فصل الخامس

19 3 0
                                    

أغرورقت عيناه بالدموع، راح يتمتم بحزن فصار يدور حول نفسه شاتماً هذه اللحظة، باصقاً في وسط الارض خلال كل دورة تقتضي به نسيان ما خالج فكرة للتو، ليباغت حجم الاثار الدفينة التي تكللت بالبوح عن نفسها الا انه لاذ بالصمت، مطبق شفتيه محاولاً استدراك الموقف والتصرف بهدوء، بيد إنه مكث غير بعيد، ليرمق القاعة وسط دورار ألم به معلناً صراخات قوية تدوي دوي النحل.

صعق كسول مما حصل ورأى، هو لايعرف مدى أهمية سؤاله وحجم خطورته النفسية والفكرية على شرشبيل، راح يغمغم ويقرأ على نفسه السلام فقربت منيته مع هذا الوجه العبوس،  لطرحهِ فوق رأسه سؤال لايعتد له قيمة كما يشعر، الا انه لاقى صداه في شرشبيل الحانق.

بعد أن واصل الجميع سرد حكاياتهم وأعتمدوا على نقاط السلبيات اكثر، عبروا عما خالجهم، تقدم بابا سنفور بضع خطوات وانفرجت اساريره مع وجه ازرق ملتحي بالبياض اعطاه الوقار، قبعة حمراء، بطن متدلية، خف مقدمته طويلة، بجسد ازرق كلياً، قال بصوت ثخين مملوء بالثقة:

-الان ياسنافيري المسنفرة سأقول لكم مابدأت به واعترضتموني قبل فحص كلامي من كل جوانبه، وهذا درس آخر وجب عليكم حفظه، فقبل كل شيء تنطقوه محصوا، غربلوا، فكروا، ثم أنطلقوا بما تريدون قوله والجواب لأجله…

استدار خلف "سنفور رسام" ليتابع وسط هدوء الجميع:
- على سبيل المثال تصرف سنفورنا الرسام هل يدل على إنه شرير؟ رغم إنه كسر قلب صديقه، سنافيري تأكدوا لايوجد مما نظنه مطلق، فكلنا نخطأ.

نزلت دموع رسام لتبلل وجنته فيباغتها بابا سنفور ويمسحها بلطف وهو ينظر اليه بأبتسامة عطوفة.

سرعان ما تقدم نحو "سنفور شطور" فأعقب يربت فوق كتفه ليستطرد قائلاً:
-حبيبنا شطور الطيب هل كان يقصد مافعله بجرح "سنفور غبي" أنا متيقن ان كلامه كان في منهى القسوة والشدة، حتى اني شاهدتهم وخشيت الخصام بينهم قد يطول الا ان الوضع أستأنف بعد فترة بسيطة، هذا ما  أفرحني…

اتذكرون عندما جعلت قطعتي الحلوى لهما، حتى أن الجميع استغرب، كنت اعرف انهما فهما مقصدي لتصالحمها دون أحداث ضجة، فضحكا وتبادلا القبل والعناقات الدافئة. 

خليط منصهرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن