انا مَن اخترتُ الجنون

                           
                    انا من اخترت الجنون

  للكاتبة فاتن عبد العزيز الجبوري
  AL-azeaz Abd Faten
جميع الحقوق محفوظة للكاتب
لايجوز طبعه ونشره الا بأذن خطي من الكاتب

تكملة
  

كان أوس يحاول ترقيق قلبها ليس للحب وانما لتتركني بشأني
دعيها تتزوج لتنسي أمرها وتجعلي الراحة من نصيب فتاة لم يكن لها ذنب بما فعلت أمها
لكن لافائدة من كلامه فالحقد الذي يتغللها كان طاغي على الحب
قضى أوس ثلاثة أيام في بيتنا كانت هذه الأيام القليلة اجمل ثلاث ايام في حياتي
لم اعرف معنى الاهتمام الى حين أتى الينا
بدأت زوجة أبي تشعر باهتمام أوس وانجذابه لي حين رأته يحادثني في أبسط الأمور ويدافع عني أمامها

اما الذي جعلها تشعر بالغيرة والانزعاج وجلعها تلتهب حقدا اكثر من السابق  حين تشاجرنا انا واختي وهو دافع عني أمام زوجة أبي ومنعها من ضربي

الاانه لايوجد شخص يمنعها عن أهانتي وضربي فاستمرت به أمامه وبغيابه
الى ان اصبحت عديمه الثقه بنفسي لايمكنني ان ادافع عن حقي لااعرف معنى شئ في هذه الدنيا سوى الضرب القاسي
ليس لدي سوى الدموع التي أصبحت لاتجدي نفعا مع قلب لايعرف الرحمه مع اب ينتقم من ابنته ومع امرأة ليست بأمي مع خالتي التي قطعت علاقتها بي بسبب زوجها
ادى ذلك الشجار الى ضربي وذهبت هي واختي الى حيث لا اعلم وتركتني مع أبي وأوس
أبي الذي كان لايعرف سوى النوم
وعندما بكيت امام أوس  بدأ يهدئني ويتكلم بمحاولة منه لتغيير الواقع لكن لافائدة
قلبي يخفق بقربه تارة أشعر بالخجل وتارة اتكلم معه عن مأساتي لااعلم لماذا اتكلم مع وهو أخاها ربما لانعدام اصدقائي وربما وربما......

ذهبت للنوم مساءً كالعادة لكن مبكرا لأني شعرت بالتعب الشديد

استيقظت صباحاً وانا جالسة في مكاني حيث دواراً يصيب رأسي يبدو اني مريضة

اسمع نداء زوجة أبي لكن لااستطيع أن أجيبها
تستمر بالصراخ اين انتي ياشؤؤوم دخلت الغرفه حيث كادت عيناها أن تخرج من محجرهما وهي تناظرني كيف مسيقظة ولم اجيبها ثم تأتي وتركلني بقدميها وتصرخ انهضي
لم احرك ساكنا ليس لدي القدرة على تحريك يدي وجسمي بدأ بالانتفاض من الحرارة
يبدو أن أوس استيقظ ايضا على إثر صراخها كذلك اختي واخي ايضا

مسك أوس يدي  ووضع يده الأخرى على جبهتي لأزداد انتفاضا
سمعته يقول لأختي أن تجلب لي قطعة قماش وماء كي تخفض حرارتي

لكنها تجيبها بابتسامه ساخرة ياخالي انها كاذبه تدعي ذلك من أجل
الاهتمام ودائما ما تدعي ذلك صدقني انها تكذب
أما أوس لم يتأثر بكلامها اطلاقاً وفي دهشة منهم جميعا حيث الشريرة تقف إلى جوار باب الغرفة تشاهد مايحدث واختي تجلس الى مكان نومها واخي ايضا
يقوم أوس ويأتي بقطعه القماش المبلله ويضعها على جبهتي  يداه
لامستني انا حقا محظوظة
شعور غريب راودني على الرغم من أني اشعر بالزكام وارتفاع الحرارة لكنه راودني ذلك الشعور      الذي جعلني اتمنى لو اني مع أوس ولا يوجد مايكون في حياتي غيره
ذلك الشعور والتمني غلبني وغلب تفكيري كلما لامست يداه شئ مني كلما زاد اهتمامه وكلما سألني عن شئ يخصني
وعلى الرغم من انه قرر اليوم يذهب الى اهله حيث تلقى اتصال بعودتهم الى البيت
لكن الحالة التي مررت بها جعلته يؤجل ذلك لساعات
الكل ذهب ليكمل يومه زوجة ابي ذهبت للسوق  واخي ذهب لمدرسته اما اختي فلااعلم كيف هي  اليوم اعدت الطعام