الجزء الاول

69 1 0
                                    

(١)
في بعض الاحيان نعطي الاشياء اكثر مماتستحق ...ننفق عليها الكثير والكثير من ممانملك تستنفذ مالدينا ...وبالرغم من معرفتنا هذا نبقى مُسايرين مايحدث سادلين الحبال تأخذنا حيثما تريد ..لاتقف بدورها عن حد معين ...
نحتري النسيان كثيراً نود لو يمد لنا يدية او احد ذراعية ...بدل العوم ببحر الذكريات الغير راحمة التي تمزق بنا بأنيابها من دون رأفة ....ساعدني اقبل الي فأني لا املك قوى لسير بسككك الافعوانية ...تتزاحم الذكريات بمحيط ذاكرتي مستعدة لخوض المعركة معك لاتعترف بخسارتها ...
تسن الذكريات اسنانها اواخر الليل تنغز القلب لتوقض الحنين وتنغز العين لتعيد اليها الشوق مذرفتاً دمعها بسبب وجع تلك النغزة ... وابقى ادور وادور كل ليلة بهذه الاحداث السائرة راجيتاً ان تقبل ليلةً ينجل هذا البؤس لأستعيد حياة بعد استعمارها منك ...ارحل فأنا اصبحت قفرةٍ لا ماء ولامأوى ...اصبحت كالصحراء الجرداء منبوذة من خارطه العالم في نظر المنظمات الانسانية احتاج الى المساعدات كيف لك ان تعيش علية كالطفيلي ومازلت تبثق بخيوطك داخلي تسلب مني ماتبقى
الا يكفي مااخذت ...استمسك بأيماني لانك لست قادراً على سلب هذا فهذا لا يعنيك
انت مضلل نفسك تحيط بها بشيئاً من السواد الدونوي ...سأهزمك واقف على قدمي من جديد ...واعلن عن نفسي واكون انا ..مهما عصفت الدنيا لابد ان يأتي الصفا
وهما امطرت ستتجلى وهما كانت غائمة ...ستشرق الشمس من جديد قائلة ...نوري اقوى من ان يضلل عليه احداً ...امهلني فقط ...لأستعد .
(٢)
في وسط زحام الذكريات تخرج انت رافعاً يدك من وسط الوحل الذي غارق به طالباً للنجدة اتمنى لو اضع يدي على راسك و وازيد بخنقك لكنك تخرج واقفاً على قدمك وتكهكه وتجلس بكل ثقة على عرش ذاكرتي وايظاً تضع احدى رجليك على الاخرى كأنك تقول لي ..لا مهرب مني ياصغيرتي ...متلبساً بي كالجن ..لا استطيع انتزاعك اشعر احيانا بأن لي ضلين احدهم لي والاخر لك ..يلحقني اينما اذهب وحين اضع رأسي على السرير يبقى واقفا عند قدماي وبعض الاحيان عند رأس
ولكن في الغالب يجثو فوق صدري ويضع كلتا يديه حول عنقي ويخنقني بقوة ..
اراك حين اغمض عيناي كيف تهرول بمتاهات ذاكرتي تركض بكل الاتجاهات حافراً اثراً بكل خطوة وبعض الاحيان تلصق على الجدرانها عبارات و كتابات لاتمحى وتعود تلتفت الي مع ابتسامة ماكرة متحديني عن اجتثاك...بعد ما انت تفعله
لا اعلم كيف لك ان تعاقبني مرتين
مرة برحيلك ...واخر بعيشك داخلي
تزورني مرات كالحلم وكأنك وضبت حقائبك واعتزمت الرحيل ولكن تستدير الي بنظرة المسكين فأصدقك ويعطف قلبي عليك فتشعر بإني الين اليك فترجع لأستعمارك من جديد .... كانت هذه متاهات ذاكرتي في مشفى الادمان

#في متاهات ذاكرتي اسجن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن