« الفصل الثالث والأخير »

1.7K 72 57
                                    

مرت الأيام والليالي وعز الدين في حاله من البأس الشديد .. لولا قربه من الله لكان قد هوى منذ زمن وسلك الدرب الأعوج وقد ضل ضلالاً بعيداً ......... كان يطلب النصح من سماح دوماً ولكن بطريقه غير مباشره .. رغم أنها أصغر منه .. بات يعشق سماع صوتها وهي تتهدج أمامه بالنصائح الثمينه وكيف أن لكل شيء نهايه وأن المصائب لا تدوم بل هي فاتحه للخير وإذا لم يكن هنا فهو بالأخره حيث سيجزي الله العبيد اجورهم على ما صبروا عليه في جنب الله .. صوتها يبعث في أعماقه راحه غريبه !! .. كانت كالملاك الذي أرسله الله إليه .. لطالما جعل لها نصيباً في دعاءه حتى أنه شكر الله كثيراً لأن سماح تعمل لديه هو .. لا أحد غيره .. كانت نعمه خاصه من الله .. نعمه قليل من يدرك أنها كذلك ......... مرت بالضبط سنتين كاملتين قد ظهر فيهما الشيب القليل في رأس عز الدين رغم أن سنه لم يتجاوز الثانيه والثلاثين بعد ......... كان جالساً على سجادة الصلاه يدعو الله في جوف الليل وفجأه باغته النعاس ليأخذ غفوه صغيره رغماً عنه .. كأنه أمر إعجازي .. وقد ذهب لعالم الحلم حيث أراده الله أن يكون

كان واقفاَ في مكان غريب .. الظلام منتشر حوله بطريقه مخيفه .. أخذ يلتفت يمنةً ويسره من دون أن يرى شيئاً .. كان السواد حالكاً من حوله .. صرخ بإيمان صرخةً لامست عنان السماء

- أنقذني يا الله .. أنا عبدك الضعيف المسكين الذليل .. أنقذني بحق من أنقذت فيهِ أُمةً كامله من الظلال .. أنقذني بحق النبي محمد المختار .

فجأه وبقدرة قادِر .. أشرق له الكون وتبدد الظلام من حوله ليشع النور مُبدداً حلكة الظلام ويظهر إسم الله في وسط السماء ...... أجفل عز الدين من نومه وقد كان يشعر بالغرابه مما رآه في حلمه .. للمره الأولى يرى شيئاً كهذا !! .. سبحان الله .. سبح الله كثيراً وقام يصلي .. وهو واقف بين يدي الله إنتبه لنفسه !! .. إنتبه بأن الوساوس قد طارت عن عقله تماماً وبأنه الان حينما فكر بشقيقته بالفعل إشتاق لها كأبنته الصغيره وشقيقته وصديقته .. بكى وهو واقف يصلي بين يدي الله غير مصدق لأنه قد فُرج عنه أخيراً !! .. ظل للصباح جالساً على السجاده يبكي بفرح ويحمد الله على فضله عليه ومنه بأن أنقذه من الظلام الذي كاد أن يبتلعه ......... هكذا هي الحياه تحتاج لصبر وثبات وإيمان قوي بالله متيقناً بأنه سينجيك من كربتك ولو بعد حين .. اليقين بقدرة الله على تخليصك مما أنت فيه .. إن لم تكن موقناً و واثقاً بالله فأنت حتماً من الجاهلين الذين لا يعرفون عن ذا الجلاله ولو بالشيء البسيط .. لقد قضى عز الدين في بركة المعصيه سنتين وعدة شهور ليخرج من تلك البركه من دون أن يتلوث بقذارتها .. إنه إختبار الله له وقد أنتهى .. قاسياً ولكن الأجر الذي فيه يجعل من السموات تنحني إجلالاً

بعد مرور عدة ساعات إرتدى عز الدين أفضل ما لديه من الثياب وعند حلول منتصف الظهيره هرع مسرعاً مستبشراً مسروراً عائداً إلى منزله حيث ينتمي .. بين والدته وشقيقته الصغيره سمى .. إلهي كم يشعر بالشوق إليهما .. دلف للداخل وهو ينادي بصوت جهور مملوء بالفرح

رغبه شيطانبهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن