05 . ' الحقيقة '

2.2K 167 69
                                    

استيقظ جونغكوك صباحاً و اعد لنفسه افطاراً بسيطاً يَتمثّل في رقائق الذرة و الحليب ، مزجها سوياً و جلس يتناولها بينما لم يقم بتغير ملابس النوم خاصته بعد ، قميص واسع و بنطال قطني رمادي اللون ، علي كل حال ليس عليه العجلة ، فتايهيونغ لديه مكان اخر يقصده قبل ان يذهبا سوياً .

كانت الدقائق تمر بينما يركز في لعبته التي تبدو لعبة لا متناهية ، هو لم يفكر بأن ينهيها من قبل ؛ ضحك عندما تذكر ان تايهيونغ قد اخبره بأنه سيساعده ليصل للمستوى الذي كان بلعبته القديمة شاعراً بالندم علي كسرها .

' غبي '
ابتسم ، الوقت برفقة تايهيونغ يبدو مثيراً اكثر ، قد يبدو بأنه لا يتفاعل معه اطلاقاً إلا انه يركز علي كل حركاته بداخل المكتب و شجاره مع هوسوك من المكتب المجاور يفوز بأفضل جزء في اليوم ، جونغكوك حقاً يسمع و يخزن و يتفاعل مع كل حركة يصدرها الاخر بطريقته الخاصة .. يبدو الامر و كأنه يحصل علي فلمٍ بجودة عالية يستلقي علي فراشه ليلاً و يبدأ بمشاهدته .

قطع حبل افكاره شلل في حركته و انتقال مفاجئ لمكان اخر تماماً حتى وقعت لعبته من يده علي طاولة الطعام بجانب ملعقته و صحن الرقائق الذي يحوي القليل حليب المتبقي .

شهق بينما شعر بنفسه يغرق ، كان بالفعل يشعر بالماء البارد يغمره و انفاسه تثقل بفعل الضغط علي صدره من قبل الماء ، حاول الخروج و لكنه لم يستطع بيد أن يداً كانت تدفع برأسه تجاه الاسفل ، حرك يداه مجدفاً لكنه لم يقدر تخطي قوة تلك اليد و سرعان ما فتح فمه لفراغ الاكسجين من رئتيه سامحاً للمياه بالتدفق لجسده ، فقعات الهواء تشكلت اعلاه بينما بدأ بالغرق الي ذلك القاع حالك السواد و عيناه تراقب لمعان المياه .

" هاه " شهق و لكن هذه المرة ليعود لشقته ، دفع الطاولة متراجعاً للخلف و جسده ينتفض خوفاً و حرارته قد انخفضت بشكل جنوني ، انه مرته الاولى التي ترواده رؤيه كتلك ، انها اكثر رعباً من سابقاتها ، جلس علي الارض الخشبية يرتجف و اخذ يفرك ذرعاه كرد فعل تجاه الارتجاف الذي اصابه .

-

" تاي-يآه ، هل كبرت و صرت لئيماً ؟ " مررت اصابعها الناعمة بين خصلات شعره الحريري .

" انا آسف .. و لكنك تعلمين كم من المتاعب اواجه بطبيعة عملي " التقط يدها و قام بتقبيل كفها .

" دعني اخمن الآن ، هل ستظن ان نصف ساعة قد تجعلني اتغاضى عن تقصيرك تجاهي " جلست قُبالته و مسدت تنورتها السوداء الطويلة .

" اومآه ! " تذمر و ركع امامها ثم وضع رأسه علي فخذها بهدوء و اغمض عيونه بينما لعبت هي بخصلات شعره تتأمل وجهه الذي تغير مع مرور السنوات ، لم يعد ذلك الطفل الصغير بعد الان .

No salvation | VKook™حيث تعيش القصص. اكتشف الآن