11

65.9K 1.9K 86
                                    

الفصل الحادى عشر
اعتلى ثغر مصطفى ابتسامة عابثة وهو يشاهد الحيرة وخايبة الامل والذل والقهر على وجه مليكة
لاحت فى عيونه نظرات متفحصة لها وهو يرى الخوف والضعف فى عيونها والدموع التى تحارب حتى لا تنزل امامه وهاهو قد نال اول فوز من النمرة الشرسة واللحظات القادمة الاكثر سوف ينال منها اكثر حتى يكسر غرورها وانفها وقوتها المعزومة
نظرت مليكة له بغضب مضاعف من هذا الاحمق الذى تقريبا الايملك اى ذرة من العقل فقالت مليكة له بحنق: انت كادب محدش هيصدقك
ضحك مصطفى على ساذجة مليكة فهى تبدو الان كقطة ناعمه وليست ذلك النمرة ابدا ولكن رد عليها مصطفى بهدوء: عيب اوى يامراتى ياحبيبتى تقولى على جوزك كداب
ثم صمت فجاة ليخرج ورقة من جيبه ويمد يده لها بالورقة وهويرسم وجه البراءة : شوفى كده ياروحى علشان تعرفى انى جوزك مش كداب
اسرعت مليكة تاخذ منه الورقة بغضب وهى تتنظر لها بعدم فهم وعلامات التعجب تعلو وجهها ثم رفعت بصرها لكى تتلاقى بنظراتها العابثة التى تتفحصها: انت مجنون مش كده دى ورقة مكتوب فيها كلام اهبل وتوقيعى مش موجود اصلا يعنى انت بتتحاول تخوفنى و؛؛؛؛؛؛؛
قاطعها مصطفى وهو ياخذ منها الورقة مرة اخرى وهو يتمتم: ما انا عارف انى الورقة مش عليها امضتك بس حتة ورقة صغيرة عليها امضتك معاى هاخدها لاى واحد اعرفه هيكتب اسمك على ورقة الجواز العرفى ويعمل امضى زى امضتك بالظبط دى ببساطة كده هنزور امضتك ياحلوة
مليكة: وانت مفتكر انى بابا هيصدق الورقة دى ولا مش هيعرف امضاء بنته ولا خطها
مصطفى: على ما يكون عرف واثبت بقى انه مش خطك هتكون الفضيحة بقت مسمعة فى اسكندرية كلها وياعينى هيصعب عليا ابوكى اوى ولا امك مدام جيهان كمان هتكون اية سمعتها وسط اصحابها وبنتها طلعت مش متربية
وصل غضب مليكة الى نقطة الذروة من هذا الكائن الواقف امامها لتهتف به فى عصبية مفرطة: اخرس ياحيوان ياوقح انت ..........
وقبل ان تكمل كلامها امسك مصطفى مليكة من يدها وهى ينظر لها بغضب والشرارات تتطاير من عيونه : الزمى حدودك لخليكى تعرف معنى كلمة اللى قولتيه دلوقتى كويس فاهمة ولالا
فجاة نظر لها مصطفى وهى هادئة ومستكينة للغاية ودموعها تهبط من مقلتيها وهى تقول له بنبرة متوسلة: ارجوك انا هعمل اللى انت عايزه بس بلاش الورقة دى
ابتسم مصطفى للغاية حتى كادت الابتسامة ان تصل الى اذنيها مما سمع فترك يد مليكة وهو يقول باعجاب بنبرتها المتوسلة: كده تعجيبنى اوى ومدام بتسمعى الكلام وتبقى مطيعة انا.......
وقبل ان يهتف مصطفى باخر كلمة فجاة وجد صفعة عالية تدوى بالمكان لقد كانت يد مليكة تصفعه على وجهه بكل قوة اوتيت بها
تفاجئ مصطفى للغاية ولم يكن متوقع مثل هذه الصفعة ابدا اشتعلت عيونه غضبا بد غاضبا للغاية تشع ملامحه وشراسة وكل ذلك موجه ناحية مليكة التى تشع عيونها قوة وكأنها مثل قوة اشعة الشمس عندما تأتى فى الصبح لتزيل عتمة الليل
هتفت مليكة بقوة واصرار قبل ان يفيق مصطفى من جراء الصفعة التى تلاقها فى الحال : هو ده اللى كنت عايز تسمعه منى اول ما تقول على اللعبة الخايبة بتاعتك دى كنت عايزانى اركع تحت راجليك مش كده زى الجارية بالظبط بس لاسف انى خيبت ظنك يا حضرة انا مش هتخيل اللعبة القذرة دى ابدا ولا هخضعلك ولا هخضع لغيرك كفاية ذل واهانة فيا كله ده ليه رد عليا علشان مش حلوة زى باقى البنات يعنى يبقى لازم اقبل اى عضمة تترمى لى زى الكلب يااقبل اتجوزك وانا متاكدة انك مش عايز تتجوزنى علشان خاطر عيونى اكيد فى سبب لكده او انك تسوء سمعتى بكدبة انا مش ممكن افكر اعملها ابدا
ثم وقفت مليكة بعض ثوانى لتلقط انفاسها ثم تابعت وهى تنظر لها بشراسه : انا مش هخضع ليكى ابدا ولا هخاف منك اللى انت عايز تعمله اعمله مش يهمنى انا تعبت وقرفت بقى كل الناس بتحاسبنى على ذنب مارتكبتوش وكانى الوحيدة الوحشة فى الدنيا دى بس انا خلاص بقى مش هسكت ولا هضعف تانى ابدا
كل هذا ومصطفى واقف مذهول من حديث هذه الفتاة اى ضعف تمتلك ابدا انها قوية قوية لدرجة جعلت مصطفى يخاف منها التفت مليكة لتغادر ولكن قبل ذلك التفت مرة اخرى الى مصطفى وهى تقول: على فكرة شكرا ليك جدا لولاك كان زمانى فضلت زى ما انا البنت الضعيفة اللى بتسمع الاهانة وتسكت ونصيحة منى اتغير مش علشان حد علشان نفسك وبس وعلى فكرة عيونك فاضحك انت مش وحش اوى كده زى ما بتصور للناس بلاش تقابل الناس بالحوش اللى عندك علشان يخافوا منك قابل الناس بالرحمة والموده وقتها ربنا هيكافكك بحب الناس
لقد غادرت دون ان تلتفت اليها مرة اخرى غادرت وغادر طيفها بعد ان ضربته بالقلم اراد ان يمسكها ويضربها عشر لانها تجرات ورفعت يدها عليه ولكن مع اول كلمة نطقتها وحتى انتهاء حديثها ادرك شى مهم ان هذه الفتاة تملك وجعا وحزنا جعل منها ضعيفة جدا هشة للغاية ولكن طبيعتها البشرية ليست ضعيفة فهى انثى قوية ومتمردة نمرة شرسة تتلبس ثوب الضعف وعند حاجتها للقوتها ابعدت ثوب الضعف عنها انثى شقية بعيون تشبه قدر العسل الصافى المذاب وشفاه بلون الشكولا المختلطة بلون التوت البرى فتاة ليس مثلها احد
فتاة عرفت عيبه ولم تجرى وراء شهرته او وسامته فهو محاط بنساء كثير لكن لم يختبر ابدا شعوره وهو ليس ذلك المغناطيس الذى يجذب المساء والفتيات او ليس ساحر قلوب الفتيات التى يلقون بانفسهم عليه
للحظات شرد مصطفى وهومازال واقف مكانه لم يتحرك ولكن نفسه تتاججه للاحق بها ولكن لن يفعل ابدا ولكن بارة واحدة تترددت داخل عقله وسيطرت عليه ماذا سوف تفعلين بى مليكتى

سارقه العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن