قضت ميجن أبشع ليلة فى حياتها . كل شئ فيها يتغير في وحشية غرفتها المظلمة حيث تبكى ساعات . كانت تميل إلى تصديق أن السعادة لا تأتى إلا مرة واحدة لكن فى الحقيقة لم يكن ألمها بسبب أنها فقدت مايكل أو أنها خيبت أمله . كان ألمها بسبب ما أدركت أنها لن تستطيع أن تنظر إلى طفلها فى عينيه , لأنها أرادت – منذ ساعات قليلة – أن تحرمه من والده . وفى نفس الوقت من أم سعيدة . أدركت فجأة أن هذا الطفل سيعاني مائة مرة أكثر منها . بكت ميجن شاي دون أن تستطيع التوقف حتى الفجر .
كشفت لها المعاناة حجاب الحقيقة . أدركت أنها لا تريد إبعاد مايكل بدافع الغرور أو الضعف . ببساطة لأنها اعتقدت أن فى ذلك لمصلحتها .
كان ينقصها بعض الحكمة . إنها لم تستمع إلا لقلبها ,. ولم تستمع لعقلها بالقدر الكافي . اعتقدت أن تكتفى بذاتها ولكن أن تحب رجلا أو تحب طفلا فهذا يعني البحث فى العالم على ما ينقصها منذ الأزل ولكي تصل لما تبحث عنه يجب أن تتحلى بما ليس لديها : الصبر .
تحلى مايكل رامسى بالصبر ليبحث عنها فى كل مكان مرتين على التوالى دون أن يفقد عزيمته . أعطته مشاعره دفعة انطلاق ولكن سيطرت الحكمة على الفور على افعاله . لو استمع إلى صوت الحب لعاد إلى ميجن فى اليوم التالى ولما تركها . على العكس أمرته الحكمة بأن ينتظر مرة أخرى . أن يترك المرأة التى يحبها تدرك الحقيقة , أن تبصر حقيقة العوائق التى أمامها وأن عليها تخطيها .
كان ذلك قرارا حكيما سمح له بالسيطرة على عواطفه بينما كانت ميجن من ناحيتها تفحص للمرة الأولى الأحداث دون حاجب الخوف والعاطفة .
# # # #
بعد ثلاثة أيام , استيقظ فى الصباح الباكر ظهرت ميجن عند الباب برداء نوم أبيض كانت نظرتها أكثر صفاء . ونظرت إليه مباشرة . قالت ببساطة كما لو كانت تقنع نفسها بأنها لا تحلم .
- مايكل , هذا أنت ؟
أجاب بصوت محايد :
- جئت لأقيم هنا .
لم ترد ميجن أن تبتسم . ما زالت لا تستطيع ذلك . كان ينقصها أن تعترف بتفاصيل التمثيلية التى أخرجتها فى فندق هاراباس التى يجهل مايكل عنها كل شئ . كانت تعرف أن هذا سيكون صعبا ولكنها ستستطيع من اجل الطفل خاصة . نعم على الرغم من تعبها , كانت تشعر بالقوة .- ادخل سأعد القهوة .
أغلقت باب المنزل النائم تحت الشتاء خلفهما .
أنت لم تعودى تستطيعين القيام بأعمال المنزل . كما أنى لا أريدك أن تكوني وحيدة هنا فى هذه البلاد البعيدة . قد يحدث لك شئ . دوار مثلا , لست أدرى يكفي أن يكون التليفون بعيدا حتى تلاقى المعاناة ... يمكننى أن أخذ إجازة ,إجازة طويلة سأعتنى بك وبالطفل بكما أنتما الاثنين . إنى أرغب فى ذلك .- هذا لطيف منك يا مايكل . بالتأكيد من الأفضل أن تكون هنا بسبب الطفل . لكن ستعود العمة كاتي بين يوم وآخر .
أنت تقرأ
الليلة الموعودة - دار ميوزيك ( كاملة )
Genel Kurguقع كل منهما هذا الشعورالطاغى الذى سرى بكيانهما عندما تصافحا . ظلت أصابعهما ترتعش إثر التيار الذى شعرا به وحدهما . إتفاق غامض لم تصغه كلمات . منتدى ليلاس وابتسم كلاهما للآخر