مدينة لوس آنجلوس | الولايات المتحدة الامريكية
" من الرائع ان نرى ما قدمته لنا فترة التسعينيات من موارد بشرية ، الطلاب في غاية الذكاء و الاجتهاد ، خرجي السنة هم الافضل على ما يبدو حتى انني صرت اشعر بالغيرة من جيلهم " .
انها السيدة بآي مرسول من فرع كوريا لقسم ت.ف.ط ، اختصارا ( تحقيقات فوق طبيعية ) و هو نظام مكون من مجموعة محقيقين ذوي قدرات هائلة يتم انتقائهم منذ الصغر بعد فترة مراقبة طويلة ؛ ذكاء حاد ، سرعة بديهة او استبصار هذه هي مواصفات المحقيقين ضمن القسم .
كانت السيدة بآي تجري حديثا مع المسؤول عن الوحدة التي تجمع دفعة المحقيقين من جيل التسعينيات بينما استمع هو لحديثها الممل عن سعادتها بخرجي هذه الدفعة .
" هل من طالب مميز ؟ شرطة سيئول قدمت طلبا للقسم ، فالعديد من القضايا المعلقة التي عجزوا عن حل تعاقيديها " تحدثت و ضمت يدها الي صدرها الذي قامت بحشره داخل الزي الرسمي الاسود خاصتها ، تجولت بنظرها بين طلاب الدفعة الذين يبدون كطلاب أي دفعة و أي كلية عادية .
" جيون جونغكوك " نطق المسؤول عن الدفعه ستيڤين مشيرآ الي الفتى الذي التزم الوقوف بجانب الجدار و النظر للعبة الكترونية بيده .
" ما هي قدرته ؟ " طرحت السؤال و نظرت الي السيد ستيڤين .
" انه مستبصر تم احضاره من كوريا الجنوبية ، لا يمكنك تخيل كم رؤيته دقيقه و محدده ، احيانا نشعر بالخوف اذا ما تحدث ، فهو لن يقول عدا المصائب و الكوارث " ادلى بكل معلوماته للسيدة بآي لتظهر ابتسامة واسعة على وجهها الممتليء .
" سيسعدني ان سمحت لي بالحديث معه " قالت فحملق بها السيد ستيڤين قليلا ثم مد ذراعيه و بسط كف يده و رافقها اليه .جونغكوك •
حفل تخرج ، انه حفل تخرج دفعتي من القسم ، القسم الذي قام بضمي لهم بعد حادثة وفاة والدتي مباشرة حيث اسرعوا بالاتصال بوالدي الواهن و الغارق بالديون و قاموا بشراء موافقته لإنضمامي لهم بصفته ولي أمري ، رغم تخليه عني منذ فترة سحيقه .
" جيون جونغكوك " سمعت تلك المرأه البدينة تنادي باسمي ، رفعت رأسي تاركا لعبتي التي اشتت تفكيري المنحوس بها ، مدت يدها فحملقت بها ، ماذا افعل مع هذه اليد ؟ .
" اوه ، انا بآي ريونغ .. المشرف العام على الوحدات ، سررت بلقائك " امسكت بيدي و قامت بهزها بسرعة ، قمت بسحب يدي بسرعة اكبر و وضعتها في مكان آمن لن تصل له تلك اليدان المجعدتان ؛ على ما يبد ان لا حديث مهم قد تجريه معي في هذه الدقيقه لذا نكست رأسي و اعدت تشغيل اللعبة مجددا .
" انا واثقة من انك تواق لمعرفة القسم الذي سترسل له ؟ انه قسم العاصمة سيول " قالت منتظرة رد بارزا مني و لكن على ما يبدو اني احبطت حماسها بوجهي الفارغ من الملامح .
" لا تبد متحمسا ؟ ولكن مع ذلك فهذه المرة الأولى التي يطلب قسم سيول مساعدتنا ، فهم لا تروقهم فكرة محقيقين خارقين للطبيعة و ..-
■
' بآي ريونغ ، سئمت تملقك '
الصورة ضبابية في مخيلة جونغكوك ، احدهم يلف ذراعاه حول السيدة البدينة و هي تحاول المقاومة و الصراخ .
' دعني ' قامت بعض يده و لكن الرؤية غير واضحه ، كل ما يتضح هو ذقنها و احيانا اجزاء مقربة جدا من وجهها المتعرق و هي تصرخ و تركض في مكان واسع جدا .
ركض خلفها ذلك الرجل الغامض مبهم الملامح بسرعة جعلته يصبح امامها مباشرة و ذلك يعود لجسدها الذي لم يعد للجري ، كانت تلوح بحقيبتها ذات الحزام الطويل لكنه التقطها منها و قام بخنقها حتى الموت ، يداها كانت تمسك بوجهه تحاول ابعاده لكنه لم يتركها ، تزحلقت يدها من جانبه الايمن لتظهر شامة كبيرة توسطتها شعرة طويلة .
▶
" جيون جونغكوك ؟ ما بال هذا الوجه الخائف ؟ " كان صوت السيدة بآي ينطق باسمي ، التفت و قد تعرق وجهي بسبب ما رأيت ، انا اكره تلك الرؤى فأنا اشعر بكل الخوف و الذعر الذي يشعر به من تدور حوله الرؤية .
" اهربي " نطقت بتلك الكلمات بدون سابق تخطيط .
" ماذا ؟ " قالت بينما تلوي حاجباها ثم حملقت بالمسؤول ستيڤين .
" اتركي الحقيبة و اهربي ! " خلعت عن كتفها الحقيبة و رميتها بعيدا ، ابتعدت هي و راحت تنظر في تعجب كبير بعد ان توقفت القاعة كلها و صارت تشاهد ما يجري ، نظرت لهم لألمح مستبصرة اخرى كانت بشعبتنا نحن المستبصرون تدمع عيناها ، و عيونها الدامعه كانت دوما دلالة على الموت ، انها مستبصرة موت فقط و يبدو ان عيناها تنبأت بذلك .
" حسنا لقد فات الآوان " قلت بهدوء و غادرت القاعة .
↭
مدينة سيئول | كوريا الجنوبية
" يا ابن العاهرة الن تنقطع سلسلة كذبك ؟ كل شيء يشير نحوك ، انت المذنب ، لما لا تعترف لننتهي من الأمر ؟ " صرخ و قام بضرب الكرسي للجانب الايسر ليضرب بكلتا يداه على الطاولة و يصدر صوتا مدويا بهما .
" لما لا يمكنك سجني ؟ هل اعترافي مهم لتلك الدرجة ؟ ام ان رؤساءك يمنعونك من زجي بالسجن ؟ " .
" اعلم بأنك رجل فاسد و تسير حياتك بالرشوى و التزوير ؛ ولكن هل تعلم شيئا ؟ انا ساضعك بيداي هاتان داخل السجن " هدد بإصبعه السبابة .
" انا انتظر ذلك بفارغ الصبر " قال المتهم ثم ابتسم جانبيا .
حملق به لثواني معدودة ثم غادر حجرة التحقيق ، كان يسير بخطوات حانقه ، فالحكومة ممتلئة بالقمامة امثال بارك جيسونغ ، فهو متهم بقتل رئيس الشركة التجارية (لمسة) ، حيث فقد اختفى القتيل لمدة ثلاثة ايام و ليبدو الامر كخادثة انتحار قد تم رمي الجثة بداخل نهر الهان و وجدت جثة الاخير منذ نا يقارب الشهر .
" انه مستفز لذا لا تقم بمناقشته ، فهو محمي من قبل رجال الحكومة الفاسدين " قال صديق المحقق تايهيونغ بعد ان جلس يتناول وجبته بسرعة و بغضب يتضح على محياه .
" هذه البلد تحتاج الي تطهير " قال بينما يتطاير الارز من فمه .
" هه اجل ، تناول وجبتك الآن و ستحل الأمور بوقت اخر " قال صديقه ثم قام و ربت على كتفه و سار ، و لكن قبل ان يبتعد عاد و جعد جبينه قائلا :
" بالمناسبة الرئيس هان يرغب برؤيتك ، لا تنسى المرور عليه بوقت لاحق من اليوم " .
" سأفعل " قال و لوح بملعقة الطعام خاصته .
↭
صوت طرق باب يليه فتحه و دخول شاب بملامح مليحة و قوام كقوام النبلاء و الفرسان .
" رئيس هان ، طلبت رؤيتي ؟ " .
" اوه ، تايهيونغ ! تعال و اجلس " تحدث الرجل الكبير الذي طغى على شعر رأسه و ذقنه الشيب حتى بات رماديا بعد ان اغلق سماعة الهاتف الارضي .
↭
كانت السلطات قد جائت لتحقق بمقتل السيدة بآي و امتلئت القاعة بعناصر الشرطة و المحقيقين الذين باستجواب الحضور بينما مجموعة منهم اهتمت بجثة السيدة بآي التي وجدت بجراج المبنى شاسع المسافة .
" جيون جونغكوك ، هل كنت على علم بالأمر " سأل المشرف العام كانغ دايهوي عن المقر حيث يوجدون ، مقر لوس آنجلوس .
" اجل ، لقد رأيت الحادث و لكن لم يكن هنالك داعي لمنعه او اخباركم بالتفاصيل لأن عيون ستيلا قد دمعت بالفعل " قال بهدوء اشبه بالبرود .
" هل استطعت معرفة اي شيء يدل على القاتل ؟ وجهه ؟ اسمه " سأل بإلحاح .
" كلا ! " اجاب ثم اخرج لعبة الفيديو خاصته و بدأ بلعبها متجاهلا وجود الاخير .
" لا تقلق ، سيمسكون الفاعل عما قريب ! " ربت على كتفه و غادر بينما يفرك يداه ببعض .
اتت فتاة صغير كانت معتادة على الجلوس بجانب جونغكوك و مراقبته و هو يلعب مراحل اللعبة .
" اخي ! " .
" ما الأمر ريبيكا ؟ " .
" هل السيد كانغ تعرض للضرب ؟ " .
" لما تقولين ذلك ؟ " .
" لأن نسيج بشرته ممزق بعنف ، انظر عن كثب " قال بينما تشير الي عنق و وجانب كانغ الايمن .
" عيناي ليست كخاصتك ، لا يمكنني الرؤية من هنا بتلك الدقة " .
" عليك اصلاح تلك العيون ، حتى شامته قد تمزقت بفعل الاظافر ، من يا تراه قد ضرب السيد كانغ ؟ " .
بعد قول ريبيكا ذلك تذكر جونغكوك الشامة السوداء الكبيرة التي كانت جزء ظاهرا من الرجل المبهم في رؤياه ، كما ان ان كلامها حول الخدوش على وجهه بات منطقيا ، فهي المقاومة التي ابدتها السيدة بآي اثناء لفظ انفاسها الاخيرة ، ألهذا كنت تلح على معرفة ما ان كنت رأيت شيئا بخصوص الجاني ؟ .
↭
" الرئيس هان قد فقد صوابه ! " دخل تايهيونغ الي حجرة زميلة في مركز التحقيقات الذي كان يجلس و يعمل على بعض الاوراق و على طاولته كوب قهوة و كعك محلى .
" هل سيقوم بطردك اخيرا ؟ " حملق بتايهيونغ الذي جلس بجانبه و علق ساخرا ، رمقه تايهيونغ بنظره كارهه ثم رشف من قهوته .
" سيقوم بتعيين ساحر ! " قال تايهيونغ في ذهول ، قلص هوسوك عيناه قليلا و من ثم انفجر ضاحكا .
" انت رجل كبير على تلك الاقوال ، تقصد محقق من قسم ت.ف.ط ؟ " قال بعد حاول انهاي ضحكته بسرعة .
" لا اعلم ، مستبصر ، مستطرش ، مستبكش ، على كل حال انهم سحره مختلين عقليا " قال بعصبية .
" يا إلهي ، كيف تخرجت من الكلية برأس البصل هذا ؟ اخرج قبل ان تنقل لي بعضا من غبائك " قال بوجه خبيث و ساخر ثم اشار للخارج .
" حسنا و لكن ستغود لكلماتي و تعلم اني قد كشفت حقيقتهم لك سابقا ! " قال و قبل ان يخرج التقط علبة الكعك المحلى من مكتب صديقه .
" يااا " .
↭
بحلول الوقت بعد منتصف الليل كانت الاصفاد قد كبلت يدا المجرم المهووس بالمناصب السيد كانغ ، الذي كانت غايتة ان يحل محل الآنسة بآي كمرسول من كوريا فهو مركز مرموق سيحب أي شخص يعشق المناصب ان يتسلل إليه .
" ناموا باكرا فغدا سيذهب كل منكم الي المركز خاصتة ، سنقوم بتوزيعكم حول العالم و لكن تذكروا نحن الملجيء الرئيسي و الملاذ الأخير لكم ، طابت ليلتكم " تحدث المسؤول ستيڤين للدفعة و طلب منهم التوجه لغرفهم التي كانت تحوي على حقائب السفر خاصتهم .
↭
" مرحبا ، انا المحقق كيم تايهيونغ ، سررت بلقائك " مد يده ليصافح الفتى الذي احضر حقيبة سفره و جاء الي المركز بعد ان اصطحبه رجال امن من مطار انتشون .
" تآي " توسعت عيناه و تلك الحدقه السوداء و نطق باسم صديقه و ابن خالته الذي لم يتوقع ان يقابله مجددا بعد ان انقطع الاتصال بينهم منذ ان تم اخذه للخارج الي ذلك القسم .
" اوه ، ذلك سريع ، انت تزيل الكلفه تماما ، حسنا يمكنك فعل ذلك ايها المستعمى " قال ثم لف ذراعه حول عنق الاخير ، تحركت رأس جونغكوك ليحملق باللذي حاوطته ذراعه ، اخذه تايهيونغ الي دتخل مركز الشرطة ليصل الي مكتبة .
' انه تايهيونغ ، لم يتغير مطلقا ، اعتقد ان ازداد وسامتا فقط ' .
" هذا هو مكتبي و مكتبك ، لقد قامو بوضع طاولة و كراسي لك و خزانة صغيرة ، ضع اغراضك و تصرف كأنك في قسم السحر خاصتكم " تحدث تايهيونغ ثم صمت قليلا قبل ان يقلص عيناه و ينظر اه عن كثب .
" آآآ .. ماسمك بالمناسبة ؟ " سأل و لكن ليس السؤال الذي توقعه جونغكوك بعد كل تلك النظرات المشككه .
" جونغكوك " قال بهدوء .
" ممم ، اعرف الكثير من الجونغكوكيين لذا كن افضلهم ، فهم جيدين " قال ثم ضرب كتفه و غادر قائلا .
" سأشتري لك القهوة " .
" تاي !" نادى ليتوقف الاخير عن السير و التفت له و انتظر ان يقول شيئا و لكنه لم يبدو و كأنه سيقول شيئا فوجهه البارد و الخالي من التعابير لا يوحي بكلامه .
" لا تحب القهوة ؟ اذا سأشتري عصيرا ، ايشش الاجانب حقا صعبوا الارضاء " قال متذمرا و غادر .
جونغكوك
هل تغيرت لذلك الحد ؟ ام ان ذاكرتك ضعيفة بذلك الشكل المزري ، انه انا كيف لك ان تنساني بسهوله ؟ .
هيا جونغكوك المدة الطويلة ستجعل اي شخص ينسى بسهولة .
لكننا كنا اصدقاء ، لقد كنا مقربين جدا .
هل حصل على اصدقاء و معارف جدد و قاموا يدفن بقايا صداقتنا ؟ ، بينما انا عشت على الاطلال .
في نهاية الأمر ذلك جيد ، فلست مضطرا لقلق الدائم من ايذائه ؟ كلما كنا اقل ارتباطا كلما كان تايهيونغ في مأمن .
يتبع
●
•
◆ فكرة الرواية راودتني لفترة من الزمن الي ان قررت ان اصيغها و اكتبها ، تعلقاتكم تسعدني و تهمني ، شكرا .
أنت تقرأ
No salvation | VKook™
Fanfiction• " تآيهيونغ ، خائف من ان آرى شيئا بخصوصك ، اود دفعك لزمان و مكان لا انا فيهما ، اود ان اجعلك تعيش حياتك الطبيعية و لكن كل ما استمر بفعله هو إغراقك في قاع نفسي المظلمة التي تستحوذ عليها لعنة لا خلاص منها " . • " جونغكوك ، هل تفعل هذا عن عمد ؟ ام ان...