((

4.3K 91 15
                                    


-انقلب السحر

أعلن صوت المذيع في مطار نيس الفرنسية : نأسف لاعلام المسافرين الكرام ان اقلاع الطائرة في الرحلة رقم 907 المقررة الى لندن سيتأخر نحواً من ساعة لأسباب طارئة .

كانت هذه المرة الثالثة يعلن فيها عن تأخير والمسافرون جالسون في قاعة الانتظار يتململون شاكين . اما لين فلم تجد سوى اعادة تصفح مجلة الازياء التي في يدها للمرة الثانية والنظر الى ساعتها حيناً بعد حين وعقاربها تقترب من السابعة مما يعني انها لن تصل الى شقتها في لندن الا في وقت متأخر من المساء . غير ان غداً يوم عطلة فيتاح لها النوم قدر ما تشاء وتعوض بعضاً من ارهاق الاسبوعين الماضيين .

فوظيفتهما في فرع العلاقات العامة التابع لاحدى كبريات شركات صناعة الالكترونيات في انكلترا اوجب عليها التنقل مع زبائن كبار في فرنسا وسويسرا حيث اطلعت على سير الامور في التحضير لمعرض ضخم لمنتجات الشركة سيجري افتتاحه في الشهر المقبل . وبرغم التعب تجد متعة في عملها الذي حصلت عليه فور رجوعها من تونس ، ذلك لأن فيه تحدياً وتجدداً دائمين في التعامل مع الزبائن وفن اقناعهم بجودة المنتجات التي تصنعها الشركة وحملهم على التعاقد لشراء كميات منها بأسعار عالية تناسب أهمية الصناعة الالكترونية المعقدة . غير ان عملها الذي مر عليه اكثر من سنة حتى الآن بدأ يرهقها ، ومازاد الطين بلة تأخر الطائرة التي ستعيدها الى لندن بعد أربعة عشر يوماً من الرحلات السندبادية بين فرنسا وسويسرا .

وعندما سألت مكتب الاستعلامات عن طائرة أخرى متوجهة الى لندن افيدنت ان الرحلة الوحيدة الى هناك الليلة هي على متن طائرة تابعة للشركة العالمية ستتوقف في نيس في طريقها من كوريا الجنوبية الى لندن . وبالطبع فضلت لين الانتظار على ان تغامر وتستقل طائرة قد يشاهدها فيها أحد زملائها أو زميلاتها السابقين برغم انهم لن يتعرفوا اليها بعد عملية تغيير الوجه ، والآخرون الذين قابلتهم في سنغافورة لن يتعرفوا اليها كذلك لأن شعرها عاد الى لونه الطبيعي وعينيها تحررتا من العدستين اللتين رمتهما في تونس مسرح انتقامها الرهيب من بيرت.

ومع ذلك يظل الابتعاد عن الشركة العالمية آمن واحسن تحسباً للمفاجأت.

بعد نصف ساعة قامت لين لتتناول مرطباً وما كادت تنتهي حتى اعلن المذيع عن اقلاع فوري للرحلة 907 من الباب رقم 11 بعد ابدال الطائرة بأخرى . فتوجهت فوراً الى الباب المحدد وتم نقل الركاب الى الطائرة حيث سادت الفوضى في احتلال المقاعد وتقسيم الطائرة منطقة للمدخنين واخلاى لغير المدخنين .\وجدت لين لنفسها مقعداً قرب سيدة عجوز فجلست وربطت حزام الامان اذ بدأت محركات الطائرة تدور استعداداً للاقلاع .

وراحت احدى المضيفات تتفقد الركاب في مقاعدهم وتتأكد من ربطهم الاحزمة فوصلت الى لين التي رفعت عينيها لترى المضيفة ترتدي بزة الشركة العالمية للملاحة الجوية ، فسألت :

~*~*~ البَحث عن وهم ~*~*~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن