الفصل الرابع

6.7K 112 1
                                    


يوم 12 نوفمبر كان الثلج يتساقط على نيويورك ،نحو الساعة الحادية عشر صباحا كان مايكل رامسى يضع يديه فى جيبيه يتأمل الحديقة العامة الرئيسية التى غطى الثلج سطحها . من خلال النافذة الزجاجية الكبيرة لمكتب هنرى آلدرمان .
ابتسم آلدرمان وقال :
- تتمتع الآنسة شاى بدقة متناهية . ولكن جدول أعمالها ممتلئ هذا الأسبوع أعتقد أنها أخبرتك بذلك .

- أخبرتنى سكرتيرتها ببساطة أنها ستتأخر قليلا هذا الصباح . لقد جئت فى الموعد المحدد لأنى أردت أن أتحدث معك عن عمليات البحث التى قام بها ماكلين .

- كنت أود أن أكون أكثر فاعلية يا سيد رامسى للأسف أنا ....

- لا تتأسف لا طائل من ذلك .

- فى هذه الحالة ، لنر هل كانت الآنسة شاى قد أتت إذا أردت ذلك .

أذعن مايكل . أخذه هنرى إلى ردهات شركة آلدرمان وجيبس فجأة ظهر رأس ذو شعر أحمر بين بابين . تسمر مايكل من وقع الصدمة . صعدت السيدة واختفت فلم ير منها إلا ظهرها . على الفور . فكر فى قارئن ماكلين : هناك آلاف من حمراوات الشعر فى نيويورك ، وملايين فى الولايات المتحدة .

فى المقابل ، لم يكن هناك سوى جيل واحدة فى العالم . لقد تعرف عليها مايكل من مشيتها ، إنها محفورة بعمق فى ذاكرته . لقد عثر عليها إذن ! بعد شهور من البحث المضنى والاف من الدولارات .

شعر مايكل بدوخة وسط موجة من الذكريات التى اشعلت العواطف والضغوط المتراكمة منذ شهور .

قال هنرى مشيرا إلى الباب الذى اختفت خلفه السيدة ذات الشعر الأحمر :
- عندما نتحدث فى سيرة الذئب ......

لم يطلق مايكل أى تعليق . كان منشغلا بتصور انتقامه . انه يريده انتقاما مطلقا يتناسب مع الالم الذى سببته له خلال اربعة اشهر من الانتظار الذى لا ينتهى .

كانت ميجن التى لا تشك فى أى شئ توقع عدة أوراق عندما سمعت طرقات على باب مكتبها .

دخل هنرى آلدرمان على الفور . قال :
- ميجن لقد عدت ، هذا عظيم . كيف كان اللقاء ؟

- جيدا جدا ، أنا .....

صمتت ميجن وشحب لونها فجأة . بدا وكأن المكان قد أظلم من حولها . وكأن الشمس قد حدث لها كسوف مفاجئ . اختفى اللون الوردى من فوق خديها . توقفت عن التنفس ، وتوقف قلبها عن الدق نصف ثانية . كانت فى هذه اللحظة حقا كأنها فارقت الحياة . ثم تفسر كل شئ أمام وجه مايكل رامسى الذى ظهر عليه علامات الفرح أو الاصح الانتصار . لقد أثبتت ميجن برد فعلها هذا انها الكاذبة الغامضة التى كانت بفندق هاراباس خاصة وأنها لم تنس ضحيتها حتى الآن .

فى البداية شعر بالرضى لفكرة أنها قد تكون تألمت هى الأخرى وتذكر ليلتهما الحميمة التى حفرت فى ذاكرته ربما لأنها كانت غير منتظرة ولذلك سكنت خياله .

الليلة الموعودة - دار ميوزيك ( كاملة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن