9

497 23 2
                                    

-
لا تعرف في أي لحظة تخلت عن قلقها , ربما في تلك اللحظة حين دخلت أمها لتخبرها أن المزينة قد جاءت لتحضرها من أجل الحفل ..
أم عندما ملأت زغرودتها المكان , دلالة أن العريس وصل ليأخذ العروس للصالة التي حجزها و قد أصر على أن يدخلا معاً ..
خوفها من الكعب العالي الذي أحضره جعلها تعيش وسواسا أنها ستقع في أي لحظة!
لكنه أمسكها بإحكام حتى و هي تهمس برجاء
*دعني أبدله قبل أن نغادر للقاعة , لست معتادة على الكعب العالي ..
طمأنها بكلمات قليلة و أخذها معه طالبا منها بمرح أن تبتسم..
داخل القاعة أحست .. لا تعرف تماما كيف تصف إحساسها ..
إنها العروس !
تدخل مع الرجل الذي من المفترض أنه زوجها الآن , و الكل يعلم , لم يتراجع ..
هذا الحفل قائم و هي عروسه ..
*لا تفكري يوم زفافك يا بشرى ..
قالها و هو يجلسها على الأرائك المذهبة المخصصة لهما و المحاطة بأكاليل الورد الجوري ذو الرائحة النفاذة ..
لكنها سألت بتوتر
*هل .. هل أبدو جميلة ؟
نظر لها مطولا , من تسريحة شعرها البسيطة , المغطى بإكليل و طرحة طويلة , فشعرها الخفيف بالطبع لا يصلح لأي موديل قد تفكر به المزينة ..
أما وجهها فقد بان هادئا , معتدل الزينة , أظهر عينيها الواسعتين و اكتناز شفتيها ..
*نعم .. جميلة جدا ..
ابتسمت له .. فلأول مرة تشعر انها أنثى بحق .. و أنها جميلة !
*هل تعلمين أن ملامح وجهك لا يليق بها إلا أن تكون سمراء !
همس بها معجبا بملامحها السمراء و التي زادتها الزينة فتنة ..
فعضت شفتها بخجل .. لأول مرة .. يتغزل أحد بها !
تقدمت منها أمها فخورة بها والسعادة بادية على وجهها , لتقبلها بحب وفرح
*زواج الدهر يا شقيتي , كبرتي وتزوجت !
قالت بغصة تشارك أمها فرحتها الظاهرة
*كان حلمك أن تريني عروسا..
لكن أمها أطلقت زغرودة تبعتها عدة من النساء لتقول لها
*بل حلمك .. حلمك الذي لا تذكرينه هو ما كان بشرة الخير لك ..
( انظري للعروس لا تليق به إنه رائع و هو أجمل منها )
( جسمها بدين يجب أن تكون قد خففت وزنها قبلا )
( حظها ذهب )
( أنا أجمل منها , كيف تتزوج هي و أنا لا ! )
سمعت الهمهمات و تجاهلتها .. رغم أن بعضها هي ما كانت تخشاه ..
لذلك أرادت أن تخلى عن الحفل ..
وقف ليسحبها بحب ظهر فجأة على وجهه متجها بها نحو ساحة الرقص ليتمايل معها رغما عنها على الأنغام الهادئة التي صدحت في القاعة ..
( و هل يمكنني التهرب من شيء و قد اقتحم حياتي ! )
هذا ما فكرت به , تريح رأسها على صدره ..
ليغادرا بعد سيل كبير جارف من المباركات و التوصيات ..
*كان زفافنا جميلا
قالها بحماس , لتتسع ابتسامتها و قد انتقل لها حماسه ..
نعم تزوجت و أقامت حفلا و كان ناجحا و جميلا و كانت هي العروس ..
*ناجحا جدا ..
ردت عليه تعض شفتها بإثارة ..
نزلت من السيارة بمساعدته , لقد أحبت سيارته برائحتها الرجولية , التي لم تنتبه لها من قبل في المرة اليتيمة التي ركبت فيها معه  أثناء الخطبة الكارثة ..
كانت سعيدة رغم توترها , و ثوبها و كعبها يزيدانها توترا ..و ما أن توقف المصعد حتى تقدما بصمت و ابتسامة ..
فتح الباب و تراجع خطوة , فتنهدت تستعد لتتقدم حين شعرت بنفسها تطير و هو يحملها بين ذراعيه !
هتفت بذعر
*أنزلني , لست خفيفة سأقع منك .. أنزلني ..
لكنه تجاهلها و دخل بها ضاحكا ليغلق الباب بقدمه
*لن تحرمينني هذا الحلم الذي حلمته طويلا ..
تمسكت به بقوة بخوف
*أنزلني , وزني ليس خفيفا عليك ..
دخل غرفة النوم التي لم ترها خلال زيارتها الماضية ليضعها جالسة على السرير قائلا بصوت أجش من رائحتها التي ملأت رئتيه
*لا تقلقي , سأراقب وزنك من الآن و صاعدا , لكن الآن و بما إني قادر على حملك سأظل أفعلها و حين أجد نفسي غير قادر , سأخبرك على الفور و سأسعى لتصحيح الأمر ..
احمرت بخجل و أطرقت رأسها تهمس بصوت خافت
*سأحاول أن أخفف وزني..
اقترب من وجهها ليهمس أمام شفتيها
*لن أناقش وزنك الآن , بل سأناقش ثوبك , كيف سنتخلص منه ؟
عبست رغم توترها لقربه و قالت بغباء
*هناك أزرار نفكها ليس ملتصقا بي !
ارتفع حاجبيه بخبث
*إذن لنفكها ..
و ما أن امتدت يديه خلف ظهرها لتعبث بالأزرار حتى هتفت بذعر ماذا تفعل ..
همس ببراءة
*أساعدك فقط ..
و لم يسمح لها بالاعتراض , بينما يعطيها أول درس لها بالحب ..
*أنت هي بشرتي ..
همسها بشجن في أذنها لتغفو على ابتسامة الحب ..
غبية كانت لتخاف , وهو يحارب قبلها كل مخاوفها ..
عيناه .. تذكرت وهي تستريح على صدره منهكة .. لقد رأت عيناه تراقصها في حلمها .. ذاك الحلم الذي استيقظت منه سعيدة وترقص ..
حقا كان .. بشرة خير ..
تمت بحمد الله الاربعاء 5 تموز 2017

🎉 لقد انتهيت من قراءة بشرة خير 🎉
بشرة خيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن