فصل اول

124 12 7
                                    

"لن يهدأ لي بال مادامت السنافر بخير"

قالها شرشبيل وسط وجوم قطته هلهول باحثاً لخطط شريرة ليغزوا بها قرية زرقاء أمنة.

في صباح خريفي جميل تناثرت فيه الورود حول بيوتات السنافر، قفز "سنفور ذكي" ليكتب مشروع حماية جديد كما كل صباح، وهو يستمع "لسنفور كسول" يهتف بضجر:
-أريد النوم هلا أطفأ احدكم ضوء الشمس.

كانت عباراته باعثة للنعاس والملل من كل شيء حتى بات يلقب بسنفور "الكسول"

تجارزت كلماته أسماع المتيقظين من بكورة صباحية ليضحكوا بعجب، كيف له قدرة غريبة على كل هذا الكسل.

في هذه الأجواء دخل شرشبيل وسطهم يفترس الوجوه الزرقاء ذات الجسد الناعم والصغير بالكاد تشبع بطن رجل سمين تتدلى بشكل مثير للضحك وساقان مقوستان، مع شعر أسود منفوش على جانبي رأسه، وأرنبة طويلة لأنف يتوسطه عينين صغيرتين صارختين بالشر.

هرع الجميع يركض بيد إن ذاك الكسول بقي يترنح في سيره حتى تم الامساك به في غضون بسيط من الهجوم السريع.

صرخ بصوت لايسمع لشدة كسله حتى في أنقاذ أنفاسه من كيد التقطيع والطحن داخل فك شرشبيل الشره، أو قد يكون نصيب القط هلهول صاحب المواء المثير للخوف أكثر من بشاعة فروه المتسخ والمائل للسواد مع بقع غريبة فوق ذيله المتحرك في فضاء المحيط.

كان بابا سنفور يغط في تحضيرات كيميائية بين صوت يتفرقع، أخر يعلو بصفير فيما يبدو إنه جهز وصفة جديدة لشيء ما، بينما هو كذلك حتى سمع صياح "سنفور غضوب"  ينادي بنبرة عالية متناثرة معها رذاذ كثير:
-بابا سنفور، بابا سنفور تعال بسرعة وأترك مايفرقع؛ فكسول بين قبضة شرشبيل...

أجابه الاخر بصوت واثق من السيطرة على كل شيء:
-ما بك؟ أهدأ، تريث أهكذا تُحل الامور؟

نالت شراراة الغضب أكثر فأكثر من أنفعالات غضوب حتى راح يولول وهو يقول بنبرة أعلى من ذي قبل:
-سيموت كسول وبرودك هو السبب...

قاطعه "سنفور ذكي" وهو بالكاد يتنفس بعد أن طرق الباب ليتحدث بذكاء جلي:
-قد تم حصر كسول قبل قليل، فتركت "سنفوريّ سريع وحزين" يتتبعون خطوات السارق، ريثما نفكر بحل.

مط بابا سنفور شفتيه وقال بأمتعاض:
-يبدو إنك لم توفق بأختيار "سنفور حزين" بالتتبع، فهو كثير الحزن وما ألَم بنا سيرهقه كثيراً…

خليط منصهرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن