فصل ثاني

57 3 0
                                    

قاطعهُ غضوب ليقول بشراسة:
-أنا متيقن من الخسارة، فنحن لانجيد سوى البرود في أحلك الصعاب.

كان كسول متدلي القدمين وسط يديّ شرشبيل والذي راح بدوره يتفحص علامات الخوف والقلق المرسومة فوق ملامح كسول، مع دموع صغيرة نبتت فوق أصابعه، ليضحك بعلو صوته مبتلعاً لريقه فيقول بصوت شرير:

-قطي العزيز وجبتنا اليوم لذيذة، سنكون محظوظين بشدة.

وأردف يقهقه مع ضغط كفه حول جسد فريسته وتلاعب اصابعه مدغدغة وجه كسول الذي باغته النعاس اكثر من ذي قبل، ليبدو مترهل الملامح.

ضغط على زر ما، في جهاز كبير يضم عدة ثقوب وأزرار، بواجهة تغطي نصف القاعة ذات الارضية الناعمة الداكنة بخطوط خضراء رفيعة في جوانبها، على مقربة ليست ببعيدة نافذة تمتد على طول خمس أمتار وبعرض مترين فتبدو مصدر الضوء فيما لو فتحت قليلاً، فيما يتوسط هذه القاعة كرسي ضخم مليء بالازرار والمقابس والاضوية.

بعد تلك الضغطة إنفتحت بوابة كبيرة مطلة على الخارج لينبهر كسول ويتثائب كما لو إنه كان وسط نوم عميق فأرعبه الضوء المسلط فوق برج كبير يفوق تخيلاته وحدود أفكاره.

مع أرتفاع حرارة الشمس تململ "سنفور حزين" بضيق باحثاً حول الباب على مصدر الدخول بعد إن أختفى كسول خلف ذلك القفص الكبير جداً بين قبضة شرشبيل.

دار "سنفور سريع" حول القفص دورة سريعة وببساطة وجّه نظراته حول المكان ليقول:

-يبدو إن المكان تم إحكامه بشدة الا إذا حاولنا توجبه قوة كبيرة تهدم جزء بسيط ليتسنى لنا الدخول…

قاطعه سنفور حزين بإبتسامة مع امارات الهم المطوقة لوجهه وأكتساح عيناه شلالات من الدموع ليتمتم بنبرة باكية:
-حبيبي ياكسول كيف أنت الان؟ هل أنت بسلام؟ أم صرت وسط معدة شرشبيل تنام؟

بعد ساعات من الجهد والتفكير أصدر بابا سنفور اعلان لحضور تجمع كبير لكل السنافر المسنفرة، ليقول لهم خبر هام، بالفعل تجمعوا في الوقت والمكان المشار لهما بالاتفاق.

ابتدأ بالترحيب والاطمئنان ودس عبارات السلام والامان لينشر جو من الهدوء في المكان فيقول:
-قرية السنافر الجميلة والامنة، رغم تعرضها لثورات متكررة من شرشبيل وقطه هلهول…

تنفس بعمق ليستدرك عباراته الاخيرة فيتابع بكل ثقة:

خليط منصهرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن