فصل الثامن

44 3 10
                                    

نط صوت كسول بكل ثقة، وهو يردد بصوت عالٍ بعيد عن النعاس:
-شرشبيل طيب، صدقوني كان يبكي لمجرد سؤال مني، والتماسي الجواب منه.

ضحك بابا سنفور وهو يمسح فوق لحيته ليبادر بمسك زمام الحديث موجهاً نظراته لشرشبيل فيقول:
-لو كان أكل الصغار شيء طبيعي، لاينافي قانون المحبة لما بقيت للان معنا، لكنك محمي ضمن ذاك القانون النقي، فقط أستمع لي.

رد الاخر بتهكم والرذاذ يتطاير من فمه:
-من قال هذا الامر؟ كم انت معتوه، انت تعرف ان صغيري مات وسط فم حيوانات الغابة بعد أن تاه مني، لم اجد سوى بنطاله الملطخ بدماه.

صعق الجميع فيما عدا بابا سنفور، فقد التهم هول الجواب، امتص الاثر البالغ؛ ليتقرب اكثر فأكثر محوطاً ذراعيه حول ساق شرشبيل فيقول بصوت هادئ:
-ياصديقي فيك من الوجع مايكفي، قلت لك انك مزيج منصهر الا انك اليت الا ان تظهر جانبك السيء، تناسيت حجم الوجع الذي قد تسببه لصغيرك وسط مثواه الاخير، بعد ان تلتقم صغار القرية، افهمت ما اقصد؟

غمغم الاخر وراح يبكي بهستيريا على ماسمع وتقرب اكثر من السنافر ليوجه لهم تحية اعتذار وقربان لروح صغيره البريئة، وهو يقول بصوت مرتجف:
-استميحكم العذر ياصغار، كنت اريد أخذ الثأر لحبيبي، لم اكن اعلم انني سأجرحه بتصرفي، سامحوني على كل مرة اخفتكم بها.

التف السنافر من حوله، رفع الجميع فوق كفيه، فتقربت منه "سنفورة" لتقبله وسط جبينه فتقول بدلع:
-نحن صغارك، لاتحزن نحن معك الى الابد.

انحنى "بابا سنفور" ليقول للمرة الاخيرة:
-تأكدوا جميعاً لسنا أشرار، نحن بفطرتنا طيبون، لكن البيئة لوثت داخلنا، لاتحكموا على الاخرين ففيهم مايكفي، فقط أقتربوا منهم وتحسسوا الجانب المضيء قبل كل شيء.




النهاية
٢٠١٧/١٠/٩

خليط منصهرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن