جارية لرجل بعمر الاربعين
لا تعرف كيف ارتدت هذا الكفن الابيض فهى لن تطلق عليه فستان ابدا
ففستان الزفاف يكون للفتاة السعيدة بالزواج ولكن مكة كمن انقادت لقبرها بقدمها
كمن اختارت ان تدفن وهى تنتفس
كعصفور برئ حبس داخل قفص من الذهب ومنع من الطيران بحرية
لا تعرف مكة كيف تجاوبت معها اصابعها واستطاعت ان توقع
هى من وقعت على وثيقة موتها بنفسها ثم بعد ان وقعت ظلت امها والنسوة فى البيت يطلقون الزغاريد كانت تود لو تقول لهم لم انتم سعداء هل سعداء بموتى اما سعداء لاجلى اذا كنتم سعداء لاجلى فابكوا عليا فالدموع هى من تهون عليا مصيبتى
ظلت مكة داخل البيت فترة ثم امها غطت لها وجهها بغطاء العروس واخرجتها لتذهب من بيتها الى بيت وحشها لا زوجها من سمح لنفسه ان يتزوج فتاة بعمر ابنته من اجل افكاره المريضة يكون وحش لا انسان طوال الطريق وهى لا ترى شى لا ترى من يقود السيارة
ولا رات الطريق ولا رات البيت واحتى الغرفة الموجودة به حاليا كل هذا لا يعنيه اما م عذاب قلبها وروحها التى على وشك الانتهاك
ظلت جالسة بالغرفة التى قادت اليها امها وتركت بها وهى توصيها بزوجها وان تعامله افضل شكل
ظلت قابعه بهذه الغرفة تتساقط فقط دموعها وكلما تزيل الدموع عن وجهها فقط الدموع تتزايد وكان الدموع تقول لها لا تخافى فنحن معك الان انتى لستى وحيدة
فجاة سمعت مكة صوت فتح الباب سقط قلبها عند قدميها هل اتى زهير الان مليون سوال وسوال توالى على عقلها فى هذه الثانية ماذا سوف تفعل كيف تتعامل معه فقط الان هى قلبها ينبض بشدة ودموعها تزين وجهها وعقلها رافض الاستعياب تماما
سمعت صوت الباب يغلق ليزداد قلقها وخوفها اضعاف ومع كل خطوة قلبها يحثها على الهرب الى اى مكان
ولكن عقلها صامت يقول لقد فات الاون لن يفيد التراجع الان انقضى الامر وصارت زوجته
فجاة امتلى جو الغرفة بعطر محبب لها عطر هى تعرفه ولكن لا هى الان تستوعب اى شى
اقترب منه وجلس بجوارها وهو يديه لا تكف عن الارتجاف
ببطى قاتل ازاح الخمار العروس عن وجهها وهى مغمضه العينين لا تريد ان تراه او ان ترى ابتسامته اللزجة لا تريد لمسته لها هي تمقته وتمقت نفسه لمواقفتها وتمقت زمانها الذى فعل به ذلك ولكن لاشى في يدها سوى الاستسلام
احست به يزيح الخمار عن وجهها وابتعد لم يقترب منها او حتى يمد يده ليملسها ابدا
اما هو فبعد ان ازاح الخمار شلت جميع حواسه فهو يرى دموعها تزين
وجهها مختلطة بقايا كحل اسود كان تزين عينيها به
تفاجي من منظر شحوب وجهها من اختفاء ابتسامتها ظل يلعن نفسه الف مرة فهو السبب هو فقط السبب المها وحزنها هو سبب عذابها
لم تشعر مكة غير بانفاس مظطربة تلفح وجهها وهى مازالت مغمضة عيينها للحظة واحدة حثها عقلها ان تفتح عقلها وتواجه مصيرها بشجاعة هى من اختارت فلتحتمل النتجية
قبل ان تفتح عيونا شعرت بيدها تغوص داخل يد اكبر من يدها يد هى تعرفها هى تعرف هذه اللمسات شعرت بها من قبل كانت تريد الان ان تفتح عيينها برغبة ملحة لكى تتاكد من شعورها ولكن خائفة لتصدم بواقع اليم ولكن قطع صوت تفكيرها عندما سمعت صوته الرجولى ينادى عليها بنبرة عذبة لن تسمعه الا منه لنطق اسمها : مكتى
بسرعة البرق فتحت عيونها لتلقى بحصونه السوداء
فقط تتطلع اليه باشتياق انهمرت دموعها انهارا وهى وهى تتفحص كل انش من وجهه عقلها رافض الاستعياب من انه هنا هو الان جاء لينقذه خائفة ان تتكون فى حلم واذا كان حلم لاتريد ةان تفيق منه
مازالت عيونها معلقة به تحكى لعيونه عن وجعها والمها تحكى وجع بعده عنه
لم يشعر بذلك الدمعة الخائنة التى خدعته وسقطت رغم عنه لم يشعر بنفسه الا وهو يجذبها من يدها ويخيفها فى احضانه ويطلق تاوه يحمل شوقه الجارف لها
اما هى اختبئت بين ثنايا جسده تستمد منه الامان والراحة والدفى التى افتقده منذ وفاة جدتها تشعر ان روحها عادت اليها الان
كان حضن يحمل الكثير من المعانى امتزج فيه دموعهم سويا
ذاب فيه قسوة جمال وخوف مكة
كان جمال يحتضنها بشغف وحنان وضعف خلق لها وحده دون غيرها
اما مكة كانت تشعر فى حضنه انها مثل الغريق التى وجد طوق النجاة
ولكن فجاة شعر جمال بالبرودة بعد ان قامت مكة وازاحت جمال من حضنها وقفت تنظر له بلوم وعتاب واشتياق نظرت له وهى تزيل دموعها كان جمال مستغرب بشدة من رده فعلها ولكن هو يتعامل مع طفلة متقلبه المزاج
وقفت تنظر لها ببرود طغى على ملامحها لتهتف بسخرية وهى تنظر لها : جاي هنا ليه
لم يكن يتوقع جمال منهاهذا السوال ابدا او ربما توقعه ولكن متاخر فهو منذ ان اتى فى الصباح وهو يقول لنفسه اتيت لاجلك مكتى اتيت لاخلصك منهم لن يستطيعوا ان يبعدونى عنك
لن يستطيعوا ان ياخذوا روحى منى
للحظات شرد جمال فيما حدث منذ الصباح
فلاش باك
وصل جمال فى صباح يوم الزفاف ومعه الرجال الذين طلبهم دخل بسيارته الفاخرة بسرعة يقطع الطريق برعونة لا يهتم باحد ابدا وصل الى فليته وهو الغضب متملك منه للغاية
فتح له ابراهيم بوابة الفيلا بسرعة ما ان دخل الفيلا حتى نزل من السيارة وهو يهتف بغضب على ابراهيم الذى جاء مسرعا وما ان وقف امام منه
حتى هتف ابراهيم قائلا : حمد على السلامة يا......
وقبل ان يكمل كلامه كان جمال يمسك ابراهيم من مقدمة جلبابه الفلاحى وهو ينظر له بغضب كاد ان يحرق ابراهيم حيا
جمال: سلامه ها انت وظيفتك ايه رد عليا انا قولتلك اية قبل ما اسافر منبهك عليك كام مرة انا ردى عليا
كان ابراهيم يرتجف من هيئة جمال المرعبة حيث انه لم يراها كهذا من قبل فتحدث ابراهيم بصوت منخفض : انا غلطت فى اية يا بيه
اقترب جمال منه وهو يقول بصوت غاضب: لما عرفت انها هتتجوز متصلتش بيا ليه
ثم اردف جمال بصوت عالى : انطق
تحدث ابراهيم بصوت منكسر : يابيه انا لما عرفت اتصلت بحضرتك وانت مردتش
تذكر جمال فعلا انه تلقى اتصال منه ولكن لم يجيب ترك جلباب إبراهيم وقف الاخر يعدل من هندامه
بينما جمال طالعه بنظرة ساخطة قائلابنرة امرة : تعرف عريس الغفلة ده
نظر ابراهيم له بقلق ورد عليه بخفوت: ايوة يابيه
جمال: اسمع وافهم اللى هقوله كويس اربعة رجالة من دول هيرحوا معاك وهتواريهم العريس وتقف تستناهم وهم عارفين شغلهم كويس اوى وتجيبهم وتاجى على المخزن القديم فهمت يا ابراهيم
تطلع له ابراهيم وهوغير فاهم ماذا ينوى رب عمله ولكن ليس عليه سوى الطاعة
نظر جمال الى الرجال الاخرين فخزوا جمعيهم راسهم بانهم على علم بما سوف يفعلوا
تحرك جمال الى الداخل وذهب ابراهيم مع الرجال الذين ذاهبوا الى بيت زهير وظلوا منتظرين زهير حتى يخرج من بيته لكى يقوموا باختطافه
اما جمال دخل الى الداخل ونادى بصوت عالى على زينب زوجة ابراهيم التى جاءت من المطبخ تهرول اليه ووقفت امامه وهى تلهث وقبل ان تتكلم تحدث جمال : من غير رغى كتير يازينب اسمعى وافهمى انا هقولك تعملى اية فاهمة
اومئت زينب براسها بالمواقفة فمد جمال يده واخرج مبلغ من المال واعطه لها وهو يقول: الفلوس دى هتاخديها وتروحى بيها لبيت مكة وتاديها لامها وتقوليلها دى نقطة منى ليها فاهمة
زينب: حاضر يابيه
جمال: والمهم بقى انك هتدخلى اوضة مكة ولازم تدخلى تاديها الورقة دى فهمتى ولا ايه
زينب: فهمت يا بيه
جمال: يالا اتحركى بسرعة
وبالفعل ذهبت زينب لتفعل ما امرها به جمال وبالفعل قامت زينب بكل ما امرها به جمال غير ان صباح فرحت للغاية بهذه الاموال وعندما طلبت زينب مقابلة مكة لم تتعرض ابدا صباح دخلت اليها زينب واعطته الورقة مثل ما امر جمال وغادرت فورا دون اى كملة
اما مكة فتحت الورقة وجدت بداخلها بعض الكلمات: متخافيش انا جنبك
للحظات شعرت مكة ان جمال من ارسل لها هذه الرسالة ولكن عقلها كان رافض ان يصدق
نجح الرجال فى ان يقوموا بخطف زهير حيث كان زهير ذاهب الى المدينة لكى ياتى ببعض الاغراض فاعترض الرجال طريقه وقاموا بضربه على راسه واخذوه الى حيث المخزن القديم
وقاموا بابلاغ جمال عن نجاحهم بالمهمة
ذهب جمال الى المخزن ودخل بهيبته المعتادة كان زهير مقيد وعيونه ايضا مقيدة وملقى على الارض جلس جمال على الكرسى المقابل وهو يأمر رجاله ان يجعلوه يفيق فقاموا بالقاء الماء عليه
وعندما بدا زهير ان يفيق اشار جمال الى الرجال لكى يخرجوا وان يغلقوا الباب خلفهم
خرج الرجال وركل جمال زهير برجله ليتاوه زهير بالم
ويقول بصوت متالم: انت مين ياجدع انت وعايز منى ايه
امسك جمال به من مقدمة جلبابه وهويقول بصوت اشبه بفحيح الثعابين: انا اللى هاخد روحك
ثم القى به جمال على الارض ليصتدم زهير بالارض الصلبة ويهتف بالم: عملتلك اية ياجدع انت قولى
ضحك جمال بسخرية وهو يركل زهير مرة اخرى: عملتلى اية ها تحب تعرف انت اتجرت وبصيت لحاجة ملكى اتجرئت وسمحت لنفسك انك تفكرى فى ممتلكاتى
لم يفهم زهير اى مما يقول هذا المعتوه : انا مش فاهم حاجة يا جدع انت قولى اية هو ده وانا هسيبهولك انا عريس فرحى الليلة الله يخليكى سيبنى امشى
زاد غضب جمال وتفاقم الى اعلى حد فبدء يركل ويضرب زهير عدة ضربات متتاليه وزهير يصرخ من الألم والوجع بشكل هستيرى وجمال مع كل ركله وضربة يهتف قائلا بغضب: عريس ها عريس
انت مين انت علشان تسمح لنفسك تتجرا وتبصلها بعينك القذرة دى اصلا عايزة تتجوز مراتى يا حقير
توقف جمال عن الضرب وزهير لما يتوقف عن اصدار تاهاوت الالم ولكن رغم الشعور بالم تكلم زهير: مراتك كيف كانك مجنون باين
جمال: لا مراتى من يوم ما عينى وقعت عليها مراتى من وقت ما حبيبتها مراتى فاهم ولا لا
اهذا عشق ام تملك
اهذا حب ام سيطرة
ما ماهية حبك جمال
خرج جمال من الغرفة وهو غاضب للغاية وامر الرجال ان لا يتحركوا من امامه ابدا حتى ينتهى من باقى خطته وبعدها يعود لكى يحاسبه بهدوء عندما كان جمال داخل الفيلا راى زوجة عمته سمية واستغرب حسن للغاية من ان جمال اتى الى هنا
ولكن جمال فسر له الامر انه عندما علم بزواج مكة اراد ان يقف بجواره ويسنده
فتحدث حسن بالم: والله فىك الخير ياجمال مع ان الجواز دى كلها مش داخلة دماغى
جمال: ليه بس
حسن: العريس اكبر منه ياجمال والبنت صغيرة اوى
تحدث جمال باضطراب: يمكن يعنى هم غاصبين عليها
حسن: ياريت كانوا غاصبين عليها كنت وقفت الجوازة لكن المصيبة انى لما سالتها قالت موافقة
لمعت عين جمال بالشر اذا موافقة ان تكونى لغيرى
موافقة ان تصبحى ملك لغيرى
كيف هنت عليكى مكة تقتلينى هكذا
سوف احاسبك مكة سوف احاسبك على مواقفتك ولكن انتى وداخل حضنى

سارقه العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن