وماهي الا لحظات قليلة لأشعر ان هناك من سحبني من يدي واجلسني ...انه عمر...ماذا تُريد ....(اعتذر عن ماقلته لكي..أرجوك اقبلي اعتذاري وان كنت ترغبين ان نكون من الأن اصدقاء ..)
قلت له بسخرية ...اصدقاء؟؟كيف تكون صديقي واخاك هو أدهم الذي تزوجني غصباً مني ؟
قال لي بأنه عمر وزوجي يكون أدهم فكيف لي المساواة بينهم ...أخذ عمر يتكلم عن نفسه ولما هو الى الأن لم يتزوج وخيانه حبيبته له التي جعلته يترك عمله ويكون سجين في هذه الغرفه ....وزوجة اخاه المريضة بسبب افعال اخاه أدهم ...كما قال لي بأني لست أول من يتزوجها بعد مرض زوجته ....كان يتزوج الكثير ولكنهن غير قادرات على العيش معه لذا يقوم بطلاقهن
وهو أراد ان يتزوج بعراقية فقيرة من بلده حتى يجعلها تخدمه وزوجته التي جُن بحبها ولكنه كان سبب مرضها وصدمتها بسببزواجه من فتاة عشرينية قبل عشر سنين مضت لأنجاب منها
الأطفال ولكن الصدمة كانت عندما عَرف انه السبب في عدم
الأنجاب ومنها بدأت تصرفاته الغريبة وزواجه من كل فتاة تعجبهكان عمر يتكلم وماكنت انطق حتى تلك كلمات المواساة ماعادت تخطر لي...حيث طوال ماكان يتكلم كُنت افكر في أوس وتلك النار التي تلتهب بي كلما ذُكر اسم الحب
ومالقيت نفسي إلا وأنا اتكلم معه عن أوس وقصه حبي له وكيف زواجي من أدهم هو من منعنا من الزواج تكلمت له كل ماحدث لي وماهي حياتي وكيف ماتت والدتي ولم أراها وعن امي الثانية وهي خالتي
كان عمر يتعاطف مع قصتي كثيراً وكان يشعر بمااشعر به من ألم الحب والفراق وفقدان الأهل
وبعد طول الحديث معه ومعرفتي به وعائلته جميعاً طلبت منه ان أكلم
خالتي في ذلك الهاتف الذي رأيته في غرفته ...لم يُمانع ذلك بل على العكس
لكني ترددت ان اقوم بتلك المكالمة مع خالتي في وجوده كما كان هناك خوف يرهبني من ان يجيبني زوجهامَر اكثر من اسبوعين وانا احاول ان اكلمها لكن عمر ماكان يخرج من البيت ..وعندما يخرج في المساء كان أدهم قد اتى ...
كُنت ممرضة لزوجته وزوجة له وخادمة في البيت .. يأتي ليلاً مثملاً متعب ماكان يحدثني او يكلمني عن اي شئ ...يجلس لساعات في غرفه زوجته...وفي احدى المرات مررت من جانب غرفتها وهو يجلس هناك ..كُنت أسمع صوت بكائه واعتذاره منها ويطلب منها ان تسامحه ....دخلت عليهم تلك الغرفه وانرت فيها الضوء رأيته بحالة كئيبه يرثى لها من
الألم والبكاء والندم يجلس اسفل ذلك السرير الخشبي أما هي كانت نائمة لاتسمعه ...ادركت انه يُكلمها عندما تنام لأنه ليس شجاع بمايكفي ليواجهها ..قلت له ذلك (أنك اناني وتأخذ ماليس لك كما تزوجتني وأنا لستُ لك وكما تركت تلك المراءة الضعيفه وتزوجت )وما أن قلت له ذلك حتى ظهر وجهه الحقيقي وانعكست ملامحه لوحشٌ مفترس افترسني بلكماتٌ واهانات ...دفعني خارج تلك الغرفه واغلق الضوء فيها وخرج ليكمل تمزيقي وضربي كان متفنناًُ في اماكن وطرق ضربه لي ....ماتركني حتى نقذني عمر من يديه واخذني الى غرفته بعد ان تركنا ادهم وخرج من البيت
كان يحاول ان يهدأ تلك عاصفه البكاء ويقف الألم الذي اعتراني في كل مكان في جسمي
لكني ماكُنت اهدأ من الصراخ والعذاب الذي اعيشه كل يوم
وفي اثناء جلوسي في غرفته وبعد ان تركني عمر وغادر الغرفه وقعت عيناي على ذلك الهاتف الموجود هناك مسكته واتصلت بخالتي فلم تجيب
الا بعد تكراري لذلك الأتصال مرات عديدة حتى سمعت ذلك الصوت الدافئ الذي اعاد لي الحياة واثار اوجاعي وذكرياتي وكأني لم اسمعه منذ سنين انفجرت بالبكاء فعرفت من خلال بكائي اني دموع ...اخذت تبكي لبكائي وتسألني عن وضعي وعن زوجي ..
(اني لستُ بخير لستُ بخير لدرجة كبيرة من الألم والوجع من فراقي لكِ ومن شوقي لأوس من حرماني من شبابي ومن قسوتهم معي ومن بيعي مجاناً ومن استغلالي ...متعبة من كل شئ من كل شئ )
أنت تقرأ
انا مَن اخترتُ الجنون
ChickLitقصة فتاة اختارت الجنون وفضلته على العقل ماالسبب ياترى وماهي الظروف التي جعلتها تختار الجنون