الجزء التانى

574 26 0
                                    

استيقظ عماد بعد مرور ساعتين ..... وقف بعيون ناعسه ليطمئن على نافذة الجيران وجدها مازالت مفتوحة فوقف قليلاً يستعيد نشاطه وبستنشق الهوا ويشاهد حركة الشارع الصاخبة التى افتقدها فى أرض الغربة وبعد عدة دقائق ولحسن حظه اقتربت من النافذة لتزيح الستائر وكأن الشمس أشرقت فى عينيه ووجهه من رؤيتها أمامه بوجهها الملائكى الجميل الهادئ الملامح اعتدل فى وقفته و كاد قلبه أن يخرج من مكانه ليطير إليها يحتضنها فى شوق ولهفة يبثها لوعته وأشواقه
ولكنها أغلقت النافذة واختفت شمسه فوقف يحاول ان يلتقط أنفاسه اللاهثة واضعاً يده على قلبه الذى يخفق بقوة داخل جنباته وأعلن التمرد عليه والمطالبة بقرب معشوقته
خرج لوالدته وجدها تجلس تقرأ القرآن فى هدوء فاقترب منها وقبل يدها وجلس بجانبها حتى أنهت الأم قرآتها فأحتضنها بشوق ووضع رأسه على ساقها لينام فى حضنها فانحنت على رأسه تقبلها وتداعب خصلات شعره
تسائل بهدوء : أخبرينى يا أمى كيف أخبار الحى والجيران
تنهدت الأم : الحمدلله ياولدى على كل حال ، كما ترى تغير شكل الحى وازداد ازدحاماً .... والجيران هناك من كبر صغيرهم وتزوجوا .... وهناك من قضى نحبه .... وهناك من انتقل إلى للسكن بأماكن أخرى
رفع رأسه من حضنها لينظر إليها فى اهتمام وهو يردد : وأسرة الحاج عبدالرحمن كيف حالهم ؟
أجابت الأم وعلى وجهها ابتسامة وقد شعرت بإهتمامه : توفى الحاج عبدالرحمن منذ سنوات ومرضت زوجته كثيراً وقد أصابها الشلل بعد وفاته أما سامى ولدهم فقد تزوج وانتقل من هنا ولا يأتى إلا للزيارة مع زوجته من وقت للأخر
وصمتت الأم متعمده للتأكد من شكوكها فى سؤاله فمازالت تذكر وقوفه أمام نافذته بالساعات منذ مرحلة مراهقته وحتى شبابه ليحظى بنظرة على ابنه الجيران الجميلة
فردد بإرتباك وصوت متقطع : ألم يكن عندهم بنت على ما أتذكر ابتسمت الأم بمكر : نعم كان عندهم بنت
وصمتت من جديد أعتدل جالساً ليهتف بنفاذ صبر: أمى تكلمى ماذا حدث لها
جاوبت الأم بهدوء ماكر : وماذا يحدث لأى بنت يا ولدى أما تتزوج أو تنتظر النصيب
أطرق برأسه وهو يردد بحرج وقد شعر بفهم أمه للغرض من سؤاله : وإيهما هى تنتظر أم تزوجت
أشفقت والدته عليه فجاوبته بإبتسامة رقيقة : دنيا فتاة بمئه رجل تحملت المسئولية بعد وفاة والدها ومرض والدتها وهى ترعاها خير رعاية إلى جانب عملها ..... وترفض الزواج فقد وهبت حياتها لرعاية والدتها المريضة
ابتسم عماد براحه مردداً : إذن هى تنتظر النصيب
أكملت والدته بتعاطف : تقدم إليها الكثير فهى جميلة وعلى خلق ولكن زواجها يعنى بعدها عن والدتها و زوجة أخيها استحوذت عليه ولا تهتم لها أو لوالدتها
فلا تستطيع ترك أمها فى رعايتهم وهناك من العرسان بالوقاحه حتى يطلبوا منها وضع والدتها بدار للمسنين حتى تتزوج منه فرفضت فكره الزواج بشكل عام
شرد عماد بأفكاره محدثاً نفسه : ستقبلنى أنا فهى دعائى لسنوات ماضية وقد استجاب ربى وحفظها لى .... ولكن يجب ان أدبر أمرى أولاً
أخرجته والدته من شروده وهى تربت على ظهره وتردد بحب : رزقك الله بالزوجه الصالحة
التى تريح قلبك وتسعد أيامك
فابتسم لأمه فى حب وهو يحتضنها ويردد : حبيبتى يا أمى
دخل عماد إلى غرفته واتجه إلى نافذته ليراقب محبوبته ويفكر ماذا عليه أن يفعل الأن ؟
*******************
ميعاد نشر الجزء الثالث يوم اﻷحد ان شاء الله

نافذة الجيران *مكتملة* بقلمي /إيمــان سلطـان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن