فى عطلة نهاية الأسبوع التالية ، لم تخرج ميجن من منزلها . شاهدت التليفزيون بعين شاردة ، بدأت للمرة العاشرة قراءة نفس الكتاب دائما دون ان تتذكر الصفحة الأولى . التهمت ثلاث علب شوكولاته وأربعة كيلوجرامات عنب استرالى بين الوجبات التى انخفضت إلى أقل درجة لتصبح مجرد شطائر بيض أو سلمون مع الليمون من أجل الفيتامينات .أما مايكل رامسى من ناحيته فقد أخذ يدور حول نفسه فى حجرته فى الفندق كالأسد الحبيس فى القفص . حملق إلى التلفون دون أن يكون قادرا على فعل شئ آخر . أما ميجن فلم تحاول الاتصال به مرة واحدة .
تدفقت الرسائل منذ مساء الجمعه .كانت فى البداية عبارات بسيطة مثل " اتصلى بى فى الفندق شكر " أو " لابد أن سكرتيرتك قد نسيت أن تنقل لك رسالتى ولكنى سأكون فى هاراباس حتى الثامنة مساء " . ثم أصبحت اللهجة أكثر قسوة . " ما لم تكونى مشغولة بأبحاثك البالية فلا بد أنك استمعت إلى رسائلى السابقة على جهاز الرد على المكالمات وما زلت فى انتظار ردك " نحو الساعة العاشرة ، جاءها رسالتان آخريان . مما دفع ميجن إلى تناول الحبوب المنومة .ثم ازداد التوتر ، ميجن لقد تخطيت كل الحدود ، أعرف أنك فى منزلك ، اتصلى بى على الفور ، لقد طالت هذه اللعبة السخيفة .
ظلت ميجن صامتة كالتمثال ، كان يوما السبت والأحد أكثر كآبة ، تواصلت الرسائل وأصبحت أكثر إسهابا . أما الرسالة الأخيرة فقد أرعبتها .كان صوته هادئا بشكل مثير للدهشة . قال ببساطة : " سأتصل بك يوم الاثنين صباحا فى مكتبك . إذا لم تردى فسأضطر للحضور إليك بنفسى . أشك أن آلدرمان سيقدر طريقتك فى معاملة الزبائن .... إلى اللقاء يا آنستى "
صباح يوم الاثنين ، تحدثت ميجن بطريقة مضيفات الطيران عندما أوصلتها جريتا بـ مايكل على التليفون :
- صباح الخير سيد رامسى . سعيدة لسماع صوتك . سوف .....- لماذا لم تتصلى بى فى أجازة نهاية الأسبوع ؟
- آسفة يا سيدى ، لقد سافرت أثناء العطلة . فى رسالتك الأخيرة قلت : إنك تفضل مقابلتى بنفسك فى المكتب وسأضيف يا سيد رامسى أن لهجة رسائلك أدهشتنى .
اسمعى يا مارى ميجن لم يمض وقت طويل جدا جدا على الشرف الذى منحتنى إياه لمعانقتك . قد تكونين امرأة هوائية .ولكن نادنى باسمى الأول كالأصدقاء . ألسنا كذلك ؟ ومن ناحية أخرى فللعميل كل الحق ، ألا توافقينى على ذلك أيضا ؟- كما تشاء يا مايكل .سأتصل بك بمجرد أن أرى الأخوة دوبسون . على الرغم من ذلك يجب أن أخبرك بأن ...
- هل تريدين العشاء معى هذا المساء ؟
- لا يحدث ذلك مع العملاء أبدا يا سيدى . أسفة .... لنقل إذن أنه عشاء عمل .
- فى هذه الحالة ، مر على فى المكتب بعد الظهر ... يمكننى أن أخصص لك ساعة .
- ماذا لو وقعنا السلام بيننا يا ميجن ؟
أنت تقرأ
الليلة الموعودة - دار ميوزيك ( كاملة )
Ficción Generalقع كل منهما هذا الشعورالطاغى الذى سرى بكيانهما عندما تصافحا . ظلت أصابعهما ترتعش إثر التيار الذى شعرا به وحدهما . إتفاق غامض لم تصغه كلمات . منتدى ليلاس وابتسم كلاهما للآخر