أوس

12 0 0
                                    

فتحت الباب ومن شدة الظلام لاأرى حتى يداي ...اهلا أبي امساك الله خيرا
تفاجأت حين دخل البيت ونظرت إليه ليس بأبي

أنه شاب طويل ذو بشرة سمراء وعيون كبيرة سوداء لم يكن شعره بالاسود القاتم مبللاً بالمطر الذي انزل قطراته من شعره الى جبهته
يحمل على كتفه الأيسر حقيبه صغيرة ويمسك بيده حقيبه أخرى يبدو انه عائد من سٙفر
حين سألته

مٙن أنت ؟؟

كان جوابه بسؤال مٙن انتي؟؟ هه..انتي دموع ؟فعلا تغيرتي كثيرا ..اذكر اني رأيتك عندما كان عمرك ست سنوات

نادت زوجة أبي مع مٙن تتكلمين وخرجت من غرفتها تتفحص الأمر

هذا انت !!!!!  أوس

ركض أوس إليها وحضنها وهو ينظر لي
بنظرات ليس لها أي تفسير نظرات بسيطة بلامشاعر حب او كره



يكملان الحديث أوس وزوجه أبي التي اجلسته بجانبها على الأرض وهي تسأله متى عاد من السفر وكم هي مشتاقة إليه ولما لم يراسلها كل هذه السنين؟؟؟...حيث يجيبها أوس بأنه للتو عاد من من سوريا ولتعكر الجو لم يستطيع الوصول إلى أهله في أواخر المدينه

ما فهمته من حديثها أن أوس أخاها ويسكن في منطقة ريفية بعيدة عن بغداد وعاد للتو من السفر في زيارة إلى أهله


جاء أبي وهو كالعادة مثملاً لا يستطيع الوقوف ثم تبادلان السلام أبي وأوس وتركهما وذهب للنوم

نادتني زوجه ابي بأن احضر لأوس الملابس والطعام واعتني به إلى أن تستيقظ اختي في الصباح

اهلا بك في بيتنا انا حقا اسفه لأني لم اتعرف اليك في البداية
لم يجيبني أوس ولو بكلمة كانت إجابته عبارة عن ابتسامه كان يعني بها أنه لا يهمه الأمر ...تركته وذهب لأعد له الطعام
في ذلك الليل والجو الممطر جرحت يدي وانا في المطبخ

وضعت عليها قطعه شاش خفيفة وذهبت له ... ناظرني نظرات غضب وتعجب كيف لي ان اعد له الطعام والملابس في هذا الليل والكل نائم وزاده تعجب حين نظر إلى يدي والدم بدأ يخرج عن قطعه الشاش

أوس:-
ماهذا ماتفعلين في هذا الليل ؟هل طلبت منك كل هذا..الكل نائم لمٙ أنت؟اعتقدت بأنكي ذهبتي للنوم

مٙسكني من يدي  وهو ينظر لي بغضب وحين انتهى من تعقيمها .. كنت  صامتة لا أعرف مااقوله 
.راودني شعور غريب جدا هل حقا هو اهتمام واذا كان كذلك اذاً لماذا يهتم بي ولكن من شدة النعاس اختفت كل تلك الأسئلة ولم أشعر الا حين استيقظت صباحا حيث لازال الجو شبه مظلماً كان الغيم يخفي خلفه الشمس
رأيت أوس نائم بالقرب من اخي في زاوية الغرفة القريبة من الباب 
 
وانا جالسة اتذكر ماحدث ليله امس حتى صدمت يدي في الأرض تألمت ونهضت سريعا لأعيد تضميدها .....أربكتني خطواتي لأقع على يد أوس

تدلى شعري على وجهة زاد ارتباكي اكثر وانا احاول ان اسحب شعري بهدوء حتى لايستيقظ
لكن ماحدث هو استيقظ أوس وانا انظر اليه نظرات اسف وهو ينظر لي كأنه يقول لي كيف انتي هكذا؟؟

بعد أن أزاح خصلات شعري عنه نهضت سريعا لأقول له اسفه ...وعندما أراد أن يجيبني جاءت زوجة أبي لتوبخني عن ماذا تتأسفين ياشؤؤوم ماالمصيبة التي فعلتيها هذه المرة
تأخذني نظراتي الى  أوس لأنظر له تارة وانظر للشريرة تارة أخرى
قطع توبيخها أوس وهو يطلب منها أن تتصل بأمه كي يكمل رحلته إليهم
وانا ذهبت لأعد الفطور لهم وانظر إلى يدي مغطاة بالدم والى اختي كيف هي نائمة وليس عليها مايحملها هماً

كنت في المطبخ و شعرت بحركة خفيفة خلفي التفت حولي ورأيت أوس كان يختلف عن أخته تماما وفي كل شى يختلف

بدأ أوس يسألني كيف اصبحت يدي وفي أي المراحل الدراسية أدرس  وكثير من الأسئلة


شعرت بأنه اهتمام واحيانا كنت أشعر بأنه فضول لكني أجبته فأصبح
يلاطفني ويمازحني كثيرا وعندما سألته متى تذهب لمدينتك إجابني بأنهم ليسوا في المنزل هذه الأيام وكانت مفاجأته لهم بالعودة قد فشلت ...ماذا تريدين ان تتخلصي مني؟؟
لااا  العكس ....


شعورا الراحة راودني في كل مرة أراه واحادثه بالرغم من انزعاج أبي و زوجته

لم أقصد أن أسمع الحديث الذي دار بين أوس واخته الذي كنت أنا محوره
سألها أخاها لم تكرهني كل هذا الكره ووصفني بطيبه وملاك ولم معاملتها لي تختلف عن اختي عندما سمعت حديثه بدأ قلبي بالخفقان والخوف  أعلم بعد كل حديث يشبهه الضرب والإهانة




كانت إجابتها لأوس بأنها تكرهني كرها لو كان حب لانتهى  العالم بأسره وأيدت حديثها بأن امي هي من تزوجت أبي واختارت لتكون زوجة ثانية حتى خسرت حياتها وانتقامي من ابنتها هو عقاب لها
لأنها جعلت زوجي اسير لها ولحبها جعلتني احلم بحب وود منه

كان أوس يحاول ترقيق قلبها ليس للحب وانما لتتركني بشأني
دعيها تتزوج لتنسي أمرها وتجعلي الراحة من نصيب فتاة لم يكن لها ذنب بما فعلت أمها
لكن لافائدة من كلامه فالحقد الذي يتغللها كان طاغي على الحب
قضى أوس ثلاثة أيام في بيتنا كانت هذه الأيام القليلة اجمل ثلاث ايام في حياتي
لم اعرف معنى الاهتمام الى حين أتى الينا
بدأت زوجة أبي تشعر باهتمام أوس وانجذابه

انا مَن اخترتُ الجنونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن