فصل السادس

8 3 0
                                    

صرخ هلهول بوجه "سنفور كسول" وهو يحرك جسده بقوة حتى كاد يقتله من فرط حشر مخالبه الطويلة وسط قفص الاخر لينال منه مهما حصل…

بقي شرشبيل محملقاً في الفراغ ودموعه تتساقط بحرارة وغزارة حتى قال بنبرة حزينة للغاية:
-لِمَ تسألني هذا السؤال؟

كان الجواب صادم ومربك سيما النبرة المغلفة لذاك الجواب حتى خيم الحزن شتى ارجاء القاعة فنطت فكرة غير محتملة ضمن سلم الاحتمالات الرهيبة فقال كسول وبصوت واثق:
-شرشبيل انت رجل طيب لما لاتنزع ثوب الشر الذي لبسته حتى هذه الساعة، انت طيب وحنون، أعلم انك تدرك ما أقول، التمس منك بعض الطلبات.

زمجر الاخر، ليقول عن نفسه كل صفات الشر فيتفاخر بها، مطارد فكرة الطيبة التي رمي بها على حد زعمه إنه رجل شرير، لايريد سوى الشر سبيلا.

تقدم بخطوات شريرة نحو كسول ولعابه يسيل، كان شديد الغضب، يتطافر الشرر من عينيه، يرتجف جسده بشدة، يداه ترتعشان، كل هذا واكثر جعل الاخر يقاوم انفعالات القلق وتزايد ضربات قلبه اكثر فأكثر مع اضطراب الادرنالين، حتى كاد يسقط صريعاً لشدة الخوف الا إنه صار يشهق ويزفر حتى تراجعت قواه المسلوبة تدريجياً…

انحنى "بابا سنفور" للجميع وهو يقول بصوت حنون بلمسات الجد والاتزان:
-سنافيري لسنا سوى مزيج منصهر من الشر والخير، فينا من يتغلب عليه موقف صادم يجعله في منتهى الطيبة، لكن الاغلب مع كل صدمة حادة يزدادون عنفاً وعدوانية…

أبتسم للجميع ليشعرهم بدفئ الكلام وكمية المشاعر النابعة، ليتحسسوا كل حرف قبل النبس ببنت شفة، ثم قال:
-نحن لم ندخل قلوب الجميع، لانعرف ظروفهم، ولا حتى معاناتهم؛ لنتحكم مع كل موقف حسب طاقاته، لذلك ياسنافيري المسنفرة صرنا نحكم في الغالب دون وعي، قد تأخذنا احكام الناس دون تجربة منا، هذا اشد ما نقع فيه.

عم الهدوء لفترة وجيزة، حتى هتف الجميع بعبارات متقاربة لتنضم حول معنى واحد:
-نحبك بابا سنفور، سامحنا لو تسرعنا في كلامنا واحكامنا.

أبتسم الاخر بعمق ليقول بأنفعال هادئ:
دعونا من هذا كله، اتظنون إن شرشبيل شرير، لايملك ذرة خير بداخله؟

خليط منصهرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن