الى الجنون

19 0 0
                                    

لكنه كان عنيد عنيد جداً
كأنه لم يسمع ماقلته ..اخذ يركض الى الطابق الاعلى من البيت حيث توجد غرفتي

فتحتُ الباب ليدخل أدهم ...كانت علامات الخوف والقلق تبدو على وجهي ...يداي ترجف أخذتُ اتلكأ بالكلام وهو يسألني عن نوع
العشاء لهذا المساء مازاد في تلكؤي  لأني لم اطبخ شيئاً في ذلك اليوم بسبب أوس
اخذ يصرخ بصوت عالي عن اهمالي حتى اخذته تلك العصبيه التي كان عليها الى ضربي
كُنت احاول اني اخفض صوتي كي لايسمع صراخي أوس فاضطررت الصعود الى الاعلى
لكنه سمع صريخه وأهانته لي ...



لم أكد أشعر الا بتلك الدفعات  من اعلى الدرج  ...سمعت صراخ أوس وهو يهدد أدهم ويضربه ..ماكنت اسمع من أدهم سوى تلك كلمات السؤال والاستغراب ...كيف اتى ومن هو وماذا يفعل في بيته؟؟

ادركت خلالها انه غير قادر على تحمل شخص يضربني
كُنت اغرق في ذلك الدم ..شعرت كأن روحي تخرج للسماء وانا انظر لجنيني وهو يسقط مني مع تلك قطرات الدم










أوس
تسألني مَن انا؟؟انا النصف الأخر لها انا حبيبها الذي حرمتها رؤيتها انا الذي ستعود معه الى بغداد
أدهم
هه...سيكون حلمك الذي تنساه عندما تستيقظ
احلم ...وانا اعيش احلامك ...سأقتلك واقتلها ..انت في الشام لاتنسى ذلك وليس في مدينتك
كُنت اسمع ذلك الحديث واحاول النهوض من مكاني لأمنعه من قتل أوس ..ماكُنت أستطيع كان الدم يملئ ثيابي ....احاول الوقوف واحاول النطق بأسمه
اخذت ازحزح  جسدي لأصل لتلك الباب التي تطرق
كانت خطوات قليله لأصلها لكني غير قادرة ...
سمعت عمر ينادي ...افتحوا الباب ...يادموع مابكِ ماذا يحدث هنا ....كان يسمع صراخ أوس وأدهم
كسر عمر الباب ودخل للبيت




لكن ماحدث ....

قتله أدهم ...قتله ذلك الوحش القبيح . غرز في قلبه ذلك السكين ليته غرزه في قلبي
خرجت روحه لتتركني في هذا العالم الجشع

مارأيته ليس بصادم ...وانما أماتني وأمات كل مشاعر الحب والكره
ياأوس اتسمعني (أنا من جئتها من بغداد لترى عيناها ...انا من احببتها وعشقتها ...لماذا تتركني في هذه الغربة )كان نائم ليس بميت ...انا رأيت عيناه مفتوحتان ويداه مسكت يداي ...لم اكذب هذه حقيقه كان نائم انه كان يحلم
ياحبيبي
لايحق لك ان تعشقني وتغادر ..لماذا تموت وانا احيا
لايحق لك ان تتركني غريبه في الشام ...استيقظ ياأوس انه ليس زوجي انه مغتصبي انه اغتصب شبابي انه مجرم ...كيف كنت تكذب وتقول لي لن أترككِ


أوس ...لما لاترد ....انا دموع
أوس ...شجرة العنب اصبحت اليوم يابسة
اتذكرها ياأوس ...اتذكر حين بحت لي بحبك ليلا الى جانبها ....
فقدتُ جنيني وماهمني ذلك ...لكن لايمكنني  فقدك
لما لاتجيبني ؟؟ليس كعادتك لاتجيب عندما انادي بأسمك

لكن نوم أوس هذه المرة كان مختلف ..
فقدته للابد....وفقدت معه عقلي









بعد مرور شهر
حكم القاضي ببراءة أدهم من التهمة الموجهة اليه بقتل أوس ...لانه ادعى بأني خائنه وهو كان يدافع عن شرفه

أما انا كنت اتجول في الشام ليلا ونهاراً....لامكان لي
لأبقى فيه ...عندها اصبحت بلا عقل ولاتفكير سوى تلك الجريمة وفقدان أوس 

حتى ادخلوني الشاميين تلك الى هذه المستشفى اعتقاداً منهم اني مجنونة
وكان ذلك الحل الأمثل لنسيانه ...لكره عشقه ...
حديثي مع المجانين ارحم من حديثي مع البشر








          عودة للحاضر

لين:_ وكيف اختياركِ للجنون وانتي لستِ بمجنونة
دموع :_ بعد طلاقي لامكان لي سوى ترحيلي الى بلدي العراق ...كان يجب ان اخفي هويتي كي لااعود الى زوجة ابي
كان علي ان ادعي الجنون وانكر هويتي بجنوني وبالنسيان
لين. ..
(لين هي احدى من اطباء المرضى النفسيين في مستشفى ابن سينا )
كانت دموع تصيبها حالات من الاغماء تصل لأيام اوربما اسابيع وبعدها تستيقظ منه
كانت اخر حاله اغماء لها استمرت لمدة شهر متواصل
بعدها تبين انها ميته منذ يومين





ماذا الأن ....
التوقع بنهاية سعيدة اشبه بمشاهدتك لفلم عربي او مسلسل وانت تعرف حقاً نهايته المعتاة  النهايات المتوقعه لكل مسلسل ...
فقط في الافلام يتزوج البطل من البطلة وينجبان طفلان بعيون زرقاء فقط في المسلسلات ...
إما في الواقع ...فلاتوجد  كل هذه الدراما ...هناك العادات والتقاليد وهناك الفراق والألم
كما في الواقع لاتتحقق الأحلام
قصة دموع هي فتاة من بين الكثير من الفتيات الذين عاشوا قصتها وظلمها لكن الاختلاف الوحيد هو اسمائهم وهوياتهم





لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 01, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

انا مَن اخترتُ الجنونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن