« الفصل الثاني »

1.8K 58 70
                                    


مساء اليوم حينما عاد عز الدين للمنزل كان منهكاً للغايه .. لقد ترك المكتب فور رحيل شقيقته تجري باكيه من صراخه بها .. لم يستطع العمل بعدها وهو يتذكر كيف تصرف مع شقيقته البريئه بسبب دناءة جسده الذي يرغب بالحرام .. تعوذ من الشيطان الرجيم كثيراً وقد بات يعلم بأنه رجس من عمله وعليه بالمقابل أن لا يسقط في الفاحشه ويدنس عرضه بنفسه فالله حتماً لن يتركه هكذا .. تنهد بصبر وهو يرجو الله بسره أن يشفيه مما هو فيه عاجلاً غير آجلٍ فإن إستمر على هذا الحال فهو حتماً سيكون من الهالكين .. لكن حاشى لله أن يتركه بحالته هذه فهو أرحم الراحمين .. إستقبلته والدته بوجه متجهم .. قال بتساؤل

- خيراً أماه !! .. هل حدث شيئاً سيئاً لا قدر الله ؟! .

هزت والدته رأسها غير راضيه وعاتبته بقسوه

- ما الذي فعلته لشقيقتك .. لقد عادت للمنزل تبكي وتقول بأنك طردتها من مكتبك .. لماذا يا عز الدين ؟! .. أهذهِ رجواي بك بأن تكون سنداً لها ؟! .

حك مؤخرة رأسه وهو ينظر للأرض بخجل .. ما عساه يقول لوالدته ؟! .. هل يخبرها بأنه فعل ذلك وجُلّ همه سلامتها ؟! .. هل يصدمها بحقارته !! .. قال بحيره

- لقد كنت في مزاج سيء فحسب يا أمي ولم أكن أقصد .. إعتذري لها بالنيابه عني .

تنهدت والدته وقد بدأت تخشى عليه هذهِ الأيام كثيراً فأحلامها به لم تعد تبشر بالخير ابداً كما كانت .. لقد حلمت به بالأمس فقط وراته يسقط في حفره عميقه مظلمه وهو يصرخ ولا احد يجيبه ......... تحس بقلبها مفجوع على ولدها ولم تكف منذ أخبرها عن حاله تدعو له أكثر مما مضى .. حتى أنها نسيت طعم النوم براحه منذ ذلك اليوم ......... قالت له بصوت يملؤه الرفق

- لا تدع مزاجك يؤثر في تصرفك مع من حولك بني فهذا يجعل الأخرين يأخذون عنك فكره سيئه .. والأن هيا إذهب أنت لشقيقتك وإعتذر منها .. قل لها بأنك أسف ولم تقصد ما حدث .. هيا بني .

هز عز الدين رأسه وهو يعلم بأنه لن يفعل فهو ليس مستعداً للمخاطره والدخول لغرفتها وهو يوقن جيداً بأن الشيطان يرافقه والإنسان كثيراً ما يضعف لذلك تجاهل طلب والدته وذهب لغرفته يسجن نفسه بها حتى يأذن الله بأن يفرج عنه من سجن هذا الإثم .. حينما كان عز الدين جالساً لوحده في غرفته يدعو الله وإذا به يسمع صوت يرن بإذنيه

- ( أنت دعوت الله كثيراً يا عز الدين ولكنه لم يستجيب لك لأنك شخص مغضوب عليه .. مصيرك جهنم بسبب أفكارك البائسه بشقيقتك والتي يجب أن تصونها وتحافظ عليها بدل أن تفكر بها هكذا ) .

أجفل عز الدين وقد شحب وجهه وصدره قد إنقبض وكأن صخره تجثم فوقه .. ناشد الله كالمجنون من شدة خوفه مما تخاطر لعقله بوسواس من الشيطان

رغبه شيطانبهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن