-المصيدة
غاب الشاب والفتاة في هيام طويل واقفين في ظل شجرة نخيل على ذلك الشاطئ الفضي الغارق بنور القمر ، ولم يكف صوت الامواج المتكسرة على اقدام الرمال لايقاظهما ، فالعالم بالنسبة اليهما تقلص ليصبح بحجم الحالة الدافئة التي تجمعهما واللحظة المجنونة التي يعيشان .
وأخيراً افاقا من حلمهما على صيحات ضاحكة لمجموعة من الفتيات جلسن في حلقة على الرمال ينشدن اغنيات صاخبة مصحوبة بالتصفيق والقهقهات .
نظر الشاب الى فتاته المغمضة العينين والتي تحاول التقاط أنفاسها بعد تلك اللحظات العاصفة . وقال مازحاً :
-هل غفوت ؟
ابتسمت ، ثم فتحت عينيها اللامعتين وأجابت بصوت ملؤه السعادة :
-لا ، وليس في نيتي ان أنام الليلة !
-حتى ولو كنت بطل أحلامك ؟
زادت الفتاة قرباً من حبيبها وقالت هامسة :
-وما حاجتي للاحلام وانت هنا الى جانبي يا بيرت ؟
لم يقو الرجل على مقاومة الاغراء فشدها اليه لكنه مالبث ان امسك بكتفيها ودفعها عنه بشيء من العنف قائلاً بصوت تخنقه الرغبة :
-آه لو تدركين ماتفعلينه بي يا لين !
ضحكت عينا لين بخبث وحاولت الاقتراب منه ثانية لكنه صدها ، فسألت باستغراب :
-لماذا تبتعد عني ؟
ابتسم بيرت مدركاً ابعاد لعبتها وداعب شعرها الاسود المتروك على سجيته مرتاحاً من عناء التسريحات المتعبة ، ثم قال :
-انت تثيرين جنوني ، واذا لم تتعقلي لاعتبرت نفسي غير مسؤول عن نتائج اغوائك .
اطرقت لين وعلقت بخجل :
-وما أدراك أني لن أكون مسرورة بهذه النتائج ؟
رفعت عينيها نحوه لترى ردة فعله فما كان منه الا ان ضمها الى صدره من جديد قبل ان يضحك عالياً لطرافة طريقة اعرابها عن مشاعرها ، ثم قال بجدية :
-أمامنا متسع من الوقت لنعمق علاقتنا ، فنحن لم نتعرف الى بعضنا الا منذ اسابيع قليلة . كما انك ما زلت صغيرة ...
قاطعته لين بحدة :
-لا اظن ان فتاة قاربت العشرين تعتبر صغيرة على ...
احمرّت وجنتاها وتابعت بتلعثم :
-الكثيرات غيري في الشركة ...
تولى بيرت مهمة اكمال الجملة :
-يقفزن الى اول فرصة اليس كذلك ؟ أعلم ان بعض مضيفات الطيران لا يحترمن سمو العلاقة بين الرجل والمرأة . ولربما كانت ظروف هذه المهنة المتحررة تملي عليهن ذلك . والامر لا يقتصر على المضيفات فلابدّ انك تلاحظين كيف تحوم الفتيات حول الرجال من افراد طواقم الطائرات في الفنادق حيث ننزل ، وقد يكون السبب في الاقبال النسائي على الطيارين ، البزة الوقورة التي يرتدونها وخبرتهم المفترضة في المغازلة نتيجة تجوالهم في مختلف اصقاع العالم وتعرفهم الى كل انواع نسائه .

أنت تقرأ
~*~*~ البَحث عن وهم ~*~*~
Mystery / Thrillerالعنوان الاصلي لهذه الرواية بالانكليزية ~*~*~The Judas kiss ~*~*~ - سالي ونتوورث