فصل السابع

12 3 0
                                    

تنوعت الاجابات كالسابق الا انها اتفقت بجملة مغزاها "لا خير مطلق، كما لا شر مطلق"

كان شرشبيل وسط هذه الاجواء الشانقة، الكابتة لأنفاسه، سمع طرق خفيف حول النافذة فقفز بتوجس، قطرات العرق تتصب من جبينه حتى اعلى حاجبيه التي تشكل درع واقِ لعينيه الصغيرة، تناول ناظوره الكبير وسلطه نحو النافذة؛ ليستقرأ الاخبار الخارجية بين هذه الفوضى التي تدور فوق رأسه متحشرجة في عقله، ليتشابك كل شيء من حوله…

صرخ بابا سنفور بنبرة حانية تشع منها الراحة:
-صديقنا شرشبيل دع عنك كل شيء، خذ ماتريد لكن اسمح لي ببضع كلمات لي ولك منها "منفعة" ثق بي.

تردد قبل فتح الباب الا إنه صرخ بصوت مخيف ربطه بنبرة عالية:
-بابا سنفور أنت وسنافيرك ستكونوا وجبتي الطيبة عما قريب فلا تحزن ياعزيزي.

-لا، أصبحت "سنفور شرير" لم أعد كما تظن، أمهلني حتى أشرح لك كل شيء…

توجه الاخر نحو المكبس الخاص بفتح الباب، كله عجب مما يسمع حتى أنه لم يعد يعترف بشيء سوى إنه يريد فك قيود عقله التي زاحمت تفكيره فتأهب لفتح الباب، عيناه مغرورقة بدمعات لم يعرف لها سبيل سوى الانصياع والانصات…

بعد دخولهم والرعب الذي سيطر على كل سنفور خوفاً من الشر المحبوس في أعماقه، تجمعوا بقرب بابا سنفور وعيونهم معلقة بقفص كسول مع تنهيدة أطمئنان لبقائه بعيداً عن معدة شرشبيل أو حتى هلهول…

ابتدأ بابا سنفور بالتقدم نحو شرشبيل ويداه مربوطة خلف ظهره، وترنيمة قدميه تجعل لسيره هيبة يخشاها الجميع فقال:
-كنت تظن إن الشر جزء لايتجزأ منك الا انك لم تصب ياصديق، انت مزيج منصهر، اليت على نفسك اظهار الجانب المظلم متناسي الضوء الطيب.

قفز الاخر من مكانه بغضب شديد لما سمع وكأنه يريد الدفاع على سمعته الشريرة، الا أنه استذكر كومة الدموع التي حبست داخل مقلتيه؛ ليتنفس بعمق فيقول:
-هل تقصد بذلك شيء يجعلكم بمنأى عن أسناني وشراهتي لكم؟

خليط منصهرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن