قرر عماد التفكير جدياً فى مستقبله فلا مجال لتضيع الوقت فتحدث إلى أخيه للبحث عن فكرة مشروع يستثمر به أمواله
وفى نفس الوقت بدأ البحث عن شقة الزوجية وبعد ثلاث أشهرمن البحث لم ينسى فيهم الوقوف أمام نافذة غرفته
ليطمئن على محبوبته ويمتع عينيه برؤيتها الخاطفة حين تفتح أو تغلق النافذة
قرر هو وأخيه وزوج أخته عمل مشروع سوياً يكون عماد قائم على إدارته
ووجد الشقة المناسبة التى يبحث عنها وحان موعد التوجه لمنزل محبوبته لطلب يدها اتصلت والدته بدنيا لتطمئن على والدتها وأخبرتها بزيارتها الليلة لهم فرحبت بها دنيا
واستعدت لأستقبالها
وفى الموعد المحدد توجه عماد ووالدته إلى منزل الجيران كاد عماد أن يطير من السعادة
وهو بجانب والدته ويردد لنفسه : حلمى على بعد خطوات قليلة منى ، أكاد لا أصدق ، يارب اجعلها من نصيبى
طرقت والدته الباب وفتحت دنيا لترحب بوالدة عماد
دنيا بإبتسامة رقيقة مرحبة : مرحبا بك ياخالتى ، تفضلى بالدخول
والدة عماد : شكرا لك يا ابنتى ولكن معى عماد ولدى أتى ليطمئن على والدتك
لم تلاحظ دنيا عماد الواقف بعيداً عن الباب حتى تأذن له بالدخول
ابتسمت بإرتباك مرددة: أهلا وسهلا به ياخالتى ، تفضلوا
دخلت والدة عماد وهو خلفها يكاد يلتهم دنيا بعينيه فهى أول مرة يراها من قريب منذ عودته
أجلستهم بالصالون واستأذنت لتحضر والدتها لمقابلتهم وماهى إلا دقائق حتى عادت تدفع بكرسى والدتها أمامها فرحبت الوالدة بهم واختفت دنيا لتحضر واجب الضيافة لهم
والدة دنيا : حمدالله على سلامتك ياعماد لقد طالت غيبتك
ابتسم بخجل: نعم يا خالتى ويالها من غيبة ، ما أبشع الغربة بعيداً عن الأهل والأحباب
والده دنيا : عوضك الله خيراً ياولدى
والده عماد وهى تربت على ساقه : لقد انتهت أيام الأغتراب وعاد ليستقر بوطنه بين أهله وأحبابة
والده دنيا : خير ماتفعل ياولدى
والدة عماد : لا ينقصه غير العروس ليكمل فرحتى بيه
وهنا ظهرت دنيا تحمل صينية المشروبات وبعض الحلوى وقدمتها لهم بترحاب
ابتسمت والده عماد فى وجه دنيا : اجلسى يا ابنتى لا نريد إرهاقك
دنيا بصوت هادئ وصل لأذن عماد كأنغام الموسيقى : يسعدنى خدمتكم ياخالتى ، أهلا بكم
أكملت والدة عماد موجهة حديثها لوالدة دنيا : كيف صحتك الأن
والدة دنيا بآسف : الحمدلله على كل حال ، والله لا يحزنى غير تعب دنيا معى
عماد وهو يتفرس فى ملامح دنيا : جزاها الله عنك خيراً ياخالتى
فأحنت دنيا رأسها فى خجل
والدة عماد بابتسامة محببة : لقد حان الوقت إن تفرحى بها وبرؤية أولادها
تهللت أسارير والدة دنيا وقد فهمت المغزى من الحديث : أتمنى ذلك ، أن كل ما أحلم بيه رؤيتها سعيدة
بادرت دنيا : إن سعادتى فى خدمة والدتى ويكفينى رضاها علي
والدة دنيا برضا : جزاكى الله عنى خيراً يابنيتى
ابتسمت والده عماد لتهتف بثقة : أنى أريد دنيا كزوجة لعماد وأتمنى قبول طلبنا
أخفضت دنيا وجهها إلى الأرض وقد تورد لون وجنتيها خجلاً بينما تهللت أسارير والدتها لتهتف بفرحة متفحصة لوجه عماد : أن هذا شئ يسعدنى
خرج صوت دنيا خافت وخجول : اعذرينى خالتى ، أنتى تعلمين إنى لا أستطيع الزواج وليس هذا اعتراض على شخص الأستاذ عماد وإنما.....
قاطعها عماد وقد فهم مايدور بتفكيرها فبادرها بإصرار : قبل أن تقررى يجب أن تعرفى عرضى بالكامل
والدة دنيا : تفضل ياولدى
أعترضت دنيا بخجل : ولكن يا أمى
أوقفتها والدتها بعتاب : إلى متى يابنيتى تحملى همى يجب أن تعيشى حياتك وأن هذا سيسعدنى كثيراً
التفت لها عماد موضحاً بحماس : آنسة دنيا لا يجب عليك البعد عن والدتك لتتزوجى بى لقد قمت بشراء شقة قريبة من هنا حتى أكون بجانب والدتى ....
والحمدلله الشقة ذات مساحة مناسبة وسيخصص بها غرفة لوالدتك لتكون بجانبك طول الوقت
ابتسمت والدة دنيا فى سعادة على شعوره الجميل : شكرا لك ياولدى ولكن يكفينى أن تمر على يومياً لتطمئن علي
أردف بحنو : لا تحرمينا بركه قربك ياخالتى إذا أراد الله لنا النصيب ...... ولولا أن والدتى تعمر بيت والدى وتجمع به أخوتى وأولادهم وهو مفتوح ببركتها كنت طلبتها لتعيش معى
ربتت والدته على ساقه بحب وبإبتسامة حانية : بيتى مفتوح بأنفاسكم ياحبيبى
شعرت والدة دنيا بطيبة قلبه ومدى تمسكه بإبنتها : بارك الله لكم فيها
لم تستطيع دنيا الحديث وشعرت بالحيرة والتخبط فى مشاعرها فمن هذا الرجل الذى هبط عليها من السماء بعد أن استبعدت فكرة الزواج من حياتها فساد الصمت لدقائق وأعينهم مسلطه على دنيا على أمل ان توافق
بينما سبحت دنيا فى بحر ذكرياتها تتذكره مراهقاً وشاباً يقف أمام نافذة غرفته مسلطاً عينيه على نافذتها بالساعات
وهى تلمحه من الداخل وتبتسم على تصرفه وتشعر بالسعادة كمراهقة صغيرة تختبر مشاعر الأهتمام من الجنس الأخر لأول مرة وبالرغم من أهتمامه الواضح إلا أنه لم يحاول التقرب منها بأى بشكل ،
قطع عماد سلسة ذكرياتها بصوت هادئ : فكرى فى الأمر كما تشائين وسأكون بأنتظار جوابك مهما طال الوقت
التفتت له ولأول مرة التقت أعينهم فى نظره هادئة حملت الكثير من الحب والأشتياق من ناحيته والحيرة والتخبط من ناحيتها
مرت عدة أيام كانت بهم دنيا مشغولة الفكر بأمر الزواج فصدمتها فى خاطبيها السابقين ليست بالقليلة فمنهم الطامع فى شقة والدتها أو راتبها
ومنهم المتشكك فى كل من حوله ومنهم العاق بوالديه ومن ينول رضاها لا تكتمل الزيجة لأى سبب وأخيراً بعد تقدمها فى السن ظهر المطلق والأرمل الباحثين عن أم لأبنائهم
أو الباحث عن متعة شخصية بزوجة ثانية ....
فمن أين جاء هذا العماد المتفهم لوضعها وأرتباطها بوالدتها .... والغريب تلك المشاعر التى تتقاذف فى عينيه معلنة عن حب عميق واشتياق كبير
رغم سنين من البعد ، تنهدت بقوة ولجأت للدعاء وصلاة الأستخارة حتى يهديها الله للخير واستمرت والدتها بالدعاء لها ومحاولة إقناعها بالقبول
___________ يتبع ____
أنت تقرأ
نافذة الجيران *مكتملة* بقلمي /إيمــان سلطـان
Short Storyقصة قصيرة باللغة العربية الفصحى أرجو أن تنال أعجابكم عماد شاب قضى سنين شبابه فى تكوين نفسه فى بلاد الغربة وعاد سعيا وراء تحقيق حلمة باﻷرتباط بفتاة أحلامه فهل مازالت بإنتظاره أم أنها شقت طريقها بالحياة بصحبة زوج أخر