انا مَن اخترتُ الجنون

رحيلي من عالم بشع الى ابشع

خالتي كانت منغمرة في اعمالها وواجباتها ...زوجها كان كلما دخل للمنزل وخرج حدق بي  بنظرات اهانة وذل وكأنه يقول لي انا لاأطيق رؤيتك
وبعد ان انتهت مراسيم وفاة ابي الذي لم احضر سوى يوم واحد فيها

سمعت  خالتي وزوجها يتحدثان وعندها انزعجت خالتي كثيراً لأنه كان لايحب بقائي في البيت
كانت تجيبه بأنها ستعيدني الى بيتي قريباً
وصل الأمر بينهما اكثر تعقيداً بسبب وجودي
كان يعتقد بأني مراهقة وقحة لاتحسن التصرف وهو لديه شاب مراهق يخاف عليه   ..
كانت خالتي توضح لي ذلك بطريقة اخرى اعتقادا منها بأني لاافهم ماتقصده
كانت تود كثيرا ان ابقى معها لكن زوجها وخوفه مني يحيل دون ذلك
ماكنت افعل شيئا الا الصمت.

صدمت حين اتت سمر  في اليوم الاخير من مراسيم وفاة ابي
قالت لي بأنها جاءت لتواسيني وتطلب مني ان اعود للبيت لأن  اختها فعلت ذلك بسبب حزنها على ابي
اسباب غير منطقية وكلام مربك كان ذلك يتضح عليها
قلت لها حينها بأن تقول لي سبب مجيئها لأني لااقنع بكلامها الذي قالته بسبب تلكئها وارتباكها
نظرت في عيني وقالت لي بأن أوس يريد ان يتكلم معي وهو  في حالة قلق  منذ رأني أبكي
دخلت خالتي ونحن مازلنا نتكلم عن أوس الأمر الذي جعلني اتكلم لها كل شئ حدث  بيننا
صدمة خالتي كانت واضحة في عينيها الذي هم اغلى ماأملك في هذه الدنيا الكبيرة

اخذت خالتي لاتكلمني  طوال اليوم ...كان يبدو عليها ملامح الزعل ....
ملاحظات زوجها على تصرفاتي واسلوبي على طريقه كلامي ازدادت كثيراً 
في محاولة منه ليجعلني اغادر منزلهم...وكثيرا مايجرحني ذلك الكلام ولكن لاسبيل اخر اتبعه.....

وعندما رأني اجلس مع ابنه في نفس الغرفة التي لايوجد غيرها في البيت غضب كثيراً ووصفني بعديمة التربية

جميع مَن كانوا حولي كان لايهمهم مشاعري ولا مايجرحني ومايهمني ....إما انا كان كل ماأهم به هو مكان اعيش فيه ....بعيدا عن الحب والاهتمام

وقبل الساعة الثامنه ليلا وضَحتُ لخالتي كل مايدور في خَاطري ...فقلت لها بأني مغرمة في ذلك الشاب واعشقه لدرجة كبيرة لايمكنني وصفها .....ولكن ليس لعشقي نهاية ولا لحبي زواج
ذاك ماارغب به ولكن ليس كل مانرغبه يأتينا
قالت لي وماذا تقصدين ؟؟!
إجبتها بأني سأنساه وسيصبح اجمل ماضي سيصبح جزء من احلامي التي لم يتحقق منها شئ
سأتناسى أوس كما تناسيت امي وكما غفلت عن حنان ابي .....
سأبتعد عنه ياحبيبتي .....

عندها حضنتني وبكت وقالت لي بأنها ستزوجني اياه وانها غضبت مني
لأنها تخاف عليَ كثيرا وتخاف ان يكون من الشباب الغير مسؤولين المراهقين ....

كانت هناك غصة الم تمنعني من الفرح ومن تصديق ذلك الكلام الذي قالته لي ....ليس لأنها تكذب ولكن لأني حياتي تخلو من الصدق....

لم تمضي الا ساعات قليلة واتى أوس الى بيت
خالتي .... اعتقد ان سمر وصفت له تماما ما امر به وماهي الأجواء التي اعيشها مع خالتي وزوجها وكيف تعاملت معي اثناء وجودها ......
كنت حقاً مصدومة من مجيئه ...ولااعرف انه يريد مقابلتي هنا لان حديثنا انا وسمر انتهى عندما صرخت خالتي بوجهي وصَدمَتها بالعلاقة التي تجمعنا انا وأوس ...
مرةً اخرى التقت نظرات تلك العيون التي سحرتني وغمرتني سعادةً بنظراتي التي اخذت تلاحق خطواته وهو يسير الى تلك الغرفه