6

3.7K 41 2
                                    


--------------------------------------------------------------------------------

 لعبة الاستدراج

عاشت لين عشرة أيام مع قلق الانتظار .

ذبلت الزهور مع حرارة سنغافورة ، ولم ينل بيرت الاشارة التي يريد ليرسل غيرها . ومع ذبول الازهار خافت لين على ذبول جهودها وضياع آمالها سدى .

في اليوم العاشر لم تستطع الفتاة التواجد في الفندق اذ كان عليها الحلوال محل احدى المدرسات الغائبات لكل فترة بعد الظهر . وعندما عادت الى الفندق في المساء فكرت بالاتصال بغرفة جوليا ، لكنها فضلت تأجيل ذلك فاستحمت وارتدت ثيابها استعداداً للنزول . وما ان همت بالخروج حتى سمعت طرقاً ، ففتحت الباب لتجد بيرت واقفاً ببزة العمل السوداء ، فحاولت اقفاله لكنه منعها ودخل عنوة قائلاً:

-أود التحدث اليك .

حدقت الفتاة فيه والخوف يملأ قلبها من قساوة ملامحه كأنه اكتشف الحقيقة وجاء ليصفي حساباته . حاولت الكلام عبثاً فاكتفت بالنظر اليه وهو يمشي في الغرفة صامتاً تخونه العبارات ، فالاثنان في موقف حرج وان يكن لكل منهما أسبابه .

التفت ناحيتها وطرق بنظراته كل ذرة من جسمها فارتبكت من هذا الامتحان وسألت بصوت تخنقه البحة :

-ماذا تريد؟

-ستشاركينني العشاء الليلة .

على الفور غمرها شعور بالارتياح فادارت وجهها لئلا يلاحظ ذلك ، وبالفعل اعتقد بيرت رد فعلها دليل غضب فقال :

-لا وجوب للخوف لأني لن أحاول معك شيئاً بعد الآن .

مارست لين الكثير من ضبط الاعصاب لتستطيع مواجهته بوجه هادئ :

-لم افهم قصدك يا سيد داين .

-اعدك بالتصرف تصرفاً لائقاً.

اعملت الفتاة ذكاءها لتفهم موقفه الجديد وتعمل على تحويله لصالح خطتها فسألت :

-ما سر هذا الانقلاب ؟

بدت علامات نفاد الصبر على بيرت فأجاب :

-لا ضرورة لمناقشة ذلك الآن . كل مافي الامر ان فترة غيابي عنك كانت قاسية وادركت انني ارغب برؤيتك . وها أنا الآن امامك ومستعد لتنفيذ شروطك .

-لا أذكر اني وضعت شروطاً معينة .

-لم تضعيها صراحة ، لكني فهمتها من خلال تصرفاتك ومواقفك .

اطرقت لين التفكير بالأمر ثم توجهت الى المرآة والتقطت فرشاة الشعر محاولة اظهار عدم الاكتراث ، لكنها مالبثت ان توجهت اليه سائلة :

-كيف يمكنني ان اثق بك ؟

-لقد وعدتك ووعد الحر دين .

وأضاف لما رأى انها غير مقتنعة تماماً:

~*~*~ البَحث عن وهم ~*~*~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن