يوم مع الصحون

81 6 1
                                    

توقفت العجوز امام باب المطبخ مهترئ، قد بلغ عمره آلاف السنين ،و أكل الدهر باقي أجزائه ، امسكت العجوز بالمقبض ، الذي حاله أسوء من حال الباب و دلفت الى داخل المطبخ لتري أيلا عقابها ،لتري أيلا مكان الصحون لتغسلها !
بعد ساعات و دقائق و ثواني ، كانت الصغيرة لا تزال تغسل الأواني ، وقفت خصلتي شعرها الشبيهتي بقرني الثور الهائج من شدة الغضب و راحت تصرخ بصوت متعجرف
ايلا: "" هم يشبعون البطون و أنا هنا أغسل الصحون "".
بينما هي كذلك تسللت الى أنفها رائحة زكية ، حروفها شهية مصدرها القدر الذي كان موضوعا على الطاولة التي تشارك أخوها الباب و المقبض في كونها مهترئة أيضا ، بخطى ثابثة و هادئة ، توجهت صوبه ، بعد ان استسلم بطنها للجوع ، لما كادت تفتح القدر امسكت بها العجوز من أحد قرونها و هي تقول : "" يبدوا أنك نسيت عقابك و انشغلت ببطنك ، هلمي ! هلمي ! لكي تغسلي صحونك ""
أجابت أيلا بنبرة صوت مستهزئة :
"" حاضر حاضر يا عمة و الآن هل لك ان تفكي يدك عن خصلة شعري "" لم تفك العجوز يدها بل زادت من قبضتها : "" ألم نتحدث من قبل عن الآداب ""
ايلا : أي و الله ، يا عمة ماريا يا اجمل العمات ، هل لكي ان تفكي يدك الحسناء عن شعري الجميل ؟؟""
ازالت ماريا يدها عن شعر أيلا ، و شقت الطريق نحو القدر لتحمله لمكان آخر بينما راحت آيلا لتكمل عذابها مع غسل الصحون ،

أيلا و الذئب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن