أغلقت الباب وراءها ، و راحت تلتقط أنفاسها ، كأنه نهاية عالمها ، قلبت عيناها الخضراوتين أرجاء الغرفة بحثا عن مخبأ ، فوقعت مقلتاها على خزانة مهترئة مرمية في ركن الغرفة ، فهرعت إليها بخطى سريعة ، فرمت نفسها في الأحضان الخشبية للخزانة ضمت ذريعتيها إليها و راحت تدعوا الرب النجاة من تلك العجوز الشمطاء التي تلاحقها ، لم تلبث ثواني الا و سمعت ضجيج خطى مألوفة لديها صوب هذه الغرفة تصاحبها صوت أجش .
العجوزة : أين أنتم يا خرفان !! نطعمكم و نأويكم و تعاملوننا في الأخير كالجرذان !! تبا لكم و لأخلاقكم!
دلفت إلى الغرفة امرأة مسنة قصيرة تبدوا في عقدها السادس ، تكسو جسمها ملابس خادمة قد رثت لقدمها ،يعلوا وجهها مسحة غضب و تكاد شظايا الغيظ تتطاير من عيناها و راحت تدير رأسها يمينا و شمالا بحثا عن الصغيرة المختبأة ،بينما هي كذلك تسلل إلى أذنها صوت أنين من الخزانة المنسية ،بخطوات حازمة توجهت صوب الخزانة .
العجوز: و....ج.....د.....ت....ك
فتحت الخزانة و إذا بها تنظر الى صغيرة يقارب عمرها العاشرة ،أمسكتها العجوز من يدها و راحت تقودها خارج الغرفة ..
الطفلة : فكي يدي يا أيتها الشمطاء ، تكاد يدي تطير من شدة جذبك لها..
العجوزة: يا فتاه !! ألم يعلمك والدك مكارم الأخلاق ، آه آه نسيت أنه قد رماك هنا في الميتم فور وفاة أمك ، ماذا أنتظر من قذر مثله أن يعلمك !!
الطفلة : من أنت لتلقبي إبي بكلام الشارع ، سوف أخبره حين يأتي ،و حين يأتي سوف تكون حياتك جحيما !!
العجوزة : يأتي ؟؟ لن يأتي !! حالك كحال تلك الخزانة ،منسية ، مرمية في ركن مهجور تماما !!
الطفلة : لكن أبي سيعود !! سيعود حتما لأخذي ،هو ليي من النوع الذي يتخلى عن أطفاله.
راحت العجوز تضحك و تتبع الضحكة بأخرى مثلها ثم قالت : كباقي الناس ،رجل ذو وجهان ، قناع يخفي وراءه وحشا أعاذنا الله منه !عزيزي القارئ ، اذا أذن الآذان للصلاة بينما أنت تقرأ القصة فاسرع اليها فالقصة تنتظر و الصلاة لا تنتظر
أنت تقرأ
أيلا و الذئب
Aventuraسرحت شعرها الأشقر على شكل قرنان ، أخذت رداءها الأحمر ، و راحت تشق السبيل بخطوات أمل ، صوب مدرسة النجوم ،أو بالأحرى غابة الوحوش ، لتلتقي بالذئب ... ليست القصة عن الذئب الذي كان عدوا لليلى بل القصة عن الذئب الذي صادق أيلا هذه القصة مناسبة لكل الأعما...